ظللنا ندلق المداد محبرين بياض الصحف مكررين دوماً أن حواء الهلال ودود وولود وأبنائها يسدون قرص الشمس ومثلما أنجبت حواء الهلال المئات من الداعمين لمسيرة النادي من أمثال أحمد عبدالرحمن الشيخ والزعيم الطيب عبدالله محمد علي والحكيم طه على البشير والأرباب صلاح الدين أحمد إدريس وأشرف سيد أحمد الحسين الكاردينال والأمين محمد أحمد البرير والقائمة تطول, رحم الله من إنتقل إلى دار البقاء ومنح الأحياء منهم الصحة والعافية. وبين الفينة والأخرى تنشق أرض الهلال ويظهر من بين طياتها ابن .. عاشق متيم بحب الكيان يأتي بطوعه وإختياره ليبذل المال سخياً في حضرة الهلال.. واليوم تجلس (قوون) في حوار مختلف مع شخص مختلف نشأ وترعرع في حب الهلال ليمنحه الكيان الأزرق الإلهام والدافعية ليشق طريقه من نجاح إلى آخر وهو في رحلته تلك ظل حاملاً لحبه الكبير في حدقات عيونه موسداً الهلال أضلعه .. إنه ابن الهلال كما يحلو له أن يطلق عليه المهندس .. الصحافي والشاعر المرهف علي همشري والذي صار تميمة تتفاءل بها جماهير الهلال المنتشرة على طول البلاد وعرضها تترقب وصوله قبل المباريات والمعارك الكبيرة التي يخوضها فتية الهلال الأشاوس. جاء همشري لمتابعة مباراة الهلال الحاسمة والمهمة أمام ليوباردز الكنغولي والتي جرت مساء الأحد الماضي. وكرة القدم لم تعد مجرد أداة للترفيه وتزجية أوقات الفراغ، بل صارت دبلوماسية شعبية تقرب بين الناس وتسهم في تحقيق السلام والتنمية المستدامة, بل صارت صناعة وتحتاج إلى المال الوفير، ولاعبو الكرة وفي ظل الأزمات الإقتصادية الطاحنة وبما أن كرة القدم صارت مهنتهم فإنهم يحتاجون إلى المال وهو عصب الحياة حتى يتفرغوا للإبداع وإسعاد جماهيرهم بالإنتصارات ومجالس إدارات الأندية ومهما أوتيت من مال فهي تحتاج إلى دعم الأقطاب والمحبين حتى تستطيع تسيير النشاط بالصورة المثلى والهلال يحتاج إلى دعم كل أبنائه دون إستثناء أو إقصاء لأحد وغني عن القول أنه علينا الترحيب بمن يمد أياديه للهلال بالخير دعماً للمسيرة. وإنطلاقاً من هذا الفهم حملنا القلم والكاميرا لنلتقي بالشاب الهلالي المهذب والواعي علي همشري لبحثنا عن مختلف المواضيع التي تفور وتمور بها الساحة الهلالية وعن رؤيته إلى مرحلة دوري المجموعات ونظرته للإنتخابات والفلسفة التي يستند عليها في تحفيزه المتواصل للاعبي الهلال وغيرها من الموضوعات المختلفة.. فمعاً عزيزي القاري لنستمع إلى أفكاره الجديدة والمتجددة: = ماذا بعد الوصول لدوري المجموعات مع الثمانية الكبار في القارة السمراء؟ 00 هنالك ثلاث نقاط جوهرية ينبغي الإنتباه لها من أجل ضمان الإستمرار في البطولة قبل الحلم بالوصول لكأس البطولة وهي : أولاً: المحافظة على الإستقرار الفني لفريق الكرة إضافة للإستقرار الإداري بمعنى إتاحة الفرصة للمدير الفني محمد نصرالدين النابي للمضي قدماً في سياسة الإنضباط التي فرضها على لاعبي الفريق واحترام خياراته ومعاييره التي يعتمد عليها في إختيار اللاعبين الذين يشاركون في المباريات ,وأنا بصفة شخصية معجب أيما إعجاب بالطريقة الإحترافية التي يتعامل بها النابي مع لاعبيه فالجاهزية والمقدرة على العطاء هي المعايير التي يعتمد عليها في إختيار تشكيلته.. وبالطبع هناك بعض اللاعبين الذين يقابلون عدم إختيارهم للمشاركة في المباريات بعدم رضا داخلي وعلى مجلس الإدارة مقابلة ذلك بالوعي والحكمة حتى لا يحدث الإنفجار .. وبالمناسبة أسلوب النابي ناجح جداً وينبغي تشجيعه بالسير عليه لأنه يمنح اللاعبين الدافعية لتطوير مستوياتهم الفنية حتى يتثنى لهم المشاركة في المباريات. أما من ناحية الإستقرار الإداري فأقصد التعامل بإحترافية ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب الذي يتناسب مع مؤهلاته وخبراته وبعبارة أخرى إعطاء الخبز لخبازه، كما يقول المثل..والعبرة دوماً ليست بنجاح الأفراد ولكنها تقاس بنجاح المجموعة وعلى سبيل المثال إذا نجح شوقي بدوي أو عبدالله حسن أحمد البشير فهما سيان لدى جمهور الهلال . وكذلك يجب عدم محاربة الأشخاص القادرين على العطاء ويرغبون في دعم المسيرة مهما كانت درجة الأخطاء التي يرتكبونها لأن الهلال مجتمع كبير وبالضرورة به شخصيات متباينة في تفكيرها ولكن مع ذلك هنالك شخصيات يعتبر بقائها أفيد للهلال الكيان من ذهابها وعلينا أن نستفيد من الخبرات التراكمية التي اكتسبوها من خلال عملهم في محيط الهلال والعمل على مساعدتها للتخلص من تلك الأخطاء، وهذا ممكن بتوخي الحكمة والدفع بالتي هي أحسن. أما النقطة الثالثة من ضمن النقاط الجوهرية التي ينبغي الإنتباه لها هي السعي بكافة الطرق وإكمال الجاهزية البدنية والنفسية والفنية لكسب الثلاث مباريات الأولى في دوري المجموعات وهي المباريات التي تسبق فترة التوقف لكأس العالم بالبرازيل والذي سينطلق في الثاني عشر من شهر يونيو القادم لأن هذه التسع نقاط سوف تعزز من فرص الهلال لبلوغ الدور القادم من البطولة ومن ثم يمكننا التفكير في اللقب. = إذاً بماذا تسهم أنت شخصياً في دعم مسيرة الهلال في دوري المجموعات؟ 00 أنا دوماً رهن إشارة إدارة نادي الهلال في كل ما تراه مناسباً من جانبي لدعم المسيرة خلال الفترة المقبلة .. وحتى لا أعرض نفسي للإحراج أكثر مما تعرضت له فسوف أترك الأمر للجنة التسيير للإستعانة بخدماتي في أي عمل تراه من وجهة نظرها مناسباً، وأنا من جانبي سوف أسعى بكل ما أوتيت من قوة للإسهام فيه بشكل إيجابي. = لاحظنا تعلقك بجماهير الهلال وتفاؤلها بك قبل كل المباريات الكبيرة فهلا حدثتنا عن نوع العلاقة التي تربطك بجماهير الهلال؟ 00 لا أخفي عليكم بأنني أشعر بسعادة كبيرة لأن بعض جماهير الهلال صارت تتفاءل بوجودي في المباريات الكبيرة التي يخوضها الهلال وهذا الشيء يسعدني ويثلج صدري، ولذلك ظللت أحرص دائماً على التواجد في مباريات الهلال الكبيرة ومتابعتها من داخل الإستاد، وأتمنى أن أكون دوماً عند حسن ظن جماهير الهلال. تربطني باللون الأزرق حالة من العشق اللا متناهي. وأضاف همشري بعد أن سرح بفكره بعيداً كمن تذكر شيئاً عزيزاً على نفسه قائلاً : تربطني باللون الأزرق حالة من العشق .. العشق الشاعري اللا متناهي وذكريات وأحلام منها ما هو آت ومنها ما هو منتظر. وعندما أكتب الأشعار في الهلال فهي عبارة عن تعبير لما تكنه نفسي من عشق لهذا الكيان الجميل بكل مكوناته وهي تعكس حميمية العلاقة التي تربطني بهذا الكيان وجماهيره المنتشرة على طول البلاد وعرضها , كما أنني أشعر بأن إحساسي في لحظات الكتابة يعبر عن إحساس كل هلالي متيم بعشق الهلال يقرأ ويستمع. = هلا حدثتنا عن فلسفتك في تحفيز نجوم الهلال؟ 00 لي رؤية قد تكون مختلفة عن الاخرين في الحافز الذي أمنحه للاعبين .. والحافز الذي أقدمه لكل لاعب ليس مرتبطاً بالضرورة بنجوميته للمباراة التي تسبق التحفيز أو التكريم، وأنا في إختياري للاعبين الذين أرغب في تحفيزهم أعتمد على معايير كثيرة ولا أذيع سراً إن قلت أنني وفي أحايين كثيرة أتشاور مع المدير الفني ودائرة الكرة في هذا الأمر والأهم أنا لا أهتم باللاعب عندما يصبح نجماً فهو عندئذ وبالضرورة مطالب بالمحافظة على نجوميته التي وصل إليها ولكنني أسعى دوماً لتحفيز اللاعبين الذي أرى فيهم مقومات كامنة للنجومية وساعدتهم للتدرج وإظهار تلك الملكات حتى يستفيد منها الهلال وبالتالي الكرة السودانية على مستوى المنتخبات الوطنية، كما أنني أتابعهم في التدريبات وإخلاصهم فيها. وأضاف همشري: دوماً أستمع لآراء كبار لاعبي الهلال فعندما كان اللاعبان عمر بخيت والمعز محجوب يطالبانني بتحفيز الحارس جمعة جينارو والمدافع أتير توماس كنت على علم بأنهما سيكونان من ألمع نجوم الهلال في الموسم الحالي 2014م وبعد أيام قليلة سوف أقوم بتكريم سيف مساوي لأنه يحتاج لوقفة معنوية حتى يعود لسابق مستواه سيفاً تهابه الخصوم، وأتمنى من كل جماهير الهلال الوقوف معه ومؤازرته لأنه يحتاج لتعاطفها أكثر من أي لاعب في الكشوفات الزرقاء، ومساوي لاعب كبير وموهوب ومشبع بالخبرة والهلال يحتاجه بشكل أكبر في المرحلة المقبلة التي تشتمل على مباريات في غاية الصعوبة. = البعض يردد بأنكم تحفزون النجوم فقط من أجل الظهور الإعلامي فماذا تقول؟ 00 أولاً عندما دخلت الهلال لم أكن نكرة كما أنني لم أكن رجل أعمال ولكنني كنت صحافياً معروفاً وشاعرًا غنائياً تغنى بأشعاري مجموعة من الفنانين وهذا يعني أنني عندما دخلت إلى ساحة التحفيز في الهلال لم أكن في حاجة لبذل المال حتى يتم تقديمي للناس أو لإكتساب شهرة إضافية ولكنني وللحقيقة والتاريخ أعلن من خلالكم أن كل ما أقوم به من إسهامات ومساعدات هو عبارة دين أو ديون سابقة لزملاء آزروني وقت الشدة ووقفوا معي عند الحاجة والان هم أولى الناس بدعمي ومساندتي. أما الحقيقة الثانية التي أود أن أذكرها عبركم ولأول مرة هي أن سر عشقي للهلال وتحفيزي لنجومه هي هلاليتي منذ الميلاد والنشأة الأولى، وكذلك أن أول رحلة لي خارج السودان كانت مع الهلال في العام 1996م خلال مشاركته في البطولة العربية ومنها انطلقت لعالم واسع جداً من العلاقات، وأنا عندما أدعم الهلال أو أقوم بتحفيز لاعبيه إنما أرد ديناً كبيراً لهذا المجتمع الرحب .. هذا المجتمع الذي أشعر تجاهه بالإمتنان. ولكن البعض يحاول تفسير ذلك حسداً من عند أنفسهم بأنني أبحث عن مجد أو شهرة في رحاب هذا النادي الكبير وهم لا يدركون بأنني إنسان من صناعة هذا الكيان الهلالي الجميل. = هل يستطيع الهلال الذهاب بعيداً في دوري الأبطال دون ترميم الصفوف؟ 00 بالطبع ينبغي على الأهلة ترميم صفوف الفريق من الداخل أولاً .. بمعنى أن كشف الفريق به لاعبون أصحاب مهارات كبيرة وعلى الجهاز الفني إعادة إكتشافهم من جديد وعلى سبيل المثال وليس الحصر المدافع مالك محمد أحمد والمحترف النيجيري إستيفن وارغو وغيرهما.. ومع ذلك يحتاج الهلال إلى لاعب محور إضافي متخصص في هذه الوظيفة ويحتاج إلى ظهير أيسر ذو كفاءة عالية حتى يتبادل المشاركة مع عبداللطيف بوي إضافة لمهاجم قناص ذو بنية جسمانية قوية يستطيع تثبيت ومجاراة مدافعي الفرق المنافسة وقبل كل ذلك نحتاج لتهيئة الأجواء الملائمة للاعبين والجهاز الفني لمساعدتهم على تحقيق الإنجاز. = هل هناك مهاجماً بعينه تقصده للإنضمام للهلال؟ 00 بالطبع عندما تناهي إلى مسامعي سؤالكم قفز لذهني فوراً النجم الجماهيري والمهاجم المرعب الذي تحبه جماهير الهلال المحترف الزمبابوي السابق في صفوف الهلال والحالي في فريق الأهلي بنغازي إدوارد سادومبا .. ولعلكم تذكرون عندما طلب مني الموافقة للتصعيد لمجلس الأستاذ الأمين محمد أحمد البرير كان شرطي الوحيد هو إستعادة الهلال لخدمات المهاجم سادومبا لأنني كنت على علم بأن هذا اللاعب لديه الكثير ليقدمه للهلال فهو اللاعب الأجنبي الوحيد الذي أتى للهلال بدوافع الحب للهلال .. وحقاً سادومبا محترف من نوع اخر.. يحبه بقلبه وليس من أجل المال أو أحلام المحترفين الاخرين الكبيرة .. والهلال لا يزال في حاجة لمهاجم أجنبي سريع وقناص وموهوب يعرف طريق الشباك بقدرات وإمكانات سادومبا. = هل أنت مع قيام الإنتخابات أم التمديد للجنة التسيير؟ 00 أنا ومن وجهة نظر شخصية أتمنى إستمرارية لجنة التسيير مع التخلص من العناصر التي إنزوت وإضافة عناصر تتميز بالخبرة والدراية، حيث أن المرحلة المقبلة تحتاج للخبرة أكثر من المال بحكم أن النادي وبعد مسيرته الناجحة في بطولة الأندية الأفريقية أبطال الدوري ونجاحه في الصعود لدوري المجموعات سيحظى بالدعم من كافة الجماهير والأقطاب وعدد من المسئولين بالدولة وعلى رأسهم رئيس الجمهورية فخامة المشير عمر حسن أحمد البشير .. إذاً الهلال يحتاج في المرحلة المقبلة للكفاءات والخبرات التي تستطيع تحويل آمال وتطلعات وأحلام الجماهير المشروعة إلى واقعاً معيشاً يمشي بين الناس. كلمة أخيرة أقول لجماهير الهلال إن الهلال أمانة في أعناقكم ويجب أن تكون مواقفكم أقوى في كل ما يخص الهلال سواءً في العناصر الإدارية التي تتولى إدارته أو في ما يجري في ساحات الهلال أو ما قد يتعرض له الهلال لاحقاً وأعنى بذلك البئتان الداخلية والخارجية المحيطتان بالهلال لأنكم المعني الأول والأخير بهذه الأمور وقد عانى الهلال الأمرين من قبل بسبب إبتعادكم وإحباطكم لأسباب كثيرة .. ولأن الهلال حالياً يسير على الطريق الصحيح ويحتاج إلى جماهيره في كل مكان أتمنى أن تلتفوا حوله وتحيطون به إحاطة السوار بالمعصم وأن يكون صوتكم عالياً وكلمتكم مسموعة.ونحن دوماً ستجدوننا من خلفكم نشد من آزركم وندفع في إتجاه تحقيق هدفنا المشترك ومتعكم الله بالصحة والعافية وهيأ لهلالنا أسباب التفوق والرفعة.
