إذا كان النقاد ينسبون ثورة الهلال في موسم 2007 التي وصل فيها الفريق إلى نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا وقبله مرحلة المجموعات لأول مرة، إلى اللاعبين الأجانب بقيادة مثلث برمودا النيجيري (يوسف محمد وكلتشي وقودوين) والمدافع الموزمبيقي داريوكان، دون إغفال للوطنيين في ذلك العهد الذي لا زال يذكره الناس بالخير، فإن المهاجم الزيمبابوي ادوارد سادومبا كان أحد عوامل نجاح الأزرق ومن خلفهم كوكبة لامعة من اللاعبين الوطنيين الذين ضحوا من أجل أن يكون الفريق في المقدمة دائماً، إلا أن في الثلاث سنوات الأخيرة، توارى الأجانب وتصدى أبناء النادي للمهمة وكسبوا الرهان وحققوا نجاحاً لافتاً، ونجحوا في انتزاع إشادة خاصة من المهندس الحاج عطا المنان الذي قال في المؤتمر الصحفي الذي عقده لإعلان نهاية تكليف لجنة التسيير الأولى: إن ما يميز الهلال في هذة الفترة، وجود لاعبين وطنيين من أفضل الموجودين في الساحة. وما قاله الحاج عطا المنان هو عين الحقيقة، لأن تشكيل الهلال الحالي يسيطر عليه اللاعبين الوطنيين بنسبة 93%، مع مشاركة مستمرة للمدافع السنغالي سيسيه الذي احتكر خانة الطرف الأيسر فيما فشل الماليان عمر سيدي بيه والمهاجم كوليبالي في تأكيد جدارتهما في الملعب، فقد اعتمد التونسي نصر الدين النابي مدرب الهلال السابق منح كل ثقته إلى كوليبالي في أربع مباريات أفريقية، وفشل اللاعب في تسجيل هدف وحيد يكسب به الراهن، فيما اكتفى بثلاثة أهداف في الممتاز بعد أن شارك في 9 مباريات كأساسي ومباراتين كبديل، ومنحه البرازيلي كامبوس فرصة المشاركة كبديل في مباراة الزمالك، ولكنه أهدر أضمن فرصة في المباراة قبل أن يسجل عبد الشافي هدف الفوز، أما سيدي بيه لم يقدم ما يقنع في المباريات التي شارك فيها، وقضى معظم النصف الأول من الموسم جالساً على دكة البدلاء. الدور الكبير الذي يلعبه لاعبو الهلال الوطنيين في حمل الفريق على ظهورهم هذا الموسم، حتى وصلوا به مرحلة مجموعات دوري أبطال أفريقيا، أكده التونسي نصر الدين النابي، مدرب الفريق السابق في أحد تصريحات سابقة عندما قال: إن سر الهلال في تميز لاعبيه الوطنيين، الذين كانوا عند حسن الظن بهم، مؤكدًا الفريق ظل يعتمد بصورة كبيرة على عضم الفريق المكون من الوطنيين وأنه لا يستطيع لوم الأجانب الذين يحتاجون لوقت أفضل حتى يتأقلموا وينسجموا مع الفريق. ونتائج الهلال في دوري أبطال أفريقيا تؤكد أن الكلمة العليا كانت للاعبين الوطنيين بداية من الحارس جمعة جينارو الذي صد ركلتي جزاء الأولى كانت أمام الملعب المالي في باماكو والثانية أمام ليوباردز الكنغو برازفيل فيما حسم مهند الطاهر وبشة تأهل الفريق لدور الستة عشر من دوري أبطال أفريقيا، وكان للهدف الذي سجله مدثر كاريكا في شباك ليوباردز كلمة السر في الوصول لمرحلة مجموعات دوري أبطال أفريقيا، بعد أن انتهى لقاء الإياب سلبياً في الخرطوم. وفي الوقت الذي توقع فيه الجمهور ظهور نجم أحد الأجانب، تقدم المهاجم الشاب صلاح الجزولي الصفوف وفاجأ الناس بهدف رأسي حسم به موقعة مازيمبي ومنح الفريق ثلاث نقاط، فيما كان بكري المدينة هو رجل كل المباريات الافريقية، رغم أنه لم يسجل ولكنه صنع الأهداف التي وقع عليها بشة وكاريكا وصلاح الجزولي، واعتبره النقاد أفضل لاعبي الفريق في النصف الأول من الموسم الذي ينتهي يوم الجمعة المقبل، بلقاء فيتا كلوب. انتهى النصف الأول دون أن يكون لأجانب الهلال أي دور مجهود واضح عدا السنغالي سيسيه الذي انسجم مع الفريق وفرض نفسه على التشكيل الأساسي فيما خرج السيراليوني ديفيد سيمبو من السجن واستغل الفرصة التي وجدها في مباراة مازيمبي وأصبح بطلاً في نظر الجمهور، وفيما ضع كوليبالي نفسه في خانة المغضوب عليه، ولا زال الأمل معقودًا على سيدي بيه للمرافعة عن نفسه، بعد أن أثبت الوطنيين بالأرقام أنهم من صنعوا الفارق في الهلال خلال النصف الأول.