الذى يشيل الشيلة في زمن الحمل التقيل يستحق التقدير والاحترام ، والأكيد المؤكد أن رجال الحارة في العادة يمكن حسابهم بأصابع اليد الواحدة ، ومن حق سيف الدين مساوى أن يفتخر بأنه واحد من الرجال الذين شالوا الشيلة في زمن كانت فيه المسؤولية بحجم الجبل فهو من جنود الهلال الأوفياء الذين قدموا الكثير حتى صار اسم في حياتنا الهلالية. استهل مساوى مشواره مع الهلال قادماً من الجريف إبان فترة المدرب البرازيلى ريكاردو الذى اعتمده عضواً في التشكيلة الأساسية بعد أيام قليلة من تسجيله وكان وقتها يلعب في محور الارتكاز ، وقد عانى مساوى في بداياته من استعجال الجمهور والإعلام الذى سعى أكثر من مرة لمحاكمته غير أن ريكاردو أصر عليه واجتهد معه كثيرًا فتطور بشكل ملحوظ في محور الارتكاز وشارك في مباريات عديدة كطرف أيمن وظل الفريق يعتمد عليه كلاعب طوارئ يسد كل الثغرات ويقدم مردود طيب، وسيف مثله ومثل بقية اللاعبين تعرض لكثير من الضغوط الخارجية التى أثرت على مستواه ولكن ظروف الهلال ظلت في الغالب تلعب لصالح مساوى مما يجعله خيارًا أول في كل الظروف. توليف في الدفاع ونجاح معقول في إحدى مباريات الهلال اضطر المدرب الصربى ميشو لإشراك مساوى في خط الدفاع لسد النقص من جه ولتخفيف الحركة على اللاعب من جهة أخرى حيث كان وقتها سيف قد تعرض لإصابة في الركبة عاد بعدها كمدافع وقد كان عند حسن ظن مدربه قدم مردوداً فنياً رفيعاً في خانته الجديدة مما جعل ميشو يطمع في تثبيته كمدافع صريح مستفيدًا من طول قامته وإجادته للرقابة الهوائية واستخلاص الكرات المعكوسة التى كانت تشكل مشكلة بالهلال. لعب مساوى في خط الظهر مواسم باهرة مع المالى بارى ديمبا الذى شكل ثنائية جيدة معه وساعده كثيرًا في الثبات والتطور واكتسب سيف ثقة أكبر بفضل الأهداف الحاسمة التى سجلها من ضربات الزاوية على طريقة الموزمبيقى داريوكان ، حصل مساوى على عدد كبير من الجوائز كمدافع ونال إشادة واسعة ويكفى أن الجهاز الفنى للمنتخب الوطنى بقيادة المدرب مازدا ظل يعتمد عليه كمدافع وليس كمحور ارتكاز ولكن . يتحاشى المراوغة ويسرح مع المهاجم لكل لاعب سلبيات وايجابيات ومن أبرز سلبيات سيف مساوى أنه لاعب يخاف أو يستحى كثيرًا من المراوغة وهذه سلبية سبقه عليها اللاعب ريتشارد جاستن ، يستحى سيف من مراوغة المهاجمين ولذلك عندما يواجه المهاجم وجهاً لوجه تجده يتركه يسرح به من خارج المنطقة حتى يدخل صندوق الهلال المحرم وهذا سبب كثيراً من المشكلات للهلال ، في كثير من الكرات يتحاشى سيف المراوغة ويتراجع للخلف في ظل تقدم المهاجم حتى يدخل الصندوق ويسدد من بعد ذلك أو يمررها خطيرة على المرمى الأزرق ، أيضاً من سلبيات سيف الكبيرة أنه لا يجيد بناء الهجمات خاصة عن طريق الإرسال الطويل فهو من أكثر اللاعبين فشلاً في التمرير الطويل ويشكل هجمة سريعة على المرمى الأزرق ، هذا إلى جانب عدم مقدرته على قراءة باصات الخصم البينية التى تأتى عن طريق عمق الدفاع . يفقد المنطق وماجستير في ضربات الجزاء مساوى من نوع المدافعين الذين لا يستحملون الضغط فهو عند الضغط المكثف يفقد المنطق وتنهار لياقته الذهنية ويلعب الكرات بطريقة تغرى كثير من المهاجمين بالضغط عليه وجره إلى إرتكاب مخالفات تكون فاتورتها باهظة الثمن ، اشتهر سيف مساوى بإرتكابه ضربات الجزاء وتذكر له جماهير الهلال الكثير من الضربات التى كتبت نهايات حزينة للهلال وأهدرت نقاط بالجملة، وآخر هذه الضربات كان في مباراة فيتا كلوب الجمعة الماضية عندما عرقل سيف مهاجم فيتا داخل الصندوق قبل عشر دقائق من نهاية اللقاء وهى الضربة التى أفقدت الهلال نقطتين يخشى الجمهور أن تكون سبباً مباشرًا في سقوط الهلال من الأبطال قبل أن يصل المربع الذهبى، ضربه الجزاء الأخيرة هذه أحبطت القاعدة الهلالية وجعلت الجمهور يفتح ملف سيف الأسود مع ركلات الجزاء. العودة للمحور الارتكازى قد يفقد مساوى الثقة في نفسه وتفقد فيه الجماهير الثقة إذا واصل في خط الدفاع بعد ارتكابه لركلات جزاء بالجملة في البطولات الخارجية والمحلية وحتى مع المنتخب الوطنى الأول، من الأفضل الان أن يعود مساوى إلى خط الوسط سيما بعد الأداء المميز للنجم ديفيد سيمبو وتألق مالك واتير توماس مع إشراك سامى عبد الله .