اعجبني السباق السياسي لكسب ود المواطنين باعلان فتح مواقع مجانية لمشاهدة كاس العالم، الفكرة تبنتها ولاية الخرطوم وهي تعلن عن 100 موقع للمتابعة، ومضي الحزب الشيوعي ربما لاول مرة فى تاريخه لتدشين شاشة لنقل بمنطقة الجريف غرب لمشاهدة المونديل، ربما اراد الحزب ان يصطاد الجماهير وهو يعلن عن شعار المشاهدة (كونوا معنا فبكم تتم المشاهدة). المبادرات من هذه الشاكلة ذكية وقد تعبر عن انتهازية السياسيين على اي حال لكنها تشير الى ثمة احساس من قبل القوى السياسية باحتياجات اامواطنين ، السياسة فى السودان تمارس بلا وجدان لذا فقد صفق الحضور للدكتور حسن الترابي الامين العالم لحزب المؤتمر الشعبي حين تحدث عن هموم المواطنين المعيشية فى تدشين مائدة الحوار. مجلس وزراء ولاية الخرطوم قرر امس الاول تعميم المشاهدة المجانية ومن المنتظر ان تعلن وزارة الشباب والرياضة عن مواقع الاندية والساحات التى توجد بها شاشات العرض، القرار مهم ويلبي حاجة كثيرين لايجدون قوت يومهم ويرغبون فى تمزيع فاتورة (الفرجة ) على اضخم عرس كروي. ملعب "أرينا كورينثيانز" في مدينة ساو باولو البرازيلية احتضن امس حفل افتتاح الدورة العشرين من بطولة كأس العالم لكرة القدم ثم المباراة الافتتاحية بين البرازيل وكرواتيا، واتمني ان يكون المواطنون قد شاهدوها فى اندية السياسيين المجانية. والاستثمار فى السياسة عبر مونديال كاس العالم لم يبتدعه الحزب الشيوعي فقد اعجبتني كلمة رئيسة البرازيل ديلما روسيف مساء امس الاول عن التنظيم المثير للجدل لمونديال 2014 موهي تؤكد ان بلادها "مستعدة على أرضية المستطيل الأخضر وخارج الملاعب". هذا اكبر دعم سياسي للفريق البرازيلي يذكرنا باعصاب المستشارة الألمانية انجيلا ميركل التى قالت فى ذات حوار انها لم تكتشف اهتمامها بكرة القدم أثناء توليها رئاسة الحكومة الألمانية بل إن هذا الأمر يعود إلى فترة التحاقها بالجامعة. ميركل اكدت فى العام 2006 أن كرة القدم "مثيرة بقدر اجتماعات للمجلس الأوروبي"، وذلك على هامش حضورها مباراة منتخب بلادها الودية مع فرنسا والتي انتهت بفوز المانشافت 2-1. المستشارة الألمانية قررت السفر إلى البرازيل لحضور المباراة الأولى للمنتخب الألماني في كأس العالم.وقالت ميركل في مقابلة مع صحيفة لايتسيغر فولكس سايتونغ الألمانية: "سأسافر لحضور المباراة الأولى لألمانيا في دور المجموعات". كلنا يذكر انه فى مونديال 2006 منعت مباريات بطولة كأس العالم لكرة القدم بعض رؤساء حكومات الدول الاوروبية عن متابعة المناقشات الدائرة حول مستقبل أوروبا خلال قمة الاتحاد الاوروبي المنعقدة في بروكسل. النمسا التي تراست الدرة لم تتخذ حينها أي إجراءات خاصة لنقل مباراتي منتخب إنجلترا أمام ترينيداد وتوباجو ومباراة السويد أمام باراجوي في إطار مباريات بطولة كأس العالم اليوم حيث أكد أحد المتحدثين فى حينها عدم وجود شاشة تليفزيون في قاعة الاجتماعات. هذا الامر حدا بتوني بلير رئيس الوزراء انذاك للانسحاب لبعض الوقت من المناقشات التي شارك فيها رؤساء وحكومات دول الاتحاد حول قضية الدستور الاوروبي الموحد حتى يتمكن من متابعة أحداث مباراة انجلترا مع ترينيداد وتوباجو التي انتهت بهدفين نظيفين لصالح الفريق الانجليزي.a مباراة منتخب السويد أمام منتخب باراجواي فى ذات المونديال نالت جزءا كبيرا من اهتمام رئيس الوزراء السويدي جوران بيرسون الذي قال للصحفيين أنه من الممكن أن يتخلى عن تناول العشاء الليلة مع زملائه بسبب المباراة".. نتمني ان توظف الرياضة لخدمة السياسة والعكس وان ينعم مواطنونا فى الخرطوم والولايات بهدايا سياسية تمكنهم من مشاهدة كاس العالم داخل دور الاحزاب التى عشعش فيها العنكبوت ولم تعد مسرحا لاي نشاط سياسي او ثقافي او اجتماعي. كاس العالم سيمنح الحكومات فرصة لالتقاط انفاسها فلديه تاثير كبير على استقرار المعنويات وارتفاع كفاءة المزاج، في السودان سيريحنا قليلا عن الاهتمام بالمواجهات المحلية، ضحكت كثيرا واحد الاصدقاء يبعث لى برسالة مفادها ان اعضاء منتخبنا القومي قرروا الاستعداد للمونديل بشراء (كرت للمشاهدة) لا اظن انهم سيحتاجون اليه مع اندية المشاهدة المجانية.. كل مونديال وانتم بخير