الإنشغال بالقضايا الإنصرافية أمر معيق لتطور الحركة الرياضية، فالإعلام الرياضي بكلياته ولا نستثنى أحدًا اتجه للحديث حول النجم هيثم مصطفى، وهل يبقى بالمريخ؟. أم ينتقل للهلال؟.. نعم هيثم مصطفى نجم جماهيري شغل الناس أينما حل، ففي الهلال قضى 17 عاماً وكان قائد الفريق وموجهه الأول وكان أيضاً نجماً مثيرًا للجدل. وأقام الدنيا ولم يقعدها عندما تم شطبه من الهلال وشاهد الجميع اعتصامات جماهير الهلال بدار النادي. وكيف واجهت إدارة الهلال بقيادة الأمين البرير الكثير من المشاكل بعد شطب البرنس، وكلنا تابع خلافاته مع غارزيتو الذي حاربه حرباً عنيفة وأخذ يسخر من عدم إحترافه خارج السودان. وكلنا تابع وشاهد المظاهر الهستيرية لحظة توقيعه للمريخ في مكاتب الإتحاد العام بشارع البلدية، وكيف اكتظ شارع البلدية بأنصار الفريقين. فالهلالاب زعلانين وغير مصدقين انتقال نجمهم المحبوب لندهم التقليدي، وشاهدنا بعض جماهير الهلال صغارًا وكبارًا ذرفوا الدموع حزنًا على فراق نجمهم المحبوب، نعم بكى الأهلة بحرقة وصدق واستقبلته جماهير المريخ بحفاوة بالغة وقابلته بالورد وحضر معه للتوقيع الكابتن الخلوق فيصل العجب الذي ضرب أروع الأمثلة في الوفاء والإخلاص للنجمة الحمراء، وكان العجب كبيراً في هذا الحدث الكبير. حدث انتقال هيثم مصطفى مابين شد وجذب بين أعضاء مجلس المريخ حتى أتفق المجلس على تسجيله. أقام له المريخ مهرجاناً كبيراً دعى له نجوم المريخ المخضرمين الذين شاركوا في المهرجان، وكانت احتفائية كبرى لم نشهدها منذ زمن طويل وسرعان ما أنسجم النجم الكبير في صفوف المريخ وأدى أدواره بإقتدار وكان آخر الذين صنعوا الإنتصارات المريخية وأبرزها مباراة الفريق أمام نيل الحصاحيصا، حيث أهدى الفوز الغالي للمهاجم محمد موسى الذي تمكن من إيداع الكرة داخل الشباك كهدف رائع قاد المريخ للفوز ببطولة الممتاز. تعاقد البرنس مع المريخ لمدة عامين، وفجأة حدث تحول كبير في أفكار البرنس، حيث طالب علانية - إجتمع مع الدكتور جمال الوالي رئيس المريخ - بشطبه قبل إكمال مدته التي تنتهي في ديسمبر القادم للإنتقال للهلال، ولا أدري كيف حسب هذه الخطوة ومن الذي أوحى له بهذه الفكرة الغريبة. وماذا يفعل البرنس الآن بعد أن أوصد دكتور جمال الوالي الباب ورفض كافة الأجاويد والواسطات نحو إطلاق سراحه إلا بعد اكتمال مدته القانونية في العقد؟. البرنس ضجة أينما حل، ففي الهلال خلق ضجة، وشطبه من الهلال ضجة، وانتقاله للمريخ ضجة، ومطالبته بالشطب من المريخ ضجة كبرى، والسؤال المطروح الذي يدور في أفكار البرنس للفترة القادمة، هل يلزم الصمت ويلزم داره ولا يتمرن مع المريخ الذي ترك الباب موارباً له للعودة للتمارين؟ وهل فكر في خطوة انتقاله للهلال؟ وهل فكر في كيفية تعامل بعض نجوم الهلال معه؟ وماهو موقفه من جماهير المريخ التي أحبته منذ أن ارتدى شعار المريخ وتوشح بالأحمر والأصفر؟ كلها أسئلة حائرة لايجيب عليها إلا البرنس الذي لم يلعبها صاح هذه المرة. نأمل أن يفكر البرنس بطريقة مختلفة ويقدم إعتذاره لجمال الوالي ويواصل تمارينه، فجماهير المريخ بلاشك سوف تصفح عنه ولا يمكن أن تقابله بالجحود والنكران، فالرجل معذور حتى لهلاله الذي قضى به 17 عاماً، ولكن كان من الأجدى له الإستمرار في المريخ بنفس الدوافع التي جاء بها وعقب إنتهاء عقده يمكنه أن يعود لهلاله عزيزاً مكرماً أم ماذا؟ نعم، البرنس لم يلعبها صاح هذه المرة مع أنه اشتهر بالخيال الخصب في تمريراته البينية ونادرًا ماتخطئ هذه التمريرات. على البرنس الإيفاء بمتطلبات عقده الساري مع المريخ، فالعقد شريعة المتعاقدين، ولامناص له إلا بالإيفاء لعقده مع المريخ.