ألقى فشل لجنة تسيير الهلال في ملف التسجيلات بظلاله على النادي، الذي أصبح يقف على شفا حفرة من الإنهيار، وتحول موقف جماهير الهلال تجاه لجنة التسيير ب(180) درجة من حالة إجماع سكوتي على القبول إلى رفض عارم ومطالبة بالرحيل اليوم قبل غدٍ، خاصة بعد أن أعلن المهندس الحاد عطا رئيس مجلس التسيير عن حجم الأزمة المالية التي يعاني منها النادي وأرجعها إلى فشل ملف التسجيلات ومن ثم تكرمت لجنة التسيير بإعلان العاشر من يوليو المقبل موعداً لإنعقاد الجمعية العمومية حتى يتثنى للذين يحملون عضوية النادي اختيار المجلس الجديد ليقوم بإصلاح ما أفسده العهد الثاني من حكم التسيير. وثارت ثائرة جماهير الهلال بعد أن تركت لجنة التسيير ملف إعادة قيد اللاعبين الذين تنتهي عقودهم في ديسمبر المقبل معلقة أو للمجهول أو تحت رحمة المجلس الجديد الذي سيجد نفسه مطالباً بالتجديد لسبعة لاعبين من القدامى قبل التفكير في ضخ دماء جديدة تعيد الحياة والروح لجسد الهلال الذي أنهكته الصراعات وتفرق دمه بين الطوائف المناصرة والمعارضة للجنة التسيير التي بدأ أعضاءها ينسحبون من المشهد بهدوء بعد أن أحسوا بعدم قدرتهم على تقديم أكثر من الذي قدموه في الفترة السابقة. وأصبح استقرار الهلال الآن في كف عفريت بعد انشغال بعض أعضاء لجنة التسيير بملف الانتخابات، وسباق العضوية ومناصرة القادمين الجدد لحكم النادي من أجل الظفر بمقعد يدوم لثلاث سنوات ضمن تركيبة مجلس إدارة نادي الهلال المتوقع ميلاده في يوليو المقبل، في الوقت الذي يتأهب في الفريق للنصف الثاني من الموسم بالإضافة إلى انجاز ملف الإعداد لمباراتيه المصيريتين أمام فيتا كلوب مازيمبي في مجموعات دوري أبطال أفريقيا خاصة وأن مرور الفريق لنصف نهائي دوري أبطال أفريقيا يمر عبر جسر فيتا ومازيمبي، وهذا ما لم يضعه مجلس التسيير في الحسبان، بإهمال الترتيب للمعسكر الخارجي الذي طلبه المدرب، والتعلل بشح المال وترك الأمر برمته للمجلس الجديد. وبرغم من حالة القبول التي كان يجدها المهندس الحاج عطا المنان وسط أنصار النادي قبل مناصريه في الجهات الأخرى فإن شعبية الرجل بدأت في الإنحسار وأن تصريحاته الأخيرة بشأن الأزمة المالية وصراحته المعهودة قد خصمت من رصيده الكثير، رغم أن هنالك من يرى أن استقرار الهلال مربوط بإستمرار عطا المنان وترشحه في الإنتخابات القادمة ودعمه بعناصر تملك المال والفكر وقادرة على حفظ أسرار المجلس، ومواجهة الواقع دون الحاجة لصديق من خارج منظومة المجلس. وإذا كانت تصريحات عطا المنان قد أدت إلى إنقلاب بعض جماهير الهلال عليه فإن البرازيلي كامبوس مدرب الهلال لا يجد القبول من قبل جماهير الهلال خاصة بعد تراجع أسهم تأهل الفريق لنصف نهائي دوري أبطال أفريقيا والرفض الذي يجده من بعض أعضاء لجنة التسيير قبل الإعلاميين الذين شكل السواد الأعظم منهم رأياً سالباً حول المدرب، بل طالبوا بإقالته وتعيين آخر من أبناء النادي وهذا ما بحثه المجلس في اجتماعه أمس، ومن المتوقع أن يكون أصدر قراراً في حقه لإغلاق ملف الجهاز الفني والتفرغ لملف آخر يستحق الاهتمام والطوارئ وهو ملف الإعداد الذي حدد لإنطلاقته غداً الاثنين. ويبدو أن ال33 مليار التي صرفتها لجنة التسيير في الفترة السابقة جعلت اللجنة تضحي بفترة تكليفها التي تنتهي في نوفمبر المقبل وتقديم موعد الانتخابات، حتى لا تجد نفسها مجبرة على التوقف عن العمل في منتصف الطريق، وفي وقت يكون فيه الفريق في قلب صراع البطولة الأفريقية، والمعركة القادمة تحتاج للمال ولجنة التسيير وعلى لسان رئيسها الحاج عطا المنان أعلنت على الملأ أنها لا تملك المال الكافي حتى ترسي سفينة النادي في بر الأمان. ما بين الأزمة المالية التي تعاني منها لجنة التسيير وتقديم موعد الانتخابات وتعليق أو إهمال ملف اللاعبين الذين تنتهي عقودهم في ديسمبر المقبل، يبقى الهلال في حاجة ماسة لمجلس جديد يعيد الاستقرار إلى أسوار البيت الأزرق قبل أن يتصدع ويصبح مستباحاً للجميع.