تقف مدينة تمبول حاضرة البطانة على أطراف أصابعها وهي تستقبل هلال السودان الذي يشرفها بالزيارة اليوم في مهمة تتعلق بالوطن أيضاً، حيث ينازل الزهرة تمبول لصالح دور الستة عشر لمنافسة كأس السودان وعلى أهل تمبول وعشاق الهلال تحديدًا أن يشكروا فريق الزهرة الذي سمح لهم بمشاهدة الموج الّأزرق في حاضرة البطانة اليوم. ورغم نقدنا المتواصل لمنافسة كأس السودان وعدم اهتمام الاتحاد العام والأندية بها ولكن محاسنها أكثر من مساويها، وهي تتيح لجماهير أندية القمة بالولايات معانقة العملاقين (الهلال والمريخ) وحسن ضيافتهما بالكرم والتشجيع خارج وداخل الملعب، وإنسان ريفي تمبول الذي أعرفه وأخبره تماماً سيحمل الهلال في حدقات عيونه، بل أن استاد تمبول اليوم لن يسع المشاهدين، وستكون السيارات هي مدرجات إضافية لمن يفقد فرصته في الدخول. وفي دنقلا أيضاً نفس الإحساس والشعور، ورغم أن الشعلة ارقو يلعب بعيداً عن أرضه، ولكن جماهيره وأنصاره سيكونون حضورًا اليوم لمعايشة اللقاء من داخل الاستاد ويدركون أن زيارة أندية القمة لا تتكرر سنوياً، فلابد أن يكونوا شهود عيان على هذه المباراة التي تبدو في نظرهم تاريخية وسيحدث الآباء، أبناؤهم عن أن فريق الشعلة ارقو قد لعب مع المريخ في كأس السودان وكان بمثابة الند للند. نعم بطولة كأس السودان منافسة منسية وهامشية في نظر الأندية خاصة التي تلعب في كأس السودان وبرغم من ذلك فإنها تستحق الاحترام لأنه تحمل اسم الوطن ونحن نردد في حلنا وترحالنا (القومة ليك يا وطن)، فاحترامه فرض عين واهتمام به واجب حتى تصبح بطولة جاذبة للرعاة والقنوات الفضائية. وحسناً فعلت قناة (قوون) وهي ترافق بعثة الأهلي شندي إلى النهود من أجل التوثيق لمباراة الصداقة النهود ونمور دار جعل وبثها للسادة المشاهدين في وقت لاحق حتى يقفوا على مستوى الكرة في غرب كردفان، وشغف الناس هناك بكرة القدم وتعلقهم بها، فكم من لاعب موهوب مدفون في الملاعب البعيدة بسبب عدم وجود منافسات كافية تجعله محط أنظار الجمهور ويجبر الإعلام للحديث عنه. وكأس السودان بكل تأكيد هو عيد لإنسان الولايات وأبناء الريف، وكم من لاعب من إحدى القرى قادته الصدفة إلى أحد فرق ولايته ووجد حظه وأصبح نجماً يشار إليه بالبنان ولعب للهلال والمريخ والموردة زمان عندما كانت تهز وترز قبل أن تجرفها رياح الاحتراف.. يلعب النسور في كوستي مع هلالها وفي نفس الوقت يحل الأهلي الخرطوم ضيفاً على شباب المناقل، وفي نيالا تجد مباراة مريخ الفاشر والأهلي نيالا كل الاهتمام من الناس هناك من واقع التنافس الكبير بين المدينتين. لا ينظر اليوم جمهور الهلال في تمبول إلى النتيجة التي تخرج بها مباراته مع الزهرة لأنه سيكون مرشحاً للفوز فوق العادة إلا إذا كان القدر الجميل يخبئ للكرة السودانية مفاجأة سعيدة اليوم بوجود فريق ولائي صغير، قادر على إيقاف مد الهلال ولكن في النهاية تبقى زيارة الهلال لتمبول في حد ذاتها عيد قبل المواعيد. وفي دنقلا قد يكون الوضع مختلف بعض الشئ لأن المريخ به سبعة لاعبين جدد سيظهرون لأول مرة اليوم، والجهاز الفني أيضاً جديد، والجمهور يريد أن يعرف ما هو جديد المريخ، ولكن في النهاية يبقى المريخ هو المريخ، مع كامل الاحترام لفريق الشعلة ارقو الذي قد يستفيد من تأخر إعداد المريخ ويقدم مباراة جيدة، يتباهى بها أنصاره ويتفاخرون بها أمام أندادهم من فرق المنطقة الأخرى. وفي النهاية علينا أن نحترم منافسة كأس السودان التي جعلت الهلال والمريخ ضيوفاً في تمبولودنقلا عزيزين مكرمين.