العالم باثره هذه الايام مشغول بحدث اوحد هو البطولة الاكبر والتي تشغل بال كل الشعوب رجال وسيدات وتجتذب انتباه المشاهدين في كل مكان ويتسمر الجميع امام الشاشات لمشاهدتها اما من علي شاشه التلفاز بالمنزل لمن استطاع اليه سبيلا لان المشاهده اصبحت حصرية ومشفرة في زمن البزنس والمال والاعمال ومن لم يستطع فعليه الذهاب الي المقاهي والاماكن العامة للمشاهدة وتجد الناس مولهين بها رغم زمن المباريات المزعج . كاس العالم بطولة تضم منتخبات البلدان التي تأهلت بعد منافسات شرسة وتصفيات كل في منطقته المخصصة للتصفيات ليتأهل 32 منتخب هم صفوة العالم من المنتخبات ليتنافسوا في بطولة هذا العام في دولة البرازيل . كرة القدم هي لعبه شعبية تؤلف بين القلوب المتنافرة فال32 منتخب تأتي البرازيل لتلعب دون النظر الي الخصومات السياسية او العرقية او اي نوع من الخصومات والاقتتال فتجد امريكا وايران والبوسنة والهرسك وكل المنتخبات في تجمع رياضي واحد التآلف موجود بينهم اذا هي لعبة قادرة علي قطع اشواط كبيرة في زمن وجيز في علاقات الشعوب غير الدبلوماسية الرسمية . بطولة هذا العام اتت في البرازيل بعد موجه احتاجات واسعة اجتاحت العالم العربي وانطلقت لتصل البرازيل ارض البطولة ولم تتوقف الاحتاجات حتي قبل يوم من البطولة ولكن البطولة قامت وهدأت وتيرة الاحتجاجات مما يعني ان كرة القدم قادرة علي صنع الكثيير وكثير من الدول تقر بانخفاض معدل الجريمة اثناء هذه البطولة العالمية . مايميز بطولة البرازيل اعتماد غالبية المنتخبات علي عنصر الشباب لتخلق منتخبات بمتوسط اعمار صغيرة استطاعت بطموح كبير صنع الفارق ومزاحمة منتخبات كبيرة واقصائها من الدور الاول . ايضا مايميز بطولة البرازيل هو ادخال تقنيات جديدة علي التحكيم كجهاز معرفة عبور الكرة خط المرمي وبخاخ تحديد مكان الحائط البشري ومكان وضع الكرة وادخال تقنية الاتصال بين المساعدين وحكم الوسط ولكن رغم كل تلك التقنيات المدخلة الا ان الاخطاء التحكيمية كانت حاضرة واثرت على نتائج بعض المباريات ممايعني ان الاخطاء التحكيمية ستكون موجودة رغم التطور الذي يحدث والشاطر من يتغلب على الخصم والتحكيم وهذا الكلام مهدي لفرقنا ومنتخباتنا التي تعلق اية هزيمة على شماعة التحكيم . ارادت البطولة الحالية ان تخبرنا ان لاكبير في كرة القدم فخرجت اسبانيا وجرجرت اذيال الخيبة بعد ان اعتمدت على جيل من اللاعبين استنفذ اغراضة مع برشلونة واصبح يلعب بالاسم لا المجهود وهي بطلة الكاس الماضية ولحقتها انجلترا وايطاليا والعديد من المنتخبات لتقول البطولة (انا لا اعطي الا لمن يسكب العرق داخل المستطيل الاخضر) . كالعادة قدمت المنتخبات الافريقية اداءً باهتا وخجولا باسماء كبيرة تلعب كلها في اندية اوربية كبيرة وخسرت باخطاء ساذجة لايقع فيها من يتعلم الكرة اليوم وواصلت السقوط في البطولة الكبرى دون التقدم الي الادوار النهائية وكل عام يخبرنا اللاعب الافريقي ان عيوبة مازالت متمكنة منه حتي وان احترف في اعرق الدوريات (متي تفوز دولة افريقية بكاس العالم) . الممثل الوحيد للعرب المنتخب الجزائري حتي الان يقدم مستوى مشرف ولو لعب دون خوف في المباراة الاولى لكسبها ونتمنى ان يصل الى ابعد مرحلة ممكنة بعد ان قل تواجد العرب في المونديال رغم اننا كعرب ايضا لن نتقدم في البطولة كثيرا بسبب جملة من الاخطاء نرتكبها وتذبذب مستوى اللاعب العربي من مباراة الي اخرى وستسيطر عليها منتخبات اوربا وامريكا اللاتينية حتي اشعار اخر متى ما قرر الافارقة والعرب القول نحن حاضرون للفوز بالبطولة . لا يقتصر زخم البطولة على المستطيل الاخضر فقط ولكنه يمتد الى المدرجات طريقة قطع التذاكر الدخول الى الملعب والجلوس وطريقة التشجيع والتعامل الراقي مع المنشآت . هزمت اليابان فقام الجمهور الياباني بتنظيف مدرجاته من مخلفاتهم من مأكولات ومشروبات رغم الهزيمة في سلوك جميل اوضح ثقافة شعب متعلم قدم انموذجا جميلا لمواطن بلده . نحن نشاهد ولاعبونا يشاهدون واداريونا يشاهدون وينقضي كاس العالم ونعود لعك كروي مقنن ملاعب رديئه واستادات لاتصلح لجلوس الجمهور وفي بعض الاحيان حتي للعب الكرة، تشجيع يخرج احيانا عن طوره الحضاري وتكسير للمنشآت وكراسي الاستادات احيانا اخرى ،ولاعبين كالاشباح كانهم لم يشاهدوا شيئا في فنيات الكرة الاستلام والتمرير واحراز الاهداف وكل عام ستقابلك نفس وجوه اللاعبين المسيطرين علي الانديه والمنتخبات دون تقديم جديد وارتفاع ملحوظ لمعدل الاعمار وحكام يخطئون اخطاء اوضح من شمس النهار ومدربون بلاخطط وكل عام سيستمر الوضع علي ماهو علية بنفس الملامح والشبه دون تغير ولن نتعلم من دروس مجانية تقدم حتي يأتي درس مجاني جديد بعد اربعة اعوام نشاهده بنفس المتعة ونكون مازلنا في نفس المحطة دون ان نتعلم ماهو جديد. متي نتقدم ونتطور ونتعلم لنحجز مكانا بين الامم.