بعد توقف دام لاكثر من اسبوع بسبب عطلة عيد الاضحي المبارك ونعود اليوم للكتابة والساحة تعج بالعديد من الاحداث وقبل الشروع في الطرح والتحليل نبارك للجميع العيد ونقول لهم (كل عام وانتم بخير) ومع العيد لم يكن عيد الهلالاب عيدين كما راهن اعضاء البعثة بالكنغو بعد ان خسر الهلال امام فيتا بهدف مقابل هدف، ولم يتذوق جمهور الهلال طعما للعيد بسبب هذه الخسارة المرة ونام اكثرهم على طعم ملح دموعهم والفريق يخسر النتيجة في عشر دقائق كما جرت العادة في مباريات الهلال الحاسمة دائما. اصبح الهلال في موقف لا يحسد عليه واصبح ينتظر المعجزة حتى يتأهل لنصف نهائي دوري أبطال أفريقيا، واصبح امامه خياران لا ثالث لهما اما ان يفوز او يتعادل مع مازيمبي او يقبل الخروج من دوري الابطال ويفسح المجال لغيره وتبدو الحسبة صعبة على هلال الملايين الذي فرط في المباريات الثلاث الأخيرة بعد ان كانت النتيجة في يده، خسر من الزمالك بعد ان كان الافضل وتعادل مع فيتا بصورة تدعو للرثاء وخسر اخيرا من فيتا الاحد الماضي بيده لا بيد غيره. مر اسبوعان على خسارة الهلال من فيتا ولكن ما زالت احداث المباراة تلقي بظلالها على كل الأحداث الجارية في السودان، بل ان احداث مباراة فيتا والهلال نافست اخبار السيول والامطار وما دمرته من بيوت وخلفته من موتى ومصابين.. ولا زال جمهور الهلال يتأسف على الطريقة التي خسر بها الفريق النتيجة في آخر عشر دقائق وما أحزنه اكثر ان الهلال ظل دائما يخسر بهذه الطريقة في كل المباريات التي خسر تقدمه فيها ومع ذلك فشل المدربون و اللاعبون في ايجاد علاج لهذه الظاهرة التي ظلت تلازم الهلال دائما. ضحى مجلس الهلال بالمدرب البرازيلي كامبوس، واعتقد ان القرار صحيح وسليم مية في المية رغم خطورة موقف الفريق الآن فقد تسبب كامبوس بتشكيلته الغريبة وتعديلاته العجيبة في خسارة الهلال امام الزمالك ومن ثم عاد وأهدى فيتا التعادل في آخر دقيقة في استاد الخرطوم ولم يستفد من درس المباراة السابقة و عاد ومنح فيتا ايضا فرصة الفوز في مباراة الأحد الماضي، وبعد ان اصبح الفريق في مفترق الطرق الآن ليس هنالك سببا يجعل كامبوس يستمر حتى الآن على رأس الجهاز الفني. نعرف ان كامبوس يجد مساندة كبيرة من بعض كبار نجوم الهلال، وان اعفاءه قد اصابهم في مقتل بعد ان لعبوا دورا بارزا في اقالة النابي والتعاقد مع كامبوس ونفس هؤلاء اللاعبين سيرفضون مبارك سليمان الآن وسيقولون انه اقل قامة من الهلال، ومن المؤسف ان يتحكم اللاعبون في مصير المدربين، وكم من مدرب مر على الهلال ورحل اللاعبون ثابتون في امكانهم يجددون عقوداتهم بعد كل موسمين دون ان يقدموا شيئا يشفع لهم بالبقاء. نعم قد يكون كامبوس هو جزء من مشكلة الهلال الحالية ولكن علينا ان نكون منصفين، فكامبوس في النهاية مجرد مدرب يختار التشكيل ويضع التكتيك المتعلق بالمباراة ولكنه لا يتولى تنفيذه، فهل اوصى كامبوس سامي عبدالله بارتكاب ركلة جزاء بهذه السذاجة وهل طلب كامبوس من بكري المدينة عدم التهديف عندما يواجه المرمى، واين خبرة لاعبي الهلال وهم يندفعون بكلياتهم نحو الهجوم والمباراة تلفظ انفاسها الأخيرة والحكم يبحث عن اي فرصة تجعل فيتا يخرج فائزا وعندما وجدها لم يتردد فاحتسب ركلة جزاء ومن ثم هرول بطريقة غريبة حتى يورط لاعبي الهلال ويمهد لمعقابتهم من الكاف، نعم أخطأ كامبوس وأخطأ الحكم ولكن الخطأ الاكبر ارتكبه لاعبو الهلال الذين لا يتعلمون من أخطائهم ولا من تجاربهم.