افضل تعريف للصبر هو : (الصبر مفتاح الفرج) ، والفرج وجه من وجوه النجاح والكسب والذى لا صبر له يضيق في احيان كثيرة فيخسر الحاضر والمستقبل ، وفي مجال كرة القدم يعتبر الصبر عملة صعبة ولكنها مهمة جدا ، مهمة من واقع ان النجاحات والنتائج لا تتحقق بين ليلة وضحاها والحصاد في العادة يحتاج لوقت وصبر ، قمة السودان ممثلة في الهلال والمريخ تملك كل شئ عدا الصبر ولذلك إنهارت كثير من الاحلام والأمانى بسبب الاستعجال وعدم الصبر ولعل هذا يظهر بصورة كبيرة جدا فيما يتعلق بالمحترفين الأجانب والمدربين ، ويعتبر المريخ هو النادى الاكثر (شفقة واستعجالا) حيث ضرب أرقام قاسية في (إقالة الاجهزة الفنية الاجنبية) فضلا عن الاجهزة الفنية المحلية ويكاد المريخ لا يكمل موسما بمدرب واحد بل في بعض الاحيان نجد ثلاثة مدربين يتعاقبون في قيادة المريخ خلال الموسم الواحد ، هذا الاستعجال اضر بمسيرة المريخ وجعل فريقه بدون شخصية فنية وافقده كثيرا من البطولات . الهلال يتخلى عن عادته ويتأثر !! الهلال كنادى تبدو اعصابه اكثر هدوءا من اعصاب المريخ ، فالهلال لا ينفعل كثيرا ودائما يتمهل في اتخاذ القرارات المتعلقة بالاقالة وقبول الاستقالة ، وقد اشتهر الازرق طوال السنوات الماضية بصبره على الاجهزة الفنية واللاعبين ولعل له قصة صبر نموذجية مع النجم النيجيرى قدوين ، لو لم يتوفر للهلال الرصيد الكافى من الصبر لما استمر قدوين ولما نجح كل ذلك النجاح الذى جعل افريقيا تطارده بالدولار ، كثير من المتابعين ذهبوا إلا ان واحدة من اهم اسباب نجاحات الهلال هو الاستقرار الفنى الذى يشهد النادى حيث يمضى المدرب سنوات طويلة في قيادة الفريق فيتعرف على كل صغيرة وكبيرة ويحقق بالتالى نتائج باهرة ، ولكن وعلى ما يبدو ان الهلال الذى عاشر المريخ قد صار مثله الان ، ضاق صدر الهلال بالصبر فضرب رقم قياسى في الاستعجال وهو يستبدل المدربين بطريقة اقل ما توصف بانها عشوائية . 3 مدربين في نصف عام !! لا احد يصدق ان الهلال استعان وتعاقد مع ثلاثة مدربين في نصف عام حيث خانه الصبر واشهر سيف الاقالة ، بدأ الهلال دورى الابطال بالمدرب التونسى نصر الدين النابى وحينما بلغ الفريق دور المجموعات اقدم مجلس الادارة السابق على إقالة النابى بعد سناريو غريب واستعان المجلس بالبرازيلى كامبوس لقيادة الفريق في دور المجموعات فكانت جولات الذهاب امام مازيمبى وفيتا والزمالك ومن خلالها حصد الفريق أربع نقاط (مباراتان داخل الارض ومباراة خارج الارض) ثم إنطلقت جولات الاياب وفيها لعب الهلال مباراة واحدة امام فيتا خسرها بثنائية أعقبها مباشرة قرار اقالة كامبوس ليتم التعاقد مع مبارك سليمان لقيادة الفريق في جولتى الاياب امام مازيمبى والزمالك ، واقع الحال يقول : لو بلغ الهلال دور الاربعة فإن مجلس الادارة سيتعاقد مع مدرب آخر بخلاف مبارك سليمان ليصبح عدد المدربين اربعة في الموسم هذا بخلاف المعاونين والمساعدين الفنيين حيث كان مجدى كسلا يساعد النابى ومن ثم تم التعاقد مع التاج محجوب . تعدد المدبين فاتورة باهظة الثمن !! اطلاقا لا يتعبر تعدد المدربين حسنة بل هو سيئة تكلف الفريق الكثير في مشواره سواء كان محليا او افريقيا ، ولعل من ابرز مشكلاتها ضياع شخصية الفريق وتراجع مستواه وهذا ما دفع فاتورته الهلال مع النابى وكامبوس وهو ما أكده النقر في تعليقه على هذا التقرير حيث قال : تغيير المدربين اثناء الموسم امر يضر بمسيرة الفريق في الغالب والهلال دون شك تأثر حيث ظل الفريق في حالة تجريب متصل منذ ايام غارزيتو مرورا بصلاح ادم والنابى وكامبوس وهذا ستكون له نتائج عكسية . مارس الهلال كل هذه الاقالات دون ان يضع في الحسابات ان مشكلة الهلال قد لا تكون في الاجهزة الفنية وإنما في اللاعبين انفسسهم .