قال المحامي عماد الطيب الأمين العام لنادي الهلال: إن مجلس إدارة النادي بصدد التعاقد مع مدرب أجنبي لقيادة الفريق في الموسم المقبل، وقال في تصريحات إذاعية ل(هوى السودان): إن المدرب سيصل منتصف سبتمبر المقبل، ليس من أجل الإشراف على الفريق؛ إنما لمراقبة الفريق من المقصورة من أجل التعرف على طريقة أداء الفريق واللاعبين الذين يحتاجهم للفترة القادمة. وأعتقد أن ما ذهب إليه مجلس الهلال يعتبر قراراً سليماً مية في المية وفكرة صائبة تستحق الإشادة من الجميع، لأن كل الفرق الكبيرة التي تلعب على البطولات وتبحث عن الألقاب تمنح المدرب حق اختيار اللاعبين الذين يريدهم لدعم الفريق، وفي نفس الوقت تمنحه أيضًا حق الاستغناء عن اللاعبين الذين يعتبرون فائض عمالة أو لا يتناسبون مع التكتيك الذي يريد أن يلعب به. وكل المدربين الذين تعاقد معهم الهلال في السنوات الأخيرة اشتكوا من التسجيلات الإدارية التي تتم بعيدًا عن النظرة الفنية وتؤدي إلى تكدس اللاعبين في خانات محددة، في الوقت الذي تعاني فيه بعض الخانات من عدم وجود بدائل، مما جعلهم يلجأون دائماً إلى التوليف، وأتمنى أن ينفذ المجلس هذا القرار سريعاً وأن يصل الجهاز الفني الأجنبي في بدايات سبتمبر من أجل متابعة أكبر عدد من مباريات الفريق حتى يكوِّن فكرة عامة عن الفريق يبني عليها استراتيجيته للمستقبل. وثورة الهلال في العشر سنوات الأخيرة سببها بلا شك المدرب المصري مصطفى يونس الذي أشرف على تسجيلات موسم 2003 وقام بالتخلص من بعض اللاعبين الذين كنا نراهما نجوماً وخط أحمر مثل المهاجم أحمد سعد، وجلب لاعبين صغار وموهبين لا زالون يقدمون العطاء مثل الحارس المعز محجوب وعمر بخيت، وأن تسجيلات مصطفى يونس جلعت الهلال يحقق كل الأرقام القياسية في الدوري الممتاز بعد أن فاز به خمس مرات على التوالي، بجانب وصوله لمجموعات الكونفدرالية في 2005 ومن ثم مجموعات دوري أبطال أفريقيا 2007. قد يجد المدرب الأجنبي صعوبة في تحديد أسماء اللاعبين الوطنيين الذين يريدهم ولكن بلا شك سيحدد الخانات التي تحتاج للدعم ببعض العناصر، وهذا سيسهل على القائمين أمر التسجيلات وعملية التفاوض والاختيار بشرط أن يترك للمدرب حق اختيار المحترفين الأجانب، وأتمنى أن يتخلى المجلس عن سياسة التجنيس ويدعم الفريق بثلاثة لاعبين أجانب قادرون على الإضافة وصناعة الفارق بعد أن ثبت أن التجنيس يرهق خزينة النادي ويقلص مشاركة اللاعب الوطني. وقبل التفكير في المدرب الأجنبي على إدارة الهلال أن تهتم بفريقي الشباب والرديف كثيرًا وتدعمهما بأفضل العناصر حتى يكونوا نواة للفريق الأول، وأتمنى أن تعيد الإدارة اللاعب أيمن عبدالرحمن شقيق محمد عبدالرحمن للفريق الرديف، لأنه يمثل لاعب المستقبل وأن الاعتماد على لاعبي المراحل السنية في الفترة القادمة ضرورة ملحة إذا كان المجلس جاداً في صناعة فريق بطولات وليس مناسبات. ونشد من أرز مجلس الهلال ونبارك له هذه الخطوة الموفقة ونحذره من الوقوع في فخ السماسرة الذين يريدون أن يفرضوا أسماء بعينها على المجلس حتى يحصلوا على حصتهم من الصفقة، وأعتقد أن المجلس لن يجد صعوبة في اختيار المدرب الجديد، وأن أي مدرب يتمنى أن يشرف على تدريب الهلال. لو كان الأمر بيدي لاخترت واحد من هذا الثلاثي (النابي أو طارق العشري أو ميشو) فتجربة النابي مع الهلال رغم قصرها كانت ناجحة، أما العشري فتجاربه مع حرس الحدود والأهلي بنغازي تتحدث عنه، وإذا جاء الحديث عن ميشو فيكفي أنه المدرب الوحيد الذي جعل لأداء الهلال نكهة وطعم ولون، وفي النهاية لا نملك إلا أن ندعو للمجلس بالتوفيق.