لا زال إعلام المريخ يضرب على وتر أحداث مباراة فيتا كلوب الكنغولي والهلال رغم مرور أكثر من عشرة أيام على تاريخها وبعدها مرت أحداث ولحظات، ولكن الإعلام إياه الذي يحن للتاريخ دائماً وينوم على وسادة الإرشيف لا يجد حرجاً في الحديث عن مباراة أصبحت من الماضي بالنسبة للهلال، وأن الربط بين تعثر الهلال في مجموعات الأبطال وصدارة المريخ للأبطال تبقى مثل المقارنة بين الماس والنحاس. احتفل إعلام المريخ ولن نقول جمهور المريخ باعتلاء صدارة فريقهم للممتاز، وتغاض هذا الإعلام مع سبق الإصرار عن الحالة المزرية التي ظهر عليها المريخ، وعن تحامل الحكم بدر الدين عبدالقادر على فريق الخرطوم والوطني والكيفية التي فاز بها المريخ وعندما يقول إعلام المريخ إن الحكم كان عادلاً ونزيهاً عليك أن تفهم العكس، لأن المريخاب عموماً يصفون الحكم بالعادل عندما يرون أن فريقهم كان لا يستحق الانتصار وهذا ما حدث في مباراة الخرطوم. غنى إعلام المريخ ورقص على أنقاض الصدارة غير المستحقة وقالوا إن الوصافة عندهم مثل المركز الأخير وأن المريخ مكانه الصدارة دائماً، ونحن نقول لهم: (إن الإختشوا ماتوا) وأن المريخ لم يسبق له أن جاء في الصدارة عندما تكون هنالك عدالة في المنافسة، ومن يشك في ذلك عليه أن يراجع شريط المواسم التي فاز فيها المريخ بالدوري الممتاز ويجد أنه كانت بفضل الحكم ولكم في موسم 2008 برهاناً ودليلاً ويكفي ما قاله صلاح إدريس رئيس الهلال السابق في ذلك الموسم المسروق عندما قال: إن المريخ فاز بالدوري بفعل فاعل. وفعل الفاعل الذي منح المريخ لقب 2008 يبدو أنه يسعى هذا الموسم إلى منحه اللقب مرة أخرى، ولكن الواقع يؤكد أن المريخ غير قادر هذا الموسم على التتويج إلا إذا انسحب الهلال من المنافسة أو منحه اتحاد الكرة اللقب كعطية مزين، لأن المريخ الحالي بعيداً جداً عن منصات التتويج وتكشفه سيكافا على حقيقته، أعتقد أن مدربه برهان تية كان عاقلاً عندما قال إنهم ذاهبون إلى سيكافا للاحتكاك وإحداث الانسجام بين اللاعبين القدامى والجدد. ولن يهتم الهلال كثيرًا بصدارة المريخ لأنها مؤقتة طال الزمن أو قصر وعلى أهله أن يحتلفوا ويكثروا من تدبيج قصائد المديح للوالي قبل اللاعبين ولا ينسوا محسن سيد من صالح الدعاء، ولكن عليهم أن يدركوا أن الهلال البطل يسعد دائماً بطفرة الصغار ومناوشاتهم وطموحه من أجل بلوغ ما بلغه من مجد وجاه ولكنه في النهاية سيطبق عليهم حكم القوي على الضعيف، وسيقف بقدمين ثابتين على منصة التتويج وسيقول لهم أنا البطل شكر الله سعيكم. ويكفي الهلال فخرًا أنه من حافظ على حق السودان بالمشاركة بأربعة فرق في بطولات الكاف بعد خروج المريخ من الدور التمهيدي وعلى يد كمبالا سيتي الأوغندي، ويكفي الهلال فخراً أنه من جعل اسم السودان يتردد في وسائل الإعلام الإقليمية والإعلامية ويكفي الهلال فخرًا أنه صاحب الأرقام القياسية في بطولة الدوري السوداني الممتاز، ويكفي الهلال فخرًا أنه الفريق السوداني الوحيد الذي ظل ثابتاً في المراحل المتقدمة لدوري أبطال أفريقيا والكونفدرالية منذ 2007، ومع ذلك هنالك من يسخر منه، وصدق من قال (الإختشوا ماتوا). يبقى الفارق بين الهلال والمريخ مثل الفارق بين الثريا والثرى ومثل الفارق بين دوري أبطال أفريقيا وحوض النيل وسيكافا، ويبقى الهلال هو سيد البلد والفريق الذي يرفع علم السودان عاليًا في المحافل الكبيرة ويبقى الهلال فريق رغم واحد بالسودان وسيظل المريخ هو الوصيف و(ضل الهلال) حتى إذا فاز بكأس العالم للأندية وليس ببطولة أكل عليها الدهر وشرب، وسيظل الناس يقولون إلى أن يرث الله الأرض وما عليها (الهلال والمريخ).