مشاركة المريخ فى بطولة شرق ووسط إفريقيا المختصرة باسم (سيكافا) لها ايجابياتها الكثيرة فى هذه الفترة التى قام مجلس إدارة المريخ بتسجيلات تعتبر بكل المقايس ناجحة، لماذا؟ لأنها احتوت على نوعية اللاعبين صغار السن الذين يمكن أن يضيفوا إلى الأحمر الكثير خلال السنوات والمواسم المقبلة ، ولكن يجئ ذلك من خلال الصبر على هؤلاء اللاعبين الصغار الذين يمكن أن يكونوا أبطالاً فى السنوات القليلة القادمة ، وستعد هذه البطولة اللاعبين الجدد بشكل متميز إذا اتاح لهم الجهاز الفنى الفرصة الواسعة للمشاركة فى المباريات حتى يتعودوا على المباريات الإفريقية تدريجياً ، نعم المريخ شارك فى البطولة من قبل وأحرز لقبها مرتين فى مواسم 1986 و 1994م وزيَّن بها جيده ، بلاعبين كانوا مثل الأسود الضارية التى تلتهم كل من يقابلها ، كما أخفق المريخ فى نفس البطولة مرتين بعد أن نظمها فى السودان، حيث وصل إلى المباراة النهائية فى موسم 2009م إلا أن الأحمر حل ثانياً بعد انهزامه فى المباراة النهائية أمام التاكسى الرواندى بهدف دون مقابل ، وكان المريخ قد هزم التاكسى فى مجموعته فى المرحلة الأولى بستة أهداف دون مقابل لينال الفريق الرواندى الكأس من عقر دار الأحمر ، وبعدها نظم البطولة التى سميت ببطولة سيكافا حوض النيل بعد أن خرج النادى الكبير من تمهيدى بطولة الأندية الإفريقية (الأبطال) فى هذا الموسم، إلا أن اللاعبين اخفقوا فى نيل البطولة بعد أن خرج الأحمر من الدور نصف النهائى أمام نادى مغمور يسمى بتشى تشى من بورندى وهو أكاديمية تعمل لتفريخ اللاعبين الشباب إلى الأندية فى بورندى وأنضم إلى الاتحاد الرواندى قبل ثلاث سنوات باعتبار أن الأكاديميات تسهم فى رفع مستوى الدورى فى بورندى، كما قال قادة الاتحاد الرواندى إبان مشاركة هذا النادى فى سيكافا حوض النيل ، فلم يلب اللاعبون طموحات جماهيرهم الوفية التى خرجت لمساندتهم فى المباريات بعد الخروج الإفريقى المذل من الأبطال إلا أنهم شربوا من هذا الكأس المر ، ليذهب المريخ مدججاً بإثنين وعشرين فارساً من أجل الظفر ببطولة هذا الموسم بكيجالى العاصمة الرواندية ، فالمدير الفنى لنادى المريخ يقول: إن المريخ ذاهب من أجل الإعداد، والإدارة تقول نفس الكلام ، ونقول بكل أمانة أن بطولة شرق ووسط إفريقيا ليست ضعيفة كما يقول الكثيرين إلا أننا ضعيفين للغاية فيها، حيث ظلت أندية مثل: الشباب التنزانى والفهود الكينى وسيمبا التنزانى تهزم أنديتنا بكل سهولة ودون أى عناء، فلاعبنا اليوم أصبح لا يهتم بنفسه ووضعيته سواءً فى الأندية الكبيرة مثل المريخ والهلال أو المنتخبات الوطنية وذلك بالسير فى الطريق الخطأ، يهلك اللاعب ويدمره قبل أن يصل إلى نصف الطريق باتباع أشياء لايمكن أن تقدمه شبرًا واحداً فى عالم المستديرة، فالسهر عدو اللاعب الأول ، مستقبل كرتنا فى شرق ووسط إفريقيا بدأ يتدحرج إلى الوراء كثيرًا ، حيث أصبحنا لقمة سائقة إلى هؤلاء الأفارقة الذين ساروا فى الطريق الصحيح، فأصبحت دول مثل كينيا وتنزانيا وإثيوبيا وبورندى ورواندا تصدر لاعبيها إلى اللعب فى القارة الأوربية (العجوز) لذلك أصبحت منتخباتها الوطنية قوية جدًا وتنافس منتخبات غرب إفريقيا القوية جدًا مثل: نيجيريا والكاميرون والكنغو ، فالمشاركات التى تجئ صدفة لايمكن أن تفيدنا فى شئ عدا أن يستفيد منها اللاعبون الجدد الذين يمكن أن تكون لهم إضافة جيدة فى مستقبلهم الكروى فى عالم المستديرة ، فالأندية الكبيرة التى تدار باحترافية يمكن أن تحقق الانجازات فى مختلف البطولات، وذلك بالنهج العلمى المدروس وليس كعمل أنديتنا التى تدار بعشوائية كبيرة ، المشاركة فى سيكافا إذا اعتمد الجهاز الفنى للمريخ فيها على الإعداد ومشاركة اللاعبين الصغار فى البطولة يمكن أن يجنى ثماره فى بطولة الدورى الممتاز أولاً والبطولة الإفريقية القادمة ثانياً وهى الأهم ،ولكن أن يدفع بالحرس القديم الذى لم يقدم شيئاً يذكر للمريخ إفريقياً فإنه سيندم كثيرًا ويكون قد جنى على اللاعبين الشباب كثيرًا أمثال الحارس المتطور جدًا محمد المصطفى الذى سيكون يوماً من الأيام خلفاً للأسطورة حامد بريمة ، كذلك مشاركة المايسترو مجدى عبداللطيف (أوزيل) الذى يسير إلى الأمام يوماً بعد يوم من خلال المباريات التى أداها فى الدورى الممتاز مع المريخ .