لقد ظللت دائماً أضرب الأمثلة بالمجموعة التي وصلت بالهلال لنهائي أفريقيا عام 1987م لأن تلك المجموعة هي المثل الحي فهي المجموعة المنسجمة التي تحترم مدربيها ولا تتدخل في التشكيلة وكان الاحترام سائدًا بينهم وهي المجموعة المتجانسة كانت تحب الهلال ولا تطالب بالأموال ، فالأموال هي حصد النقاط حتى تمكنوا من الوصول لنهائي أفريقيا وكان انجازاً كبيراً لهم وللهلال ولكن فجأة تبدل الحال، ففي الفترة الحالية ظهرت (الشلة) التي (فرتقت) جسد الهلال ، فلاعبو الهلال الحاليين حاربوا النابي وطالبوا بإبعاده وطالبوا بعودة كامبوس وهم الذين يتدخلون في إشراك عناصر معينة في التشكيلة وهذا الأمر أضر بكامبوس وعجل برحيله والهلال كان يتعشم أن تكون مباراة الأمس أمام مازيمبي أن يأتي فيها الهلال بشكل جديد ولكن خاب فألهم، فمدرب الهلال التاج محجوب تعامل برأي الشلة ، والدليل على ذلك أنه أبعد اثنين من اللاعبين المحترفين الذين أثبتوا وجودهم مع فرقة الهلال فهنالك سيسيه أفضل طرف يمين في الدوري المحلي وفي مرحلة المجموعات ولكن الشلة أبعدت سيسيه تماماً من التشكيلة بعد أن كان اللاعب رقم (1) واستفاد منه الهلال كثيرًا ولكن الشلة أبعدته خارج التشكيلة. والمحترف الثاني هو ديفيد سيمبو السيراليوني الذي لعب شوطاً واحدًا أمام مازيمبي بالخرطوم بعد إصابة مساوي وكان محل إشادة الجميع لنتفاجأ به في مباراة فيتا وهو يجلس على دكة البدلاء وعندما تم إشراكه لم يقم المدرب بإشراكه في خانته ولولا إصابة بوي لما شارك نهائيًا. والشلة فرضت على التاج إشراك خليفة البعيد عن التنافس المحلي ناهيك عن التنافس الأفريقي ، فاللاعب شارك في آخر مباراة أمام الزمالك بالقاهرة بقرار من الشلة وليس بقرار من كامبوس. والمباراة التي لعبها أمام الزمالك كان سبباً في الهزيمة التي تلقاها الفريق ، والشلة واصلت (فرتقت جسد الهلال) فأجبرت التاج محجوب على إجلاس بكري المدينة على دكة البدلاء وعندما تم إشراكه سرعان ما دب النشاط في خط هجوم الهلال ولو لعب منذ البداية لأحدث الفارق والسؤال الذي يطرح نفسه فكيف لمدرب بحجم التاج محجوب كان لاعباً سابقاً بالهلال وشارك في المنتخب الوطني وهاجر لسلطنة عمان ونال العديد من الشهادات والكورسات العالية جدًا فكيف يستجيب لآراء هذه الشلة والغريب في الأمر فإن التاج في مباراة الأمس بعد أن استبدل خليفة أدخل لاعب الارتكاز الشغيل ولم يدخل سيسيه. والواضح أن تشكيلة الفريق أمام مازيمبي أمس هي تشكيلة الشلة وعلى مجلس الهلال بقيادة أشرف الكاردينال أن يعمل على بتر هذه الشلة لأن مصلحة الهلال تقتضي ذلك لو كان رئيس الهلال ينوي أن يصنع فريقًا يمثل الهلال والسودان خير تمثيل عليه بتر هذه الشلة ويأتي بوجوه جديدة تفيد الهلال وتمثله خير تمثيل حتى لا تصاب جماهيره بأمراض الضغط. واحذِّر المدرب مبارك سليمان أن يكون حازماً مع هذه الشلة ولا يعتمد عليها على الإطلاق وأن يعتمد على الشباب المظلومين أمثال محمد عبد الرحمن وصلاح الجزولي ووليد علاء الدين وأطهر الطاهر ، هم بعيدون عن الشلة وتعتبر مباراة الزمالك القادمة هي بمثابة نقلة نوعية لهؤلاء الشباب وتدخلهم في تحدٍ وتدخل الحماس في نفوسهم لإثبات وجودهم وأنهم كانوا مظلومين بالفعل. إن مازيمبي لم يهزم الهلال بالأمس ولكن الأزرق هزمته الشلة التي أكرر يجب بترها نهائياً من الفريق وأي لاعب واثق من نفسه وهو بعيد عن الشلة يمكن أن يؤدي بمسؤولية وحماس وغيرة ، فالهلال بالأمس أمام مازيمبي ليس هناك لاعب واحد أدى كرة حقيقية باستثناء سيدي بيه. وسؤال لمدرب الهلال التاج محجوب كيف يضع لاعبين محترفين أمثال سيسيه وسيمبو على دكة البدلاء علماً بأن الهلال قد صرف عليهما الدولارات وسيمبو هو أحد أفراد المنتخب السيراليوني وقد تم استدعائه للمنتخب أكثر من مرة. أنا أدرك تمام العلم وأعلم أن هذا الحديث سيثير غضب و(زعل) التاج محجوب ولكن عليه أن يثبت لنا كيف قام بوضع هذه التشكيلة ولماذا أبعد المحترفين سيسيه وسيمبو. وأذكِّر الأهلة أن الراحل المقيم قاهر الظلام عبد المجيد منصور قام بشطب فريق بحاله وسجل فريقاً آخر محله ، وجاءت الحافلة باللاعبين الجدد ، فالهلال ليس حكراً على أي لاعب أو نجم فأي لاعب في السودان يتمنى أن ينتمي للهلال. ونتمنى من رئيس الهلال أن يتخذ القرار الصعب ويصدر القرارات المهمة والقوية والصارمة مهما كان مستوى هؤلاء اللاعبين لأن مستواهم انتهى حقيقة وهذه رسالة نبعثها لأشرف الكاردينال رئيس الهلال المنتخب ونقول له: إن جماهير الهلال تنتظر قراراتكم الجريئة والشجاعة حتى تحافظ على الهلال الكيان.