لا يستطيع أي راصد أو متتبع لحركة الرياضة السودانية أن يتخطى ذلك الحارس القصير المكير الأبنوسي جمعة جينارو اللاعب الذي بنى مجده بعصامية كبيرة اكتسب موهبته من ضواحي المدينة وصقلها في دوري الشمس المشرقة قبل أن ينتقل للدوري الممتاز والهلال، واستطاع بالصبر الخرافي أن يصعد إلى التشكيل الأساسي للهلال وقدم موسماً استثنائياً هذا العام منح به فريقه الترقي لدور مجموعات الأبطال بعد أداء مميز لفت به الأنظار بموهبته الفطرية خاصة في صد ركلات الجزاء التأديبية، وكان له قصب السبق في مباراتي دور ال32 و ال16 بصده لركلتي جزاء حاسمتين لتدين له الجماهير الهلالية بالصعود لدور المجموعات، إلا أن ذلك لم يشفع له بعد وداع الهلال من دوري الأبطال وخسارته من مازيمبي بثلاثية صوبت بعدها كل مدافع الانتقاد نحو الحارس الصبور جمعة. الأخطاء جماعية لم يكن من بين لاعبي الهلال استثناءً في مباراة الفريق الأخيرة أمام مازيمبي الكنغولي في الجولة الخامسة من دور المجموعات، وكان كل اللاعبين متساوون في السوء ولكن تحمل جمعة من بين زملائه أوزار الهزيمة الثقيلة التي لم يسع لاعبي الهلال للهروب منها ولا مدربهم التاج محجوب ولا مجلس الإدارة الذي كان تفكيره عقيم باسناد المهمة للمدرب التاج وإعفاء البرازيلي في أحرج توقيت، وظلت الأخطاء مركبة دفع فاتورتها فقط جمعة جينارو رغم الجميع اشترك في السوء وحكم الجمهور والإعلام وحتى الفنيين على جمعة بالإعدام لأخطاء اشتركت فيها كل الجهات ولم يرجع الجميع لشريط الذكريات الذي يحوي تألق جمعة وإعادة الفضل له في تأهل الفريق لدور المجموعات ويظل الخطأ خطأً مشتركاً لايتحمله جمعة الذي اجتهد وصبر وصابر في أحلك الظروف. حارس بمواصفات مميزة أمضى جمعة جينارو خمسة أعوام في كشف الهلال لم يكل أو يمل فيها من الجلوس على الدكة، وظل مواظباً في تدريباته بأخلاق يحسد عليها، وظل أكثر جاهزية متى ماسنحت له فرصة المشاركة ولم يتأثر بالغياب من التشكيل الأساسي في ماضي السنوات وظل يقدم متى ماتطلب منه المشاركة حتى في البطولة الأفريقية وكان يعوِّض غياب حامي العرين الأول حتى أصبح حارس منتخب بلاده الأول بفضل الأداء المميز، ويتمتع جمعة بإمكانيات كبيرة تتمثل في قوة الارتداد السريع والرشاقة المطلوبة في حرَّاس المرمى وأكثر مايميز جمعة هو الهدوء الكبير والأخلاق الطيبة التي جعلته لاعباً محبوباً وسط زملائه اللاعبين. تألقه جعله على رادار فيتا قبل مباراة مازيمبي لم يكن أحد يشك في مقدرات الحارس جمعة جينارو الذي قدم مستوًى مميزاً خلال مشاركة الفريق في دوري الأبطال مع الهلال وتألقه في مباريات الفريق السابقة خاصة مباراتي الملعب المالي التي تصدى فيها لركلة جزاء ومباراة ليوبارد الكنغولي بدوليسي والتي أيضاً صد فيها ركلة جزاء ليصعد لأعلى اهتمامات الأندية الأفريقية خاصة فريق فيتا الكنغولي الذي جعله على راداره خلال الفترة الماضية وفتح خطاً رسمياً لمفاوضته من أجل الانضمام لصفوف الفريق بعد نهاية تعاقده مع الهلال الذي ينتهي بنهاية العام الحالي. ظلم الحكم لم يكن الهجوم الذي تعرض له الحارس جمعة جينارو مبررًا بعد مباراة مازيمبي التي كان الجميع متساوون في السوء وكان على الأقل أن تحترم الجماهير ماقدمه جمعة خلال الفترة الماضية ويشكر له اجتهاده مع الفريق، وقد دفع جمعة فاتورة أخطاء زملائه في الدفاع الذي لعب أسوأ مبارياته في دوري الأبطال، وظهر دفاع الهلال هشاً ووقع في أخطاء ساذجة تحملها جمعة بالكامل. تجديد الثقة أقل مايمكن أن يقدم لجمعة جينارو ولاستقرار خانة حراسة المرمى في الهلال هو إعادة الثقة في جمعة الذي يتوجب على الجميع انصافه حتى يواصل موسمة مع الفريق، لأنه من لاعبي المستقبل في الفريق لصغر سنه وامكانياته القابلة للتطوير، لأن جمعة حارس يمكن أن يقدم الكثير للهلال في المستقبل، لأنه صقل بخبرات أفريقية مميزة ومشاركات محلية حصنته من التهيُّب من المواعيد الكبيرة، وسيكون له مستقبل أكثر خصوصية مع الفريق إذا ماوجد الأجواء الملائمة للإبداع وتقديم الأفضل.