ودع الباشمهندس الحاج عطا المنان الجمهور الهلالي يوم الخميس الماضي بصورة رسمية من خلال كلماته المعبرة التي ألقاها على مسامع الحضور الذي احتشد ليشهد عملية التسليم والتسلم لعمليات إعادة التأهيل التي انتظمت إستاد الهلال في فترة توليه لرئاسة لجنة التسيير بالنادي العريق بعد أن شكر باسم جماهير الهلال الدكتور عبدالرحمن الخضر على زيارته لنادي الهلال وقال عطا المنان بأنهم اليوم يوكلون إتمام العمل للمجلس الجديد، وأضاف نحن أناس يعاون بعضنا البعض ونثق في أن الأجيال ستأتي ونشكر كل من أسهم في هذه الأعمال مثل ولاية الخرطوم وشركة زادنا التي تبرعت بمليارين للملعب الرئيس وشركة شريان الشمال ومحليتي أم بدة وأم درمان وشركة إنجاز وإخوتي في لجنة التسيير ولجنة الإنشاءات والمهندس محمد الفاتح حجير رئيس لجنة المنشآت السابق والمهندس محمد عبداللطيف هارون رئيسها الحالي وشركة كاريزما التي جاءت برأس مال سعودي لتدير هذا العمل والمقصورة بنظام (البوت) والعمال والمهندسين والمقاولين وبائعات الشاي وكل من أسهم في هذا العمل ولا أنسى العديد من كبار أقطاب الهلال الذين ذكرتهم بالاسم في الكتيب الذي سلمته الدكتور عبدالرحمن الخضر والي ولاية الخرطوم ومعه تقرير المراجع العام. وفي ختام كلمته قال الباشمهندس الحاج عطا المنان: (اعفوا مننا وعافين منكم) وأتمنى أن نسمع عنكم كل خير.. ثم مضى لحال سبيله قرير العين هانيئاً. ما أشبه الليلة بالبارحة قدم الباشمهندس الحاج عطا المنان رئيس مجلس إدارة نادي الهلال نفسه للإعلام الهلالي منذ أول يوم تسنم فيه قيادة النادي العريق كأفضل ما يكون التقديم من خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده بفندق السلام روتانا. بدأ عطا المنان واثقاً من نفسه ومرتباً في أفكاره ومقنعاً في دفوعاته معتمداً على المنطق والحكمة على الرغم من بعض الأسئلة الصعبة التي طرحها الزملاء, كان عطا المنان شفافاً في إجاباته وطرحه للتحديات التي واجهت مجلسه منذ اليوم الأول. رفع الزملاء حواجب الدهشة والباشمهندس الحاج عطا المنان يسرد الحالة التي وصل إليها الهلال قبل تكليف لجنة التسيير. أوضح الباشمهندس الحاج عطا المنان في ذلك المؤتمر بأن كل شيء في الهلال تقريباً كان محجوزاً .. دخل المباريات .. ايجارات الدكاكين وحتى أبراج الإضاءة إضافةً لسبعة وعشرون حكماً قضائياً واجبة التنفيذ إيفاءً لديون متراكمة واجبة السداد, ذلك إضافةً لمليون دولار لمحترفين ومدربين أجانب واجبة السداد بأحكام من الإتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا). تحلى بالصبر وتصدى للمشكلات بشجاعة توكل مجلس عطا المنان على الحي الدائم وتحت قيادة ربانه الماهر ودخل في لجة هذا البحر المتلاطم الأمواج المترامي الأطراف يقفز بين المشكلات على حسب الأولويات في خفة ورشاقة واضعاً لها الحلول الناجعة قائداً الهلال لبلوغ مرحلة دوري المجموعات لكبرى البطولات التي ينظمها الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكاف) على مستوى الأندية. لم يتوار الرجل وأعضاء لجنته من هول المشكلات التي كانت تحيط بالنادي إحاطة السوار بالمعصم وكانت تهدد بعقوبات صارمة من الفيفا , كما أن مشكلة عدم إيفاء مجالس الإدارات المتعاقبة على حكم الهلال بالتزامات النادي المالية تجاه المحترفين والمدربين الأجانب قد أضرت بصورة الهلال الزاهية التي رسمها الاباء والأجداد, ذلكم الضرر البالغ الذي أصاب صورة الهلال جعل مسألة التفاوض مع لاعبين ومدربين جدد مسألة في غاية الصعوبة والتعقيد. ومع ذلك استطاع مجلس عطا المنان إصابة نجاحات كبيرة وهو يتصدى لكل هذه الملفات ويديرها باحترافية كاملة وسعى سعياً حثيثاً للم الشمل الهلالي لإدراكه أن قوة الهلال في وحدة أبنائه والتفافهم حول الكيان. التزم بالعمل في إعادة التأهيل على الرغم من ذهاب لجنته واصل الباشمهندس الحاج عطا المنان في عمله والتزامه حتى بعد أن تولى مجلس السيد أشرف سيد أحمد الحسين الكاردينال زمام الفعل الإداري في النادي بعد نجاحه في الانتخابات .. لم يبتعد الرجل أو يتوارى عن الأنظار، بل جاء إلى النادي وهو مرفوع الرأس قائلاً للجميع :”هاؤم اقرأوا كتابيه” مسلماً تقريراً متكاملاً ممهوراً بخاتم المراجع العام مثبتاً فعلاً لا قولاً نظافة يده وشفافيته التي هي من طبعه والطبع يغلب التطبع.. فقد الهلال ابن بلد أصيل و رجلاً أمة و قامة شامخة تتشرف به المناصب وتفخر به المجتمعات وندعو له بالتوفيق أينما حل. وعزاؤنا أنه وعد بأن يكون قريباً من الهلال وجمهوره على الرغم من مشغولياته الكثيرة.