يرى الذين يعانون من قصر النظر أن اسم الهلال الكبير ينتهي بالخسارة في المباراة أو الخروج من بطولة ولا يدرون أن الهلال حلم كبير لا ينتهي إلا بنهاية الدنيا.. وأن الذين يسخرون ويشتمون في الهلال لأنه خرج من مرحلة مجموعات دوري ابطال افريقيا لا يملكون حمرة الخجل وينسون واقعهم الاليم عندما خروجوا من هذه البطولة من دورها التمهيدي أو من (قولة تيت) كما يقول اهلنا في مجلس سمرهم وانسهم.. وعندما يسخر مريخي من الهلال فإنه يسخر بصورة غير مباشرة ومرة من فريقه الذي فشل في الوصول إلى ما وصل اليه الهلال في ادغال القارة السمراء. وتبقى مباراة الهلال والزمالك اليوم واحدة من المباريات المهمة في تاريخ النادي الكبير الذي يريد أن يؤكد أن كعبه عالي على الاندية المصرية في الخرطوم والزمالك تحديدًا.. وأن الفوز هو مطلب شعبي وليس مطلب اقلية يمكن أن يقابل بالرفض لأن يد الهلال هي العليا في السودان فلا بد من أن يفوز اليوم ويفرح جماهيره حتى يعرف الذين هللوا وكبروا بعد أن تأهلوا بالحظ على حساب (عزام) التنزاني في بطولة سيكافا الهامشية، المعني الحقيقي للفريق. ولا يملك الهلال خيارًا غير الفوز بعيداً عن قرار الكاف بشأن شكوى النادي ضد فيتا كلوب الكنغولي، فإذا جاءت الرياح بما تشتهيه سفن الهلال فأهلاً وسهلاً، واذا رفضت الشكوى فإن الهلال لم يخسر شيئاً وهنالك طرق قانونية أخرى يمكن أن يسلكها النادي، ولكن الفوز اليوم مطلوب مهما كان الثمن وأن الهلال الذي فقد فرصة التأهل لنصف النهائي بسبب التحكيم لن يتهاون وسيلعب مع الزمالك وكأنها مباراة بطولة وليس ودية كما ظل يردد اعلام المريخ الذي يرى بطولة سيكافا الآن، كأنها كأس العالم للأندية وصدق من قال (القرد في عين امو غزال). وحلم الهلال ومفاهيمه الجديدة تبدأ بمباراة اليوم وفي كيفية التعامل مع مشروع بناء فريق البطولات الذي بشر به الكاردينال، وأن هذه المباراة تمثل بداية حلم وليس نهاية حلم كما يعتقد الذين لا يرون في الهلال شيئاً جميلاً.. وحلم الهلال المشروع في الفوز بدوري ابطال افريقيا يبدأ عندما يعلن الحكم صافرة النهاية... معها يبدأ تدشين المشروع الجديد وتبدأ تنفيذ الخطط وانزال الافكار لأرض الواقع.. و يبقى الفوز على الزمالك اليوم هو حلم وهدف المرحلة، لأن الانتصار على الزمالك يساعد في التصنيف فما الذي ستمنحه سيكافا غير (كأس الصفيح). أثبت الهلال هذا الموسم والمواسم السابقة انه ليس صغيراً يخرج من الادوار التمهيدية، بل كبيرًا وواحداً من عملاقة افريقيا الكبار، واثبت بالدليل القاطع أنه ليس فريق هامش يستجدي البطولات الهامشية والدورات الودية من اجل صرف النظر عن فشله في البطولات، بل فريق كبير يجبر منافسيه على احترامه ويعترف بأخطائه ويفكر دائماً في المستقبل ولا عزاء لفريق الارشيف الذي يكابر أهله ببطولة من قبل ربع قرن اصبحت كل الاندية التي شاركت فيها في عداد المفقودين. وقبل الوداع أقول إن الحلم يبدأ ولا ينتهي، وأن الهلال ظل يشارك في دوري ابطال افريقيا من اجل الفوز باللقب وليس من اجل المشاركة فقط، وسيواصل المشاركة حتى يصبح الحلم حقيقة وعلى جماهير الهلال أن تفخر بفريقها وتسانده اليوم لأنه الفريق الوحيد القادر على تشريف السودان في المواعيد الكبيرة ويكفيها فخرًا أن الهلال حفظ للسودان حق التواجد الموسم القادم بأربعة فرق في الابطال والكونفدرالية، وحضور الجمهور اليوم تأكيد كبير على رمزية وشعبية الهلال التي لا ترتبط ببطولة أو مناسبة، وأينما لعب الهلال كان جمهوره حضورًا يهتف باسمه ويلوِّح بالاعلام مرددًا الازهوجة المعروفة والمحفوظة (سيد البلد.. سيد البلد) فهل هنالك سيد في السودان غير الهلال.. واللهم انصر الهلال.