حقق الهلال فوزاً مستحقاً على الزمالك المصري مساء أمس مهدياً الزمالك المركز الأخير في المجموعة ماخذاً بثأره من الزمالك . لعب الهلال مباراة سريعة وقوية بتمريرات متقنة في وسط الملعب وتحركات واعية بقيادة الربان الماهر ورمانة الوسط المعلم عمر بخيت ليسيطر على معظم فترات المباراة. نجح المهاجم السريع والمرعب بكري المدينة أو العقرب بسرعته الفائقة في زعزعة دفاعات الزمالك حيث فشلوا في إيقاف إنطلاقاته بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة. بكري مهاجم لا غنىً عنه إطلاقاً ولا أدري كيف كان البرازيلي كامبوس خارج الملعب ليشرك مواطنه (الماسورة) سيرجيو . كامبوس لا علاقة له بالتدريب مطلقاً ويبدو أنه كان عاطلاً في بلاده البرازيل قبل أن يتعاقد معه الهلال . يستطيع بكري بسرعته الفائقة فك الحصار عن الهلال ومنع لاعبي دفاع الفريق المنافس من التقدم لمساندة الهجمات . لم يكن مدثر كاريكا في يومه ولو كان في يومه لناءت شباك حارس مرمى الزمالك من الأهداف . نجح الكابتن مبارك سليمان في إختيار توليفة مثالية حققت المطلوب أداءً ونتيجة .. برافو مبارك وإلى الأمام. جماهير الهلال الواعية أثبتت أنها صفوة بحق وحقيقة فقد ظلت تواصل التشجيع طوال زمن المباراة وحتى عندما أدرك الزمالك التعادل لم تتوقف عن التشجيع والمؤازرة ولم تخرج عن النص حتى تحقق المراد. الهلال ناد كبير وعلى الإتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكاف) إنصافه فقضيته عادلة وواضحة وينبغي أن ينال نادي فيتا الكنغولي العقاب على ما إرتكبه من جرم. سننتظر حتى يوم غد الأحد وإن غداً لناظره قريب ونرجو أن ينصفنا الكاف ولو مرة واحدة في تاريخه. عاد الحارس الأمين المعز محجوب لحماية العرين الأزرق وقد تألق تألقاً لافتاً في مباراة الأمس وهو يبعد هدفين مضمونين للزمالك مع إنطلاقة المباراة ليبث الإطمئنان في نفوس زملائه وعلى المدرجات برافو المعز حامي العرين. كان بشة كالعهد به دوماً أكثر اللاعبين ثباتاً إنفعالياً وتركيزاً داخل الثلث الأخير محولاً تمريرة بكري بولت لهدف رائع وبديع ألهب المدرجات. نعيب على الكابتن مبارك سليمان تأخره في التبديلات كثيراً والهلال كان يحتاج في منتصف الشوط الثاني لأقدام جديدة تضخ الدماء في الفرقة الزرقاء. جاء دخول مهند الطاهر في العشر دقائق الأخيرة وكان ينبغي إدخاله حتى قبل أن يدرك الزمالك التعادل ليستمر الضغط الهلالي. عموماً حقق الهلال المطلوب تماماً وأثبت لاعبو الهلال علو كعبهم ومهارتهم العالية وخبراتهم الثرة في مثل هكذا مواعيد كبيرة وأثبتوا براءتهم من (خرمجة) البرازيلي العجوز كامبوس. مجموعة ألتراس الأسود الزرقاء ظلت تواصل تشجيعها المتواصل والداوي طوال زمن المباراة بنيرانها المشتعلة مثل نيران المجوس تبث الحماس في اللاعبين وفي المدرجات. ظلت هذه المجموعة من الشباب مثالاً للأدب والإنضباط داخل الإستادات المختلفة تردد أهازيجها التي تمجد لاعبي الهلال ولا تلجأ لساقط القول والفعل .. ظلت تردد الأهازيج من على شاكلة : نحن الهلال .. نحن الأدب .. نحن الأفارقة العرب .. نحن الشرارة و اللهب. لم يتخلف يوماً هؤلاء الشباب الذين آمنوا بقضيتهم عن تشجيع هلالهم يوماً فظلوا يشكلون حضوراً باذخاً بنيرانهم المتقدة مثل نيران المجوس على مدرجات إستاداتنا المختلفة. شكلوا حضوراً بمدرجات إستاد كادوقلي وبورتسودان وعطبره والأبيض وفاشر السلطان وودمدني والكاملين وكل الإستادات التي تحتضن مباريات هلال الملايين. لا ينتظرون دعماً من مجالس الإدارات التي تعاقبت على سدة الحكم في النادي العريق بل ظلوا يصرفون على تحركاتهم في بلدنا المترامي الأطراف من حر مالهم وعرق جباههم الشم. لله دركم أيها النشامى الأماجد لافتة عشق الأزرق المضيئة فقد أسهمتم بتشجيعكم الحماسي في جندلة عتاة الأندية الأفريقية والعربية وقبرها داخل القلعة الزرقاء. وبالأمس كانوا كالعهد بهم تشجيعاً متواصلاً مما حدى بمعلق البي إن سبورت للإشادة بهم وبطريقتهم في التشجيع. الهلال عالم جميل