صارت الرياضة بصفة عامة وكرة القدم على وجه الخصوص تعتبر في عالم اليوم صناعة تخضع لكل متطلبات الصناعة وتتأثر سلباً وايجاباً بالمتغيرات الاقتصادية وبلادنا لا تعيش في جزيرة معزولة، بل هي جزء من العالم وبالضرورة تتأثر الرياضة في بلادنا بهذه المتغيرات في عالم صار كأنه رمال متحركة ..لا يثبت على حال. لاحظنا خلال العقد الأخير الحركة التي نشطت في مجال استقطاب الدوري السوداني للاعبين من القارة السمراء منذ العام 2005م , حيث صارت الخرطوم محطة أساسية للاعبي كرة القدم من الطامحين في اكتساب ورق (البنكنوت) من أبناء القارة السمراء أو لأولئك الذين يرغبون في عرض (بضاعتهم) للدوريات العربية والعالمية عبر أنديتنا السودانية .. كل ذلك نظراً للطفرة الاقتصادية الهائلة التي شهدتها بلادنا بسبب تدفق النفط حينها. ولكن وبعد الصعوبات الاقتصادية التي تعاني منها بلادنا والتي أدت لزيادة نسبة التضخم وبالتالي تدني سعر الجنيه السوداني في مقابل الدولار الأمريكي نعتقد أن الأمر قد أثر بصورة كبيرة ومباشرة على انتدابات اللاعبين والمدربين الأجانب للانضمام للدوري السوداني. وفي رحلة بحثها عن إيجاد الحلول للمشكلة لجأت الأندية في بلادنا خاصةً ناديا القمة للتعاقد مع لاعبين ومدربين من أصحاب الأجور المتدنية وغني عن القول المثل السوداني القائل:»الرخيص بي رخصتو.» وإذا كان الأمر كذلك علينا أن نتيح الفرصة للاعبينا حتى يجدوا فرصة المشاركة وتطوير مستوياتهم الفنية بدلاً من استجلاب محترفين لا يفيدون الكرة السودانية. المحترف الحقيقي هو الذي يتعلم منه اللاعب السوداني المهارات إضافةً للفكر الإحترافي ولسنا في حاجة لمحترفين يبقون على دكة البدلاء ولا يظهرون في المواعيد الكبيرة. معيار الإجادة ينبغي أن يكون الظهور الطيب في بطولة الأندية الأفريقية أبطال الدوري لأنها كبرى البطولات التي ينظمها الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكاف). فشل الهلال للموسم الثاني على التوالي في استعادة مهاجمه الزمبابوي إدوارد سادومبا كما قام المريخ بالاستغناء عن خدمات مهاجمه النيجيري القناص كليتشي أوسونوا إضافة للمحترف الزامبي ساكواها وذلك لا لسبب سوى عدم توفر الدولار. نحن بالطبع هنا لا نلقي باللائمة على مجلسي إدارتي الناديين الكبيرين ولكنها الظروف الاقتصادية الراهنة التي حتمت هذا الواقع. اعتمد نادي المريخ على جهاز فني وطني مكون من الكابتن برهان تية والكابتن محسن سيد فيما اعتمد الهلال على الكابتن مبارك سليمان والكابتن عاكف عطا. في اعتقادي أن هذا تصرف سليم وقد أثبت المدرب الوطني كفاءته ومقدرته على قيادة الناديين الكبيرين. أوفى السيد أشرف سيد أحمد الحسين الكاردينال رئيس مجلس إدارة نادي الهلال بوعده وقام بتسليم لاعبي الفريق حافز فوزهم على الزمالك المصري وبالدولار الحار. نتمنى أن يواصل الهلال في شكواه ولكن باستئناف قرار لجنة المسابقات التابعة للاتحاد الأفريقي لكرة القدم(الكاف) وهو القرار الذي قضى بتبرئة فيتا الكنغولي من المشاركة في عملية التزوير في اسم لاعبه دادي بيروري. الهلال وبعد فوزه على الزمالك واحتلاله المركز الثالث في المجموعة صار المستفيد الوحيد من استبعاد فيتا لأنه سيحل محله وهو المتضرر الوحيد إذا لم يعاقب فيتا . على الهلال التحرك بسرعة لإثبات تورط فيتا في عملية التزوير والعالم صار قرية وبالإمكان الحصول على المعلومات والمستندات المطلوبة. الهلال عالم جميل.