الفكي بشير بريمة (ابو امين) أولاً اتقدم بالتهنئة الحارة للشعب السوداني الابي وشعب اللونين الاروعين الازرق والابيض بانتصار عمالقة الهلال على فرعون مصر وهو فريق الزمالك المصري على بطولة كبرى البطولات الافريقية للاندية ابطال الدوري واحتلاله للمركز الثالث في المجموعة الثانية في هذه البطولة وكالعادة كان اهل تلك الصحيفة خارج الوطنية وطبعًا هذا ليس جديداً عليهم ولقد خرجت الصحيفة في نفس يوم المباراة تقول بأن الكاف رفض شكوى الهلال قاصدةاحباط الروح المعنوية لجمهور الهلال ونعود إلى المباراة ونقول بأن فرسان الهلال قدموا عرضاً قوياً لم نشاهده من قبل وخاصة في هذه البطولة وجاء الانتصار على فريق ليس فريقاً عادياً، بل فريق البطولات ولقد احرز الزمالك هذه البطولة الكبرى للاندية الافريقية ابطال الدوري خمس مرات والانتصار على فريق مثل الزمالك ليس امرًا هيناً والهلال هو الوحيد في السودان اعتاد على هزيمة عملاقي مصر الاهلي والزمالك مع ان الاخوة والاشقاء بشمال الوادي دائماً لايتقبلون أو لايريدون أي هزيمة من السودان سواءً من فريقنا القومي أو من الاندية السودانية وكان دائماً يبررون هزائهم بأشياء واهية مثل ماخرج علينا مدرب الزمالك الكابتن حسام حسن بتصريحات غير مسؤولة بأن قاضي الملعب وارضيه استاد الخرطوم هما من اسباب خسارة الزمالك امام الهلال وهو لم يحترف بأداء الهلال القوي امام الزمالك ولقد شاهدت الكابتن حسام حسن وهو يتحدث لمندوب قناة بي ان سبورت الرياضية الاستاذ سامر العمرابي قبل المباراة بيوم ومن حديثه عرفت بأن هذا الكابتن حسام حسن لا يجيد الحديث، ولقد قال في ذلك اللقاء: اتينا إلى الخرطوم (بثمانية عشر لاعبين) بدلاً مايقول اتينا بثمانية عشر لاعباً أو لاعب، ولم اعرف كيف تم اختيار مثل هذا الشخص ليكون رئيساً لبعثة نادي كبير مثل نادي الزمالك ؟ ثانياً لم نعرف كيف تسبب حكم المباراة في هزيمة الزمالك؟ هل الحكم نقض للزمالك هدفاً؟ وهل تقاضى الحكم عن ضربة جزاء للزمالك؟ وهل هدفا الهلال من تسلل أو من ضربة جزاء غير صحيحة؟ وعن ارضية الاستاد واقول لهذا المدرب حسام حسن هل الزمالك لديه استاد خاص به؟ نعم كان في الستينات استاداً خاصاً للزمالك وعام 62 انهار هذا الاستاد وتسبب في موت عشرات المشجعين وبعد ذلك تم تلجين استاد الزمالك والاخوة في مصر دائماً يسخرون من الكرة السودانية وفي عام 1970 عندما اقيمت البطولة الافريقية للمنتخبات بالخرطوم شاركت فيها 8 منتخبات قسمت إلى مجموعتين المجموعة الاولى بالخرطوم ضمت السودان واثيوبيا وساحل العاجوالكاميرون والمجموعة الثانية كانت بمدينة ودمدني ضمت مصر والكنغو برازفيل حامل اللقب عام 68 التي اقيمت بإثيوبيا وغانا وصيف البطل 68 وغينيا وفي مجموعة الخرطوم تصدر منتخب ساحل العاج وتبقت مباراة السودان والكاميرون والمنتخب الكاميرون فرصتين وللسودان فرصة واحدة فقط الفوز لا غيره. وفي مجموعة مدني تصدر منتخب مصر بفارق الاهداف عن غانا لكل منتخب 4 نقاط وقبل لقاء السودان والكاميرن كان هناك في مجموعة مدني لقاء مصر وغانا لتحديد المركزين الاول والثاني ومن هذا انقسم المصريون بعضهم قال يجب على المنتخب المصري أن يخسر اللقاء امام غانا حتى يتفادى المنتخب السوداني في حالة انتصاره على المنتخب الكاميروني لأن السودان سوف يلعب على ارضه وامام جمهوره الكبير ولكن نقيب الصحافيين العربي الراحل نجيب المستكاوي كان دائماً يسخر من المنتخب السوداني ويقول: من المستحيل أن ينتصر السودان على الكاميرون واحسن نتيجة يخرج بها امام الكاميرون التعادل وهذا التعادل لا يؤهل المنتخب السوداني الوصول إلى دور نصف النهائي ولابد للمنتخب المصري الانتصار على المنتخب الغاني أو على الاقل التعادل حتى يتصدر المجموعة لأن فوز السودان على الكاميرون من المستحيلات وفعلاً انتصر المنتخب المصري على المنتخب الغاني وتصدر مجموعة مدني وفي اليوم الثاني جاء لقاء السودان والكاميرون ساخناً ولعب اشاوس السودان مباراة كبيرة لم يلعبوها من قبل وبعد عشر دقائق من بداية المباراة ارسل بشارة كرة ثرو لدي جكسا وخدع دي جكسا دفاع الكاميرون وموَّه بجسمه وعند تحرك حارس الكاميروني ارسل جكسا كرة ارضية سريعة لتدخل المرمى على شمال الحارس في المرمى الشمالي واهتز استاد الخرطوم من قوة هتاف جماهير السودانية وبعد عشر دقائق من هدف فريقنا القومي قاد اللاعب الكاميروني المحترف بأحد الاندية الفرنسية الذي استعان به مدرب الفريق وحضر إلى الخرطوم صباح نفس يوم المباراة وهو يرتدي الرقم (10) ارسل كرة من نصف السنتر إلى الجناح الايمن للكاميرون وعكسها امام مرمى عبدالعزيز عبدالله وقطعها امبراطور الملعب امين زكي رأسية تجاه السنتر ليقابلها هذا اللاعب رقم (10) ويعالجها بضربة قوية ومن مسافة بعيدة جدًا وكالعادة بدأ عبدالعزيز عبدالله مرتجفاً ولم يشاهد الكرة إلا وهي داخل الشباك في المرمى الجنوبي وكنت اجلس خلف المرمى وقلت ياعبدالعزيز ماممكن تدخل فيك هذه الكرة لأنها جاءت من مسافة بعيدة. وقال لي عبدالعزيز: أنا لم اتوقعها؟ وقلت له ياعبدالعزيز الكرة لها نصف ساعة في الجو تقول لي ما اتوقعتها؟ ومن هذا طلب عبدالعزيز من الشرطة طردي من خلف الشباك وانتهى الشوط الاول بالتعادل بهدف لكل فريق وفي الشوط الثاني شعر اشاوس السودان بخطورة الموقف لأن التعادل ليس من صالحهم وفي منتصف هذا الشوط تحرك جكسا يميناً وشمالاً وفي احدى تحركاته استلم جكسا الكرة من منتصف الملعب وراوغ ثنائي وسط الكاميرون حتى وصل إلى رأس خط 18 وهجم ثلاثة من مدافعي الكاميرون على دي جكسا شاهد جكسا بأن حسبو الصغير خالياً من الرقابة ومرر له كرة بينية وبسرعة البرق ارسل حسبو الصغير كرة ارضية لتدخل شباك الكاميرون على يمين الحارس في المرمى الجنوبي وبعد هذا الهدف تحرك المنتخب الكاميروني بكلياته وهددوا مرمى السودان كثيراً. لقد تألق حارسنا عبدالعزيز في هذا الشوط وانقذ اكثر من ثلاثة اهداف مضمونة وقبل نهاية المباراة بثلاثة دقائق قاد هذا اللاعب الكاميروني هجمة خطيرة على مرمانا وطرح كل المدافعين ارضًا وتصدى له عبدالعزيز وكلهم وقعوا على الارض ولكن امين زكي كان واقعاً مع زملائه على الارض وبطوله الفارع مد رجليه وابعد تلك الكرة إلى ضربة ركنية ولكنه اصيب من تلك الهجمة وتم تنفيذ تلك الضربة الركنية لينقذها عبدالعزيز وبعد ذلك اعلن حكم المباراة نهاية الملحمة الكبرى بفوز السودان على الكاميرون 2/1 ليتأهل إلى دور نصف النهائي ليقابل المنتخب المصري متصدر مجموعة مدني واستطاع فريقنا القومي هزيمة المنتخب المصري لأول مرة في تاريخنا امام مصر تقدم حسبو الصغير بالهدف الاول للسودان وعادل لمصر الكابتن الشاذلي قبل نهاية المباراة بدقيقتين وفي الزمن الاضافي من الشوط الثاني فريقنا يلعب ناقصاً بعد اصابة سمير صالح فهمي والراحل نجم الدين حسن . استلم جكسا الكرة من منتصف الملعب وتخطى وسط المنتخب المصري وجرى بالكرة ولمح الاسيد كان في موقع تسلل اشار إليه بيده طالبًا من الاسيد الرجوع إلى خلف مدافعي مصر وفعلاً رجع الاسيد إلى خلف المدافعين وارسل جكسا الكرة عالية داخل منطقة الجزاء لمصر وخرج حارس مصر لالتقاط الكرة ولكن الاسيد قفز اعلى من الحارس ولعب الكرة رأسية قوية لتذهب الكرة إلى المرمى الخالي هدفاً ثانياً وغالياً كفل للسودان الوصول إلى نهائي البطولة وبعد نهاية المباراة اشتبك المصريون مع بعضهم البعض وكلهم رموا اللوم على الاستاذ نجيب المستكاوي الذي سخر من المنتخب السوداني لأنه من المستحيل أن ينتصر على الكاميرون ليقابل المنتخب المصري وكانت مباراة فريقنا القومي امام الكاميرون هي مفتاح النصر وعبرها وصل السودان إلى نهائي البطولة، وبل الفوز بتلك البطولة الكبرى لأول مرة في تاريخ المنتخب السوداني وفي المرة القادمة نتحدث عن المباراة النهائية بين السودان وغانا.