لا زلنا نتعامل مع اعداد المنتخب الوطني للمنافسات الافريقية والمشاركات الخارجية بطريقة تقليدية ظلت متكررة لعشرات السنين ولا جديد فيها وظللنا نكتب ونكتب والجميع ينتقد هذه الطريقة التقليدية واختيار نجوم القمة والتركيز عليهم باعتبارهم اللاعبين الجاهزين في الساحة والاكثر مشاركة محليا وقاريا ومازدا يحاول ان يصنع من الفسيخ شربات فهذا هو الحل الامثل في نظره وفقا للامكانيات المتاحة ، والمنتخبات الافريقية من حولنا تطوف كافة ارجاء الارض وتقوم بعمل تجارب اعدادية من العيار الثقيل وتواجه منتخبنا الذي في الغالب الأعم يكون بلا اعداد بل تجميع نجوم الهلال والمريخ في ظرف اسبوع وتسفيرهم للمشاركة في منافسات كبرى وبعد ذلك نطالب اللاعبين الذين ظلمناهم واجحفنا في حقهم بتحقيق الانتصارات. والسؤال المطروح ماذا حقق نجوم القمة من حصد للكأسات الافريقية في البطولات الكبرى حتى يكونوا الاساسيين في المنتخب فالهلال والمريخ ظلا يخرجان على الدوام من البطولات الافريقية وأحسن النتائج وصولهما لدوري الاربعة في افضل الاحوال ، فكيف لهؤلاء اللاعبين ان يحققوا النجاحات مع المنتخب الوطني. نقول للمسئولين بالاتحاد العام ما لم تتغير النظرة تجاه المنتخب وما لم يتم تخصيص ميزانية معينة له وتوفر له فرص الاحتكاك مع منتخبات من العيار الثقيل فلا يمكن ان نعول على تحقيق النتائج المرجوة واعتلاء منصات التتويج. المدرب مازدا مدرب شاطر نال ارفع الدرجات العلمية ويعتبر من الخبراء في كرة القدم في القارة الافريقية وذلك فقد كان له الفضل الكبير في عودة المنتخب الوطني لنهائيات الامم الافريقية التي غاب عنها لثلاثة عقود من الزمان وكان ذلك في عام 2008 و2012م ووقتها كان الهلال والمريخ يحققان النتائج الجيدة في البطولات الافريقية فقد سبق ان وصل الهلال عام 2007م لدور الاربعة في بطولة الاندية الافريقية الكبرى وحقق نتائج ملموسة واستطاع ان يقهر الاندية الافريقية ذات العيار الثقيل وكلنا لا ينسى في تلك الفترة بان الهلال استطاع ان يجندل الاهلي القاهري بطل القرن بثلاثية كانت حديث القنوات والمنتديات وكان الاهلي القاهري وقتها في قمته ويضم كبار النجوم الذين حققوا له الانجازات وحصدوا الكاسات الافريقية المتتالية والمريخ استطاع في عام 2008م الوصول لنهائي الكونفدرالية في اول انجاز حقيقي للمريخ في تلك الفترة وطيلة السنين الماضية. نعم وصل المنتخب الوطني لنهائيات الامم الافريقية في غانا بفضل عافية الهلال والمريخ في تلك السنين حيث كان نجوم القمة ايضا يمثلون المنتخب ولا ننسى ابداعات نجم المريخ فيصل العجب الذي قاد مع زميله البرنس الفريق بخطوات واثقة للوصول الى غانا رغم خروجه صفر اليدين من هذه البطولة ولكن كان لمنتخبنا الشرف في المشاركة والعودة لكأس الامم الافريقية بعد غيبة طويلة وتكرر السيناريو وعاد المنتخب مرة اخرى في العام 2012م لغينيا والجابون حين قدم الفريق عروضا رائعة واذهل المراقبين. نعم هذه انجازات مازدا واضحة للعيان ولكن ماذا يفعل مازدا في ظل عدم وجود امكانيات لاقامة معسكرات خارجية واحتكاك بمنتخبات قوية تكشف للجهاز الفني السلبيات والايجابيات. لسنا من المتشائمين بالنتائج التي يحققها المنتخب في تصفيات الامم الافريقية المؤهلة للمغرب عام 2015م بمواجهته القادمة امام جنوب افريقيا في سبتمبر القادم ، وحسنا وجد المنتخب معسكرا قصيرا بزامبيا وتجربة اعدادية امام المنتخب الزامبي وهي ستكون تجربة مفيدة للمنتخب في مباراته المقبلة امام منتخب جنوب افريقيا (الاولاد). نعم هذا هو الامر الواقع ويجب ان نتعامل معه وان يكون لنا وجود في هذه المحافل الافريقية وعلى المسئولين بالاتحاد العام العمل على الاتصال بالشركات الكبرى والبيوتات التجارية لدعم المنتخب وتكثيف الاتصالات مع المسئولين بوزارة الشباب والرياضة ووزارة المالية الاتحادية وكذلك مناشدة ولاة الولايات المختلفة بدعم المنتخب حتى ولو باليسير ، اما التعلل بضعف الامكانيات والموارد فهو امر غير مبرر فالاداري الحاذق هو الذي يبحث عن توظيف المتاح والعمل على استنباط موارد جديدة ودعم جديد. مرة اخرى امنياتنا لصقور الجديان بالتوفيق ليرفرف علم السودان عاليا في المحافل الافريقية. آخر الاشتات.. مهداة لصقور الجديان .. هذه القصيدة الفت على ما اذكر في العام 1970م إبان فوز السودان بكأس الامم الافريقية والتي تقول: تحية ثائر جلد .. الى الابطال في بلدي الى جكسا وكاوندا وعز الدين والاسد الى كوكا . الى جيمس وكل مدافع صلد يلاقي الخصم في ثقة .. بقلب غير مرتعد امين كان راعينا وقائدا الى الظفر عزيز كان حامينا ومنقذنا من الخطر