سافر منتخبنا الوطني الى تونس وواجه نظيره الليبي في تجربة اعدادية وخسر بالثلاثية .. سافر منتخبنا الوطني بلا ضجة اعلامية .. فالكل كان مشغولا بازمة البرنس مع الهلال وكان المنتخب الوطني من آخر اهتماماتنا جميعاً كاعلام رياضي وكجمهور .. سافر منتخبنا الوطني واعتمد جهازه الفني بقيادة مازدا ومساعديه على نجوم القمة كالعادة واذا شاهد الجهاز الفني مباراة القمة الأخيرة وما حدث فيها من عك كروي وتشنجات لغير رأيه في هؤلاء النجوم ولاختار نجوما غيرهم فمباراة القمة كانت عبارة عن دافوري وللذين لا يعرفون الدافوري نقول لهم انها لعب كرة القدم في الازقة والاحياء وتلعب بكرة الشراب وهي صناعة سودانية خالصة واعتقد ان هنالك نجوماً بالعدد في فريقي القمة يمكن اختيارهم لصفوف المنتخب والسؤال المطروح لماذا لم يلتفت الجهاز الفني لنجوم الاندية الاخرى سواء في الممتاز او دوري الاولى فهنالك نجوم يستحقون ارتداء شعار المنتخب بجدارة ولكن عقدة القمة مازالت تلازمنا والاغرب اننا صنعنا هذه القمة واطلقنا عليها الالقاب وصدقنا هذه الكلمة واعتقد الجميع انها قمة حقيقية واصبح لفظ القمة ثابتاً على الهلال والمريخ ولن يحيد عنه اي شخص ولكن ما نراه من عروض من اندية القمة لا يمت للقمة بصلة فالقمة مازالت عاجزة عن الوصول لمنصات التتويج الافريقية .. والقمة تستأسد على الاندية الفقيرة الامكانيات المادية بواسطة سلاح الاعلام وسلاح الجماهير .. ونجوم القمة في المنتخب لم يحققوا اي انجاز على مستوى المنتخب بل اكبر انجاز تحقق هو الوصول لنهائيات الأمم الافريقية بغانا 2008 ونهائيات الأمم الافريقية بغينيا والجابون وكان لنا شرف المشاركة فقط بعد غياب عن نهائيات الأمم الافريقية لاكثر من ثلاثة عقود من الزمان هذه هي انجازات نجوم القمة على مستوى منافسات الاندية الافريقية فحدث ولا حرج فاكبر انجاز حققه المريخ قبل 23 عاما وهو فوزه بكاس مانديلا 1989 وهي بطولة كاس الكؤوس الافريقية هل تصدقوا بان هذه هي انجازات نجوم القمة وقد حقق هذا الانجاز الجيل السابق وهو الجيل الذي لا يعرف العربات الفارهة ولم يبن العمارات الشاهقة وكان حب المريخ يجري في دمائه وقد استبسل اخوان بريمة وكمال عبد الغني وعيسى صباح الخير وابراهيم عطا وجلبوا الكأس الوحيد للقمة وبعد ذلك جاء هذا الجيل الحالي الذي تدفقت عليه الاموال الطائلة والحوافز الضخمة ولكن رغم هذا العطاء الثر من جانب اداريي القمة نجد ان هذا الجيل لم يحقق اي انجاز ولم يستجلب اي كأس خارجي وتمتع نجوم القمة بالسفر والترحال الى العديد من الدول واكبر انجاز حققه الجيل الحالي وصول الهلال لدور الاربعة في بطولة الاندية الافريقية الابطال ولم يصل لمنصات التتويج واستغرب لهذا الجيل الذي توفرت له كافة المعينات واصبح لاهم له من ناحية معيشية بل انتقل هؤلاء اللاعبين الى طبقة الاثرياء هذا المجد لم يجده ابطال المنتخب الوطني او الفريق القومي السابق الذين حققوا كاس الامم الافريقية عام 1970 اي قبل نيف واربعين عاماً فاين جكسا وحسبو والاسيد وكاوندا وجيمس وعبد العزيز عبد الله .. فهؤلاء الابطال حقيقة يستحقون التكريم لأنه وعقب هذه الفترة لم يحقق منتخبنا الوطني اي كأس خارجي.. نقول للمسئولين بالاتحاد السوداني لكرة القدم ان هذه الطريقة المتبعة في اعداد المنتخب لن تقود الى منصات التتويج ولن تحقق الطموحات المرجوة ونقول للجهاز الفني للمنتخب ان يغير من الطريقة المتبعة حالياً في الاختيار فيجب الالتفات الى نجوم الاندية الاخري فهنالك نجوم بلاشك مظلومون ويستحقون ارتداء شعار المنتخب .. اما طريقة الاعداد المتبعة حالياً فهي طريقة عقيمة فهي طريقة ظلت مستمرة على مر السنين فيتم تجميع المنتخب قبل اسبوع من تاريخ اية منافسة فهل توجد في كل الدنيا هذه الطريقة لاعداد المنتخبات الوطنية؟ فاذا نظرنا الى مصر القريبة رغم ايقاف النشاط الرياضي وتوقف الدوري نجد ان المنتخب المصري مازال يواصل تجاربه الاعدادية رغم خروجه من الوصول لنهائيات الأمم الافريقية فاين نحن من هذه الاستعدادات؟ واعتقد ان منتخبنا الوطني اذا خرج من الوصول للتصفيات فلا اظن انه سيعود مرة اخرى .. لقد تعودنا ان تجهض التجارب الناجحة فاين المنتخب المدرسي واين الاولمبي واين الشباب؟! فاذكر ان المنتخب المدرسي قد فاز بالبطولة العربية بلبنان وتفرق الجميع ولم نجد اي اثر لهذه المنتخبات واين المنتخب الوطني الذي مثل الناشئين بايطاليا عام 1990 ؟.. نحن نتحسر ان يكون منتخبنا الوطني بلا وجيع وهو الذي يمثل السودان في المحافل الدولية فهل نطمع في ان يغير المسئولون بالاتحاد السوداني لكرة القدم والجهاز الفني للمنتخب من سياساتهم تجاه المنتخب حتى يتم تحقيق الغايات؟ نأمل ذلك. آخر الاشتات تعجبني رائعة الفنان المبدع صلاح بن البادية التي تقول: سال من شعرها الذهب فتدلي وما انسكب كل ما عبثت به نسمة ماج واضطرب النسيمات والخصل في عناق وفي غزل