الخبراء يؤكدون: التأهل لنهائيات غانا دليل دامغ على صحوة الكرة السودانية سيد سليم: انتصارات المنتخب الوطني ضربة بداية وغانا تحتاج للاحتكاك الجاد شرف الدين أحمد موسى: صحوة الكرة السودانية ليست صدفة بل نتاج لتخطيط مدروس من الاتحاد خدمة(smc) أصداء واسعة على المستويين الرسمي والشعبي صاحبت الإنجاز التاريخي الذي حققه منتخبنا الوطني بالتأهل للنهائيات الإفريقية بغانا 2008م بعد غياب امتد لأكثر من ثلاثة عقود فشلنا من خلالها بلوغ النهائيات الإفريقية. ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو (تأهل منتخبنا الوطني إلى نهائيات غانا هل يعني بداية النهاية لأزمتنا الكروية؟؟) وأين يكمن الداء الحقيقي الذي حال بيننا وبين المشاركات المتواصلة في النهائيات الإفريقية؟ ثم ماذا بعد التأهل لغانا؟ وهل ما حققه منتخبنا الوطني نتاج طبيعي للتخطيط والعملية والمؤسسية والمنهجية أم ضربة حظ وإلى أي مدى ساهمت القرعة الإفريقية في تأهل منتخبنا الوطني إلى نهائيات غانا؟؟ في المساحة التالية نحاول الإجابة على كل هذه التساؤلات من خلال استعراض القضية من مختلف جوانبها الإدارية والفنية. ماهية أزمة الكرة السودانية قبل الخوض في التفاصيل ثمة تساؤل نحاول الإجابة عليه وهو ماهية أزمة الكرة السودانية؟ وضعنا هذا التساؤل على طاولة السيد محمد جعفر قريش الأمين العام لنادي المريخ فأجاب بقوله: بلا شك ظلت الكرة السودانية طيلة السنوات الماضية تعانى من عدة أزمات وليست أزمة واحدة مثل غياب التخطيط السليم فالكرة أصبحت صناعة تحتاج لاستراتيجيات وتحتاج للتخطيط وللفكر الثاقب ومن الأزمات أيضاً سوء برمجة الموسم التنافسي بالسودان بجانب عدم اهتمام الدولة بدعم الحركة الرياضية خلال السنوات الماضية عكس ما يحث الآن ويضيف الأمين العام لنادي المريخ قائلاً: هناك أسباب أخرى ساهمت أيضاً بدورها في التدهور الكروي منها التدريب والتحكيم والإعلام الرياضي فالمسؤولية تضامنية في تقديري ولكننا بذات القدر نجد أن هناك صحوة كبيرة أيضاً في التحكيم والتدريب والإعلام الرياضي ودليلي على ذلك الأداء الإيجابي للعديد من الحكام خلال مباريات الدوري على الرغم من وجود بعض الهفوات وفي مجال التدريب وضح بما لا يدع مجالاً للشك أن المدرب الوطني قادر على تحقيق الإنجاز إذا ما توفرت له الإمكانيات وخير مثال على ذلك الأخ المدرب محمد عبد الله مازدا والذي نجح في قيادة المنتخب الوطني الأول لنهائيات غانا وهي مهمة فشل فيها العديد من المدربين الأجانب الذين تولوا مسؤولية تدريب المنتخب الوطني الأول حيث نجد أن إنجاز التأهل لنهائيات غانا قد تحقق بطاقم وطني خالص أما الإعلام الرياضي يكفي اهتمامه بالمنتخب الوطني الأول خلال الفترة الأخيرة حيث نجح الإعلام الرياضي في تعبئة الجماهير لمساندة المنتخب ونجح في تغير بعض المفاهيم الخاطئة، ونعتقد أن للإعلام الرياضي دور مهم خلال المرحلة المقبلة. نتطلع أن تستمر الصحوة وحول ذات الموضوع يقول الفريق محمد عبد الملك الطاش نائب رئيس نادي الهلال: لا أحد ينكر وجود أزمة حقيقية تعيق مسيرة الكرة السودانية من التطور وهي أزمة ليست وليدة اليوم ونعتقد أن الأسباب كانت واضحة منها في تقديري غياب البنية التحتية وعدم الاهتمام بالناشئين والمدارس السنية وغياب دعم الدولة ولكن هناك صحوة في الفترة الأخيرة نتطلع أن تستمر وتتواصل فتأهل الهلال والمريخ لدوري المجموعات بالبطولات الإفريقية وتأهل المنتخب لنهائيات غانا أمر يستحق الوقفة والتأمل ويبقى المطلوب أهمية التخطيط لبلوغ الغايات المنشودة. إجماع فني على الصحوة الكروية نعود للتساؤل الكبير(تأهل منتخبنا الوطني الأول لنهائيات غانا هل يعني بداية النهاية لأزمة الكرة السودانية) وضعنا التساؤل على طاولة الخبراء والفنيين حيث استهل المدرب القومي الخبير سيد سليم الحديث بقوله: تأهل المنتخب الوطني لنهائيات غانا 2008م إنجاز تاريخي كبير ونقلة نوعية أعادت الكرة السودانية لمكانها الطبيعي والطليعي بالقارة الإفريقية، ويمضي الخبير سيد سليم في حديثه قائلاً: بلا شك ما تحقق دليل صحوة وبداية جادة لنهائيات الأزمة التي تعانى منها الكرة السودانية خلال السنوات الماضية والتي أبعدت السودان عن النهائيات لأكثر من ثلاثين عاماً ولكنني أقول بذات القدر إن القادم أصعب بكثير ويحتاج لمضاعفة البذل والجهد لأن النهائيات الإفريقية لها حسابات مختلفة تختلف عن حسابات التصفيات لذلك أقول إن المطلوب أداء تجارب دولية قوية مع منتخبات لها وزنها وثقلها قبل السفر إلى غانا فالاحتكاك القوي والجاد هو السبيل الوحيد لظهور منتخبنا الوطني بالصورة المشرفة خاصة وإننا نعود بعد غيبة طويلة لهذه التظاهرة الإفريقية الكبيرة. واختتم المدرب سيد سليم حديثه بقوله: إن ما تحقق خلال الفترة على مستوى أندية الهلال والمريخ وعلى مستوى المنتخب الوطني بداية لصحوة تدعو للتفاؤل. ما تحقق ليس صدفة أما المدرب المعروف شرف الدين أحمد موسى مدرب المنتخب الوطني (السابق) فيقول: إنجاز المنتخب الوطني ليس وليد صدفة بل جاء نتاجاً طبيعياً للتخطيط الذي بدأ منذ العام 2003م قبل أربعة أو خمسة أعوام تقريباً واستطيع أن أقول إننا الآن نعيش بداية الصحوة بتأهل المنتخب الوطني الأول لنهائيات غانا 2008م بعد انتصارات داوية حققها منتخبنا الوطني على موريوشص، سيشل وعروض قوية أمام تونس هذا بجانب تأهل القمة الكروية الهلال والمريخ أو المريخ والهلال لدوري المجموعات بالبطولات الإفريقية ونجد أن تأهل فريقين من السودان لهذه المراحل المتقدمة من البطولات الإفريقية يؤكد بان هناك صحوة حقيقية تشهدها الكرة السودانية. أعود لأقول إن الإخوة بالاتحاد العام للكرة كانوا يخططون لهذه النقلة وهذه الصحوة من خلال التخطيط السليم للمواسم الرياضية وتعديل بعض اللوائح والقواعد العامة ومعالجة بعض السلبيات. ويمضي المدرب القومي شرف الدين أحمد موسى في حديثه قائلاً: هناك نقطة مهمة لابد من الوقوف عندها وهي استمرارية اللعب التنافسي الخارجي بالنسبة لأندية القمة الهلال والمريخ وبالنسبة للمنتخب الوطني حيث ساهمت هذه الاستمرارية في صحوة الكرة السودانية لأنها أكسبت اللاعبين المزيد من الخبرات. وحول متطلبات المرحلة المقبلة لضمان استمرارية صحوة الكرة السودانية يقول المدرب شرف الدين أحمد موسى: المطلوب وضع برنامج إعدادي قوي للمنتخب الوطني قبل نهائيات غانا فلابد من أداء تجارب قوية مع دول لها وزنها في خارطة الكرة الإفريقية. استمرارية المنتخب مطلب استراتيجي أما الخبير جعفر ضرار فيقول: التأهل لنهائيات غانا دليل صحة وعافية للكرة السودانية التي ظلت بعيدة عن النهائيات لسنوات طويلة بعد أن ظل الفشل يلازم المنتخب طيلة السنوات الماضية واعتقد أن ما تحقق من إنجاز ليس وليد الصدفة ونحن بذلك نكون قد أجحفنا في حق القائمين على أمر المنتخب فما تحقق جاء نتاجاً طبيعياً لتضافر الجهود الرسمية والشعبية ونتاج لمجهود فني وإداري ملموس ونتاج لاهتمام الدولة بالمنتخب خلال الفترة الأخيرة ونقول إن تأهل المنتخب لنهائيات غانا يجب أن يكون دافعاً قوياً لنا للمزيد من التخطيط للارتقاء بمستوى الكرة السودانية حتى نضمن التواجد المستمر بالنهائيات الإفريقية ليس بهدف المشاركة فقط بل من أجل السعي لانتزاع كأس البطولة ولابد لي أن أشير بأن الاستمرارية مطلوبة بالنسبة لمنتخباتنا الوطنية مما يتطلب بدوره ميزانية خاصة للمنتخب. وللإداريين رأي قاطع حملنا أوراقنا وتوجهنا بأسئلتنا إلى بعض القيادات الإدارية بالأندية والاتحادات للوقوف على آراء هذه القيادات حول الإنجاز الذي حققه منتخبنا الوطني بالتأهل لنهائيات غانا 2008م حيث استهل الحديث الأستاذ التجاني أبو سن نائب الأمين العام لنادي الهلال بقوله: سعادتنا كانت كبيرة بالإنجاز التاريخي الذي حققه منتخبنا الوطني الأول بالتأهل لنهائيات الأمم الإفريقية بغانا 2008م بعد غياب طويل وأقول إن التأهل لغانا يمكن أن يكون بالفعل بداية النهاية لأزمة الكرة السودانية والتي تشهد صحوة ملحوظة هذه الأيام بفضل الاحتكاك المتواصل فهناك حقيقة مهمة لابد من الوقوف عندها وهي أن المنتخب الوطني استفاد من الاحتكاك المتواصل للاعبي القمة الهلال والمريخ من خلال المشاركات الإفريقية الأخيرة. ويضيف التجاني أبوسن نائب الأمين العام لنادي الهلال في حديثه بشأن تأهل منتخبنا الوطني للنهائيات ودوره في إنهاء أزمة الكرة السودانية قائلاً: بكل تأكيد نقول أن المنتخب الوطني قد استحق التأهل للنهائيات الإفريقية وما تحقق من إنجاز مؤشر إيجابي لصحوة الكرة السودانية وأقول إنه ليس للصدفة أي دور في الإنجازات الأخيرة الطريفي الصديق: أما الأستاذ الطريفي الصديق سكرتير الاتحاد العام للكرة بولاية الخرطوم فيقول: التأهل للنهائيات الإفريقية هدف ظللنا نتطلع لتحقيقه طيلة السنوات الماضية بعد أن أصبحنا نعيش على ما حققناه من إنجازات سابقة كمؤسسين للاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف). ويمضي الطريفي في حديثه قائلاً: صحيح الكرة السودانية تشهد صحوة كبيرة هذه الأيام وإن تأهل المنتخب الوطني الأول لنهائيات غانا 2008م جزء من هذه الصحوة ولكي يكون هذا التأهل بداية النهاية لأزمتنا الكروية لابد من مواصلة التخطيط والاستعداد بقوة للمرحلة القادمة لأنها الأصعب في تقديري كما أنه لابد من وقفة قوية رسمية وشعبية خلف المنتخب حتى يظهر بالمستوى المشرف في النهائيات الإفريقية العام القادم بإذن الله. التأهل بداية النهاية!! اللواء حقوقي (م) عبد المنعم النذير السكرتير الأسبق للاتحاد العام لكرة القدم يستهل حديثه حول ذات الموضوع بقوله: تأهل المنتخب الوطني لنهائيات غانا يعتبر بالفعل بداية النهاية لأزمة الكرة السودانية لأن التطور الكروي يقاس بتطور مستوى المنتخبات الوطنية، ويبقى المطلوب السعي الجاد لتدعيم الإيجابيات وتجاوز السلبيات وأعتقد أن تأهل أندية القمة الهلال والمريخ أو المريخ والهلال لدور المجموعات للمنافسات الإفريقية دليل دامغ على صحوة الكرة السودانية والتي يجب ألا تتوقف. الإعلام الرياضي له الدور الإيجابي ترى كيف يرى الإعلام الرياضي إنجاز المنتخب الوطني؟ وإلى أي مدى يمكن أن يكون بداية النهاية لأزمة الكرة السودانية؟ يقول الأستاذ عبد الرحمن عبد الرسول مدير إدارة الرياضة بالإذاعة القومية التأهل لنهائيات غانا 2008م إنجاز تاريخي بكل المقاييس ولابد لي أن أحيّ القائمين على أمر المنتخب وأخص بالتحية المشير عمر البشير رئيس الجمهورية والذي أعطى اهتماماً شخصياً للمنتخب وأقول إن ما تحقق من إنجاز يستوجب وقفة التأني ويستوجب التخطيط والإعداد المبكر للمرحلة القادمة فلابد من توفير الاحتكاك القوي للمنتخب الوطني قبل السفر إلى غانا. أما الأستاذ أحمد محمد الحسن رئيس جمعية الصحفيين الرياضية فيقول: التأهل لنهائيات غانا إنجاز كبير جاء بفضل تضافر الجهود الرسمية والشعبية ولابد من وقفة مع الدور العظيم الذي قام به الإعلام الرياضي في عملية الحشد والتعبئة ونقول إن المرحلة القادمة تحتاج لجهد مضاعف وما تحقق هو مجرد البداية فقط والقادم سيكون أحلى مع جيل العجب والبرنس. دور الاتحاد العام للكرة حول موقف الاتحاد العام للكرة من التساؤل الكبير استطلعنا مولانا محمد الحسن الرضي القانوني الضليع وعضو الاتحاد فأجاب بقوله: التأهل لغانا إنجاز تاريخي لا يحسب للاتحاد العام للكرة فحسب بل هو نتاج طبيعي للتكاتف والتعاون الذي صاحب المرحلة الماضية ونقول إن تأهل المنتخب أعاد للكرة السودانية سمعتها ومكانتها في الساحة الإفريقية بعد غياب طويل وحقيقة لابد من الإشادة بالجماهير التي ظلت تساند المنتخب وبالطاقم الفني بقيادة الأخ محمد عبد الله مازدا وباللاعبين الذين بذلوا الجهود وسكبوا العرق حتى تحقق حلم الصعود ونقول إن ما تحقق من إنجاز يعتبر بالفعل بداية صحوة للكرة السودانية والتي بدأت بتأهل الهلال والمريخ لدور المجموعات بالبطولة الإفريقية وتأهل المنتخب الوطني الأول للنهائيات ونتمنى أن تتواصل هذه الصحوة على مستوى المنتخبات والأندية وأن تتواصل هذه الروح وأن يتواصل الاهتمام الرسمي والجماهيري بالمنتخب الوطني وأن يتكاتف الجميع من أجل إعداد المنتخب لغانا. الخلاصة ومن واقع هذا الاستعراض للآراء الإدارية والفنية والإعلامية نجد أن هناك إجماعاً تاماً على أن ما تم من إنجاز لم يكن نتاج صدفة بل بداية لصحوة الكرة السودانية بدأت بتأهل القمة لدوري المجموعات وتواصلت بصعود المنتخب الوطني الأول لنهائيات غانا 2008م بعد طول غياب امتد لأكثر من 30 عاماً. حقيقة ثانية وهي أن المرحلة القادمة تتطلب التخطيط السليم لضمان استمرارية هذه الصحوة حقيقة ثالثة وهي أن الإعداد القوي والجاد والمبكر هو الخيار الأمثل لظهور المنتخب الوطني بالمستوى المشرف بنهائيات غانا وذلك من واقع قوة التنافس بالبطولة الإفريقية الكبرى.
