أخشى أن تكون لجنة الاستئنافات لا تعرف أنها لجنة مستقلة ليس لها علاقة بالاتحاد السوداني لكرة القدم بعد قرار إعلان تشكيلها من قبل الاتحاد، وأخشى أن يكون رئيسها، مولانا سمير دهب يعتبرها واحدة من اللجان المساعدة التابعة للاتحاد تعمل بأوامره وفق ما يريد، لأن ما يدور هذه الأيام في قضية مجدي عبداللطيف لاعب المريخ الحالي وهلال الساحل السابق، يؤكد أن اللجنة غير ملمة بالطريقة التي تجعل شطب اللاعب بخطاب سابق لأوانه قانونياً لا لبس فيه. قبلت لجنة الاستئنافات الموقرة استئناف هلال الساحل شكلاً أي قبضت الرسوم بعد أن قدم الاستئناف في تاريخه المحدد أي بعد 24 ساعة من تاريخ اصدار قرار اللجنة المنظمة ومن ثم رفضت الاستئناف مضموناً وهذا متوقع لأن اللجنة لا يمكن أن تلغي قرار اللجنة المنظمة بعد أن تم تعيينها على أساس تأييد قرارات اللجان المساعدة بالاتحاد العام، ومن حقنا أن نطلق عليها لجنة الرفض بدلاً عن الاستئنافات. وخير دليل على ذلك أن اللجنة ظلت ترفض في كل اجتماعاتها الاستئنافات المقدمة من الأندية ضد قرار اللجنة المنظمة مما يؤكد أن هذه اللجنة تحرص فقط على حماية قرارات الاتحاد العام وقطع الطريق على الأندية المظلومة وأن اللجنة تدرك أيضاً أن الأندية مغلولة اليد غير قادرة على مطاردة مثل هذه القضايا التي تحتاج للمال وتكليف قانونيين لمتابعتها حتى الفيفا. في الموسم الماضي ارتكبت لجنة الاستئنافات الموقرة خطأ قانونياً فادحاً عندما رفضت استئناف فريق النسور ضد قرار لجنة الحالات الطارئة على خلفية الأحداث التي صاحبت مباراة الأهلي شندي والنسور، خاصة وأن لجنة الحالات الطارئة ليست الجهة المعنية بالنظر في القضية وليس هنالك شئ طارئاً يجعل اللجنة تجتمع على عجل لأن المباراة غير مرتبطة بتحديد بطل الدوري ولا الفريق الهابط ومن البديهي أن تنظر فيها اللجنة المنظمة ولكن إدارة النسور امتثلت للأمر الواقع ورضخت لقانون (حكم قرقوش) وأضاعت حقها. أمام هلال الساحل فرصة ذهبية لتعديل الصورة والمضي بقضيته إلى النهاية، حتى يعري لجنة الاستئنافات التي تمثل مصدر حماية لقرارات الاتحاد العام، وأن شطب اللاعب مجدي عبداللطيف غير قانوني، لأن سليمان كير رئيس هلال الساحل الذي سلمه خطاب شطبه قد مات عليه رحمة الله وبيت القصيد عندما تم تسجيل مجدي عبداللطيف في كشوفات هلال الساحل لم يكن سليمان كير رئيساً لهلال الساحل، وها هو عبدالله عثمان سكرتير اتحاد بورتسودان يؤكد في تصريحات صفحية أمس أن خطاب الشطب مزوَّر وليس له علاقة بالمجلس الحالي لهلال الساحل. كان من الممكن أن يواصل الخرطوم الوطني في القضية أيضاً بعد أن رفضت اللجنة المنظمة شكواه ضد المريخ في عدم قانونية مشاركة اللاعب مجدي عبداللطيف في مباراة الفريقين ولكن الخرطوم الوطني استسلم مبكرًا، بالرغم من أنه نادي يضم شخصيات رياضية لها وزنها وخبرتها القانونية وفي نفس الوقت يملك المال الذي يجعله يسترد حقه ويكشف حقيقة اللجنة المنظمة وشيقتها لجنة الاستئنافات. صدق من قال إن الاتحاد العام لكرة القدم مهتماً بكنس آثار شداد أكثر من تطوير كرة القدم وأن ابعاد جميع الأشخاص الذين تربطهم علاقة بالدكتور كمال شداد من لجنة الاستئنافات وتعيين لجنة أخرى يؤكد ذلك، وإذا وجدنا العذر لمولانا سمير دهب الذي كان بعيدًا عن العمل الرياضي لفترة طويلة فمن أين نأتي بالعذر للأستاذ عوض أحمد طه الذي نعتبره واحد من خبراء قوانين الكرة في البلاد، وأخشى أن تكون لجنة الاستئنافات تتخذ قراراتها في حسم القضايا بالتصويت لذلك تأتي عرجاء تمشي على ساق واحد، وما على هلال الساحل إلا أن يتجه بالقضية إلى الفيفا حتى ينجلي الأمر.. ونعرف هل كنا مخطئين في حق لجنة الاستئنافات حتى نعتذر لأعضائها الكرام أم نحن على حق. اللهم أني بلغت فاشهد.