تأهل فريق الهلال السوداني إلى مربع الكبار في أفريقيا مساء أمس إثر تعادله مع مضيفه فريق الرجاء البيضاوي المغربي بنتيجة سلبية من حيث الأهداف وايجابية صعود الفريق بجانب اينمبا النيجيري من المجموعة الأولى والذي انتصر على منافس الهلال القطن الكاميروني في المباراة التي لعبت بذات توقيت مباراة الهلال بهدفين نظيفين ارتفع بذلك رصيد الهلال إلى ثماني نقاط ليحل ثانياً في المجموعة ويتأهب لمقابلة فريق الترجي الرياضي التونسي في مباراتين يجب الاستعداد لهما بصورة جيدة وتلافي سلبيات المباريات السابقة حتى يستطيع الجمهور الذي بذل الغالي والنفيس ليشهد تتويج الفريق بطلاً لدوري أبطال أفريقيا للأندية ويسجل الهلال أول لقب أفريقي في تاريخه. تشكيل الهلال:
المعز محجوب في حراسة المرمى، مساوي، باري ديمبا، أمير الربيع، خليفة، عمر بخيت، التعاون، هيثم مصطفى، اتير توماس، بشة، سادومبا.
تشكيل الرجاء:
طارق الجرموني، شعيب، محمد، عمر ديوب، الرباطي، يس، الصالحي، بايلا، محمد بولحاج، سليماني، كوكو وحسن طير.
الرجاء يهاجم:
وضح منذ بداية المباراة أن الرجاء يريد مصالحة جماهيره بإهداء فوز يطيح بالهلال من المنافسة خاصة وأن الجماهير كانت ساخطة على أداء الفريق غير المقنع والذي لم يستطع أن يحقق آمالهم العريضة في بلوغ النهائي الأفريقي ظهر ذلك جلياً من خلال الضغط على لاعبي الهلال منذ الوهلة الأولى خاصة الدفاعات التي أصيبت بربكة انطلاقة المباراة ومن خطأ في الدقيقة الأولى لدفاع الهلال الذي كان قد نصب مصيدة التسلل لمهاجمي الرجاء كادت أن تكون هدفاً أولاً لولا أن الكرة اصطدمت بالقائم الأيمن للمعز محجوب يتسلمها بعد ذلك وكانت تلك الهجمة الخطيرة الدافع الأكبر لمواصلة الرجاء طرق باب مدافعي الهلال ومحاولة الزحف نحو المعز من التمريرات التي يرسلها الوسط في عمق الدفاع الهلالي الذي لاحت مشكلته في كرات العمق الطويلة التي لا يستطيع مهاجمي الرجاء لحاقها وبرز أيضاً في افتتاحية هذا الشوط اعتماد الهلال على المرتدات ولكن يعيبها البطء من لاعبي الوسط في استثمار الوقت والسرعة لمباغتة الرجاء في مركب محمد الخامس وعاد الهلال سريعاً لجو المباراة وتمكن من الاستحواذ على الكرة والاحتفاط بها في وسط الملعب وعمل على شن المزيد من الهجمات على مرمى الجرموني لكن عدم التركيز والعجلة حالتا دون ولوج هدف مبكر يريح أعصاب الجهاز الفني والجمهور الذي تابع اللقاء.
زمام المبادرة:
مع اقتراب النصف الأول للمباراة من الربع ساعة نظم الهلال صفوفه وبدا في اللعب على الأطراف خاصة الأيمن ومن عكسية هيثم مصطفى قابلها باري ديمبا برأسية مرت بجانب القائم الأيمن في الدقيقة 18 ليعود سادومبا الذي لعب مباراة كبيرة ويزعج الدفاعات المغربية ويعمل على خلق فرص جديدة بأن تكون أهدافاً لكن عدم التركيز عابها وبدا الرجاء بعد ذلك في التراجع قليلاً إلى المناطق الخلفية لمحاولة الحد من هجمات الهلال واعتمد كلياً على المرتدات التي تأتي بسرعة وعن طريق أطرافه يرسل العكسيات التي غالباً ما تشكل خطورة على مرمى المعز.
وعلى صعيد الجانب الهجومي للهلال وجد اللاعب بشة العديد من الفرص خاصة تلك الكرة التي وصلته وحيدًا داخل منطقة المرمى لكنه آثر تمريرها للحارس على تسديدها بقوة في الدقيقة 24 امتلك بعد ذلك الهلال زمام المبادرة ونظم هجماته بشكل أفضل ليستفيد من ركلة حرة مباشرة على رأس ال 18 ويضع الكرة على أقصى يسار الحارس الذي استطاع تحويلها إلى ركنية في الدقيقة 27 من جملة تكتيكية لخليفة الذي أرسلها إلى التعاون الذي كان في وضعية مريحة وعكس الكرة خلف مهاجمي الهلال لتضيع فرصة أخرى كان بالإمكان التسجيل منها لتعود على الهلال في شكل مرتدة سريعة للرجاء وترتكب مخالفة مع لاعب الرجاء في حدود ال 18 ليسدد المهاجم حسن طير أقصى يسار المعز الذي تصدى للكرة في الدقيقة 30 لتستمر المحاولات ويسدد سادومبا نحو المرمى في الدقيقة 35 كادت أن تلج الشباك ونجح الجرموني في افساد تهديفة سادومبا وعاد سادومبا الذي أرهق دفاع الرجاء مرة أخرى ومرر الكرة داخل ال 18 لاتير توماس الذي كان خالياً من الرقابة لكن أبت نفس الأخير إلا أن يحرم جماهير الهلال من هدف محقق ويلعب الكرة بصورة عشوائية مهدرًا فرصة في الدقيقة 38 لينقذ المعز هدفاً أكيدًا في الدقيقة 42 انتهى عليه الشوط الأول.
تبديلات الهلال:
أجرى الصربي ميشو مدرب الهلال ثلاث تبديلات بخروج محمد أحمد بشة، أسامة التعاون، والقناص سادومبا ليحل محلهم على التوالي مهند الطاهر، مدثر كاريكا، بكري عبد القادر ونال اللاعب أمير الربيع البطاقة الصفراء في شوط اللعب الأول في الدقيقة 34.
اللعب في العمق الدفاعي:
أعلنت تسديدة اتير توماس الضعيفة في الدقيقة الثالثة انطلاقة النصف الثاني بمحاولة هلالية فاشلة ليصوب بشة كرة سهلة تصل للحارس الجرموني في الدقيقة الرابعة بدا واضحاً أن الهلال دخل هذا الشوط لضغط الرجاء وامتلاك الوسط وتكثيف الهجمات والعكسيات على أمل أن تحدث إحداها فارقاً في الأهداف ليتمكن المعز من صد تسديدة في المرمى في الدقيقة الخامسة تلتها عكسية خطيرة مرت من رأس الرباطي في الدقيقة السادسة نشط بعدها الرجاء محاولاً فرض أسلوبه ولم يكترث لها لاعبو الهلال ومن ركنية وجدت مساوي الذي حولها رأسية في اتجاه المرمى أمسكها الحارس في الدقيقة 11 تبعتها عكسية للرجاء أضاعها المهاجم والملفت للنظر في هذا الشوط هو اكتشاف الفريقين لعلتهم في العمق الدفاعي فشاهدنا العديد من الكرات التي ترسل في العمق الدفاعي للهلال والرجاء يبعث برسالة واضحة لميشو وجهازه الفني وعلاج هذا الخلل خاصة وأن مواجهة الفريق المقبلة ستكون مع الترجي الرياضي التونسي وما أدراك ما الترجي.
نهاية سعيدة:
أدى خروج المعز في إحدى الكرات التي أرسلت في العمق الدفاعي لتغطية خطأ مساوي وديمبا إلى خطف الكرة من المهاجم وكادت أن تكون هدفاً لكنها مرت بسلام وتحول الهلال بعد ذلك إلى ضغط الرجاء ومن تسديدة قوية لأسامة التعاون مرت أقصى يمين الحارس الذي تنفس الصعداء في الدقيقة 20 انتفض الرجاء بعد مرور ثلث الساعة لكن بدون فائدة خاصة بعد دخول مهند الطاهر الذي حرك الوسط قليلاً ومن تسديدة قوية لذات اللاعب من خارج ال 18 في المرمى ارتطمت بالقائم الأعلى وعادت وحاول سادومبا التسديد نحو المرمى لكن دفاع الرجاء أخرجها في الدقيقة 33 وبعد ثوان معدودات من كرة مهند اصطدمت كرة هيثم مصطفى بالقائم الأيمن لترتفع بذلك حصيلة الأهداف التي حرمها القائمة الذي كان اللاعب رقم 12 في تشكيل الرجاء من ولوج هدف في شباك الجرموني وواصل الهلال تكثيف هجماته لكن الإرادة الإلهية أنقذت الرجاء من أهداف مؤكدة كما وقفت بجانب الهلال وتمكن هيثم مصطفى من تمرير الكرة إلى كاريكا الذي كان خالياً من الرقابة داخل ال 18 وبالقرب من تسجيل هدف إلا أن مدثر تباطأ في التسديد حتى أخرجها المدافع في الدقيقة 39 ليستمر الهلال في شن الهجمات المكثفة لكن من دون جدوى اختتمها هيثم بإضاعة كرة هدف مررها له بكري بصورة محكمة الدقيقة 45 وتنتهي بتلك الكرة حكاية الهلال مع دوري المجموعات لتبدا تفاصيل وسيناريوهات لقصص أخرى اسمها مباريات نصف النهائي والنهائى في حالة تخطي الترجي التونسي ذهاباً واياباً ونتمنى أن تكون نهاية سعيدة.
