تجربة الاحتراف عندنا كما ذكرت في اكثر من موقع مازالت فطيرة وبالرغم من تقادم السنين على هذه التجربة والعشرات من المحترفين الذين انضموا للهلال والمريخ وحذت حذوهم الاندية الاخرى الا ان التجربة لم تنضج بعد والغريب في الامر ان المحترفين معظمهم او كلهم من شاكلة واحدة فهم يطالبون بحقوقهم على دائر المليم وبالمقابل لايعيرون النادي اي اهتمام نعم انهم يتشابهون في كل شئ في تقاعسهم عن التمارين في تأخرهم من الاجازات السنوية او مرافقة المنتخبات واعذارهم واحدة ومتطابقة فالمحترف عندما يصل لانديتنا يجد (الجبانة هايصة) فليس هنالك رقيب او حسيب فيجد ان زملاءه الوطنيين لاتطبق عليهم القوانين واللوائح وعندما يجد الامر كذلك فانه يقلدهم وهو يضمن تماما انه مهما تأخر عن العودة فانه ليس هناك احد يسأله او يحاسبه وقصة المالي تراوري اعادت لي قصة مشابهة وهي قصة الحارس المصري الحضري فالحضري غادر لبلاده فجأة ومكث في مصر فترة ليست بالقصيرة وعاد ادراجه للسودان ووقع تعهدا بمكاتب الاتحاد العام بانه استلم كافة رواتبه من المريخ وعاد لممارسة عاداته القديمة واذكر ان مدرب المريخ في تلك الفترة كان مواطنه المصري حسام البدري وفي احد مباريات الممتاز عاد الحضري من القاهرة ومن مطار الخرطوم الى شندي رأسا وفوجئ الجميع به حارسا للمريخ امام الاهلي شندي بدون تمارين وبلا اعداد وادى مباراة المريخ والاهلي شندي وذابت المشكلة نهائيا ولم يسأل احد الحضري عن اسباب تأخره وهكذا كانت الاحترافية تدار عندنا واستمر الحال على ماهو عليه فقام الهلال بتسجيل المالي تراوري وهو من ناحية امكانيات فنية هو هداف خطير ولكنه كثير المطالب فهل الخطأ في تراوري ام ادارات الاندية عندنا؟ لم يستمر تراوري طويلا مع الهلال سرعان ماقام المريخ بضمه لصفوفه وتكرر نفس سيناريو الهلال والسؤال المطروح ماذا تقول شروط العقد بين تراوري والمريخ فهل لم يلتزم المريخ بسداد مرتب تراوري الشهري ام لديه مستحقات من مقدم العقد فالمعروف ان تراوري غادر لبلاده للمشاركة مع منتخب بلاده وهذا امر منصوص عليه وفق قوانين الفيفا على ان يعود عقب نهاية المباراة ولكنه تأخر كثيرا عن العودة وعاد متأخراً عبر الخطوط الكينية ونقلته عربة فارهة الى مدني للحاق ببعثة المريخ بمدني وطالما سافر الى مدني للحاق بالبعثة فانه ليست هناك مساءلة له وسيواصل نشاطه مع ناديه كأن امرا لم يكن. ادارة المريخ يجب عليها ان تتعامل باحترافية مع المحترفين ويجب عليها ان تفي بالتزامات المحترفين وهل لاتوجد عقوبات في لوائح المريخ. اعود واقول ان تراروي كرر تجربة الحضري بحذافيرها ولا ادري كيف يتم صياغة عقد الاحتراف هل يتم بمشورة قانونية وهل لدى لجنة الاحتراف بالاتحاد العام مسئولية تجاه العقد وهل تقوم بمراجعة عقودات المحترفين لتتماشى مع لوائح الفيفا وغيرها من الاسئلة الحائزة التي لانجد لها اي حلول او اجابات. وسنظل محتارين ومندهشين لما يحدث عندنا فهل نسميه عدم اهتمام اداري بالايفاء بحقوق المحترف ام نسميه شق عصا الطاعة من جانب المحترف؟ ام ماذا نسميه؟. ان مايحدث عندنا في تجربة استجلاب المدربين لايحدث في اي دولة في العالم ومعظم الاندية تجلب المدربين ولاتغدق عليهم المبالغ الخرافية التي تقوم بصرفها على المحترفين وليس هنالك مقدم عقد بالاف الدولارات كالذي يحدث عندنا وليس هناك محترف عمره فاق العشرين عاما الا عندنا فمحترفينا فاقوا الثلاثين عاما والغريب في الامر ان معظم الاندية في العاصمة والولايات وبمختلف درجاتها حتى اندية الثالثة نجد بها محترفين وطبعا كل حسب سعره ولا ادري كيف يصرف محترف 200 دولار في الشهر ويقبل هذا الامر واؤكد بانهم ليسوا محترفين ولكنهم استغلوا طيبتنا وقام السماسرة بتسويقهم وادعوا انهم محترفين ولا ادري كيف يتم التعاقد مع محترف بلا نادي . نعم هذا حدث عندنا وللاسف الشديد. ان تجربة الاحتراف تحتاج لغربلة واضحة في اللوائح والقوانين والايفاء بحقوق المحترف وسن المحترف وامكانياته والاختبارات الفنية التي تجريها للمحترفين حاجة مضحكة جداً ولا علاقة لها بالاختبارات الفنية فمتى تفيق القمة وجميع الاندية من كابوس الاحتراف السالب ؟.