شيحة: الأرباب والوالي رفعا سقف المنصرفات وبعد ذهابهما لم تستطع الإدارات التالية الإيفاء بالإلتزامات أبو بكر مصطفى: على الأندية والمحترفين الإلتزام ببنود العقود الفاتح مختار: الإدارات لا تستطيع معاقبة محترفيها لعدم إيفائها بحقوقهم محمد عثمان الطيب: الجودية أضرت بالإحتراف في السودان استطلاع: عاصم وراق برزت على السطح في الآونة الأخيره ظاهرة تمرد المحترفين اللذين استقدمتهم أنديتنا للإستعانة بخدماتهم على المستويين المحلي والخارجي ولكنهم صاروا يشكلون صداعاً دائماً لمجالس إدارات هذه الأندية وأجهزتها الفنية . وعلى سبيل المثال وليس الحصر توقف محترفي نادي المريخ عن التدريبات وكذلك محترفي نادي الهلال مما أدخل هذين الناديين في حرج كبير خاصةً وأن الموسم التنافسي مستمر مما يهدد هذه الأندية بنزيف النقاط في موسم تنافسي شرس. وللوقوف على مآلات الظاهرة وأسبابها والسبل الكفيلة بمعالجتها قامت (قوون) بإجراء هذا الإستطلاع مع القانونيين ووكلاء اللاعبين من داخل وخارج البلاد وبعض ذوي الصلة بهذا الملف فمعاً عزيزنا القاريء للوقوف على إفاداتهم المهمة في المساحة التالية: إفادة الأستاذ الفاتح مختار المحامي ابتدر الأستاذ الفاتح مختار المحامي حديثه بالإقرار بوجود الظاهره والتي وصفها بالمقلقة والتي تحتاج إلى حل جذري وناجع حتى لا تتكرر وقال: إنه يعتقد أن السبب في تفشي ظاهرة إضراب اللاعبين المحترفين وعدم إنتظامهم في تدريبات أنديتهم ومباراياتها ناتج عن عدم إيفاء مجالس إدارات تلك الأندية بإلتزاماتها المالية تجاه محترفيها، وبذلك لا تستطيع هذه الإدارات وضع لائحة الجزاءات موضع التنفيذ لأنها هي التي قصرت في واجبها ولهذا أستطيع القول إن الخلل إداري في المقام الأول والمعروف أن العقد هو شريعة المتعاقدين وينبغي على الأطراف التي توقع على العقد الإلتزام الصارم ببنوده وفي هذه الحالة لن تحدث نزاعات وبالتالي يتفرغ المحترفون لأداء الدور المنوط بهم أدائه داخل المعلم وتستفيد منهم أنديتهم الفائدة القصوى . وفي ختام حديثه قال الأستاذ الفاتح مختار: إن العقلية الإحترافية في السودان ضعيفة فيما يختص بالتعامل مع اللاعبين وعادةً ما تخضع للترضيات و(الجودية) مما يجعل النادي دائماً في الموقف الأضعف لأن اللاعب لن يفرط في حقوقه ويوصل تظلمه إلى أعلى المستويات بما في ذلك الإتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) فمثلاً إذا لم يصل المحترف من بلاده بعد إنقضاء إجازته السنوية في الوقت المحدد وتأخر في الإنضمام للمعسكر الإعدادي الذي يسبق لإنطلاقة الموسم أو تأخره في زمن التدريبات فينبغي في هذه الحالات معاقبته بالخصم من مخصصاته وحوافزه وهذا لا يحدث في بلادنا لأننا نتعامل بالعاطفة والتي تتنافى مع قوانين الإحتراف والعقد هو شريعة المتعاقدين وهو المرجعية التي يحتكم إليها الطرفان الموقعان عليه. إفادة الأستاذ كمال محمد الأمين المحامي ومن جانبه يقول الأستاذ كمال محمد الأمين المحامي الضليع والذي يعكف على إعداد أطروحة علمية لنيل درجة الماجستير تدور في محور تعاقدات المحترفين في الدوري السوداني بأن المشكلة ناجمة عن عدم إلتزام مجالس إدارات الأندية بالعقود التي توقعها مع محترفيها، وقال: إن البعض يصف عقد الإحتراف حسب طبيعته بأنه عقد عمل وهذا هو التفسير الراجح أما البعض فيعتبره مقاوله . وأضاف الأستاذ كمال قائلاً: العقد هو شريعة المتعاقدين ولا يجوز تعديله أو إلغائه إلا بموافقة الطرفين وهو علاقة بين مخدم ومستخدم أي على المحترف واجبات يجب عليه تأديتها وله حقوق يجب على النادي الإيفاء بها في مواعيدها خاصة الحقوق المالية المتفق عليها وفي حالة إخلال أي من الطرفين ببنود العقد يستطيع الطرف المتضرر إنتزاع التنفيذ من الطرف الاخر بالقانون ولكن وبطبيعة عقودات الإحتراف فقد أعطى المشرع المحترف وسائل كثيرة لإسترداد حقوقه مثل اللجوء للجنة اللاعبين غير الهواة التابعة للإتحاد الرياضي السوداني لكرة القدم وهي الجهة المنوط بها الفصل في مثل هذه النزاعات. أما إذا ما أوفى النادي بإلتزاماته تجاه محترفه فليس من حق اللاعب التمرد على ناديه لأن المشرع أعطى النادي ذات الأشياء التي أعطاها للمحترف من حيث التظلم لدى لجنة اللاعبين غير الهواة التابعة للإتحاد الرياضي السوداني لكرة القدم وهي كفيلة بردع المحترف ومحاسبته على تقصيره. والإتحاد يعتبر طرفاً ثالثاً في العقد . وفي ختام حديثه قال الأستاذ كمال محمد الأمين: إن ما يحدث في بلادنا من تمرد للمحترفين وتغيبهم عن التمارين وبالتالي المباريات يحدث لأن الإحتراف غير مطبق بالصورة الصحيحة والمثلى ونظراً للترضيات والجودية وخلافها من إمور عاطفية لا تمت للإحتراف بصلة. وكذلك مجالس إدارات الأندية تقصر في الإيفاء بإلتزاماتها المالية تجاه محترفيها ولذلك لا تستطيع محاسبتهم ولهذا ندعو لحل هذه المشكلة حلاً جذرياً.
إفادة وكيل اللاعبين محمد عثمان الطيب أما وكيل اللاعبين المعتمد من قبل الإتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) محمد عثمان الطيب السوداني المقيم بنيجيريا فيعزو الظاهرة لضعف العقود التي توقعها الأندية السودانية مع المحترفين لأن مجالس إدارات أنديتنا وهي في غمرة الفرح بالتعاقد مع هذا اللاعب أو ذاك تتجاهل ترك أمر التعاقد إلى وكيل لاعبين معتمد من قبل الإتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) لأن تلك الإدارات تسعى للمكاسب الإدارية اللحظية وإلتفاف الجماهير حولها الأمر الذي يغري المحترفين الذين لا ينقصهم الذكاء بإستغلال تلك الحالة وتوريط الأندية في بنود يصعب الإلتزام بها، ولهذا تحدث النزاعات والإشكالات ومن هنا أقول لمجالس إدارات أنديتنا: عليكم بترك الخبز لخابزه وعدم التدخل في مثل هذه التعاقدات التي يحكمها قانون واضح من قبل الإتحاد الدولي لكرة القدم.
إفادة وكيل اللاعبين أبوبكر مصطفى ويقول وكيل اللاعبين المعتمد من قبل الإتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) أبوبكر مصطفى أن عدم تطبيق الأندية للوائح هو السبب الرئيسي في حدوث هذه الإشكاليات بين الفينة والأخرى وكذلك على مجالس إدارات الأندية لإيفاء بإلتزاماتها تجاه محترفيها لأن المحترف يعتبر أن ممارسته لكرة القدم هي مهنته التي يأكل منها عيش وكذلك يعتمد عليها في إعالة أسرته ويمكن للأندية الجلوس مع المحترفين أو وكلائهم حتى يتوصل الطرفان لصيغة ترضيهما معاً وفي ظل الصعوبات الإقتصادية التي تواجه الأندية يمكن لها جدولة حقوق المحترفين بالتوصل إلى إتفاق معهم وبالتالي التوقيع على عقودات جديدة وهذا ينطبق على المحترف(سوداني أو أجنبي) وبعد أن يفي النادي بحقوق المحترف يحق له أن يستفيد منه الإستفادة القصوى، وإذا لم ينتظم بعد ذلك في التدريبات والمباريات يمكن للنادي معاقبته بالخصم من رواتبه وحوافزه، وقال: إن المحترفين بالدوري السوداني مميزين وسبقتهم إلى السودان سمعتهم وسيرهم الذاتية، مشيداً بصفة خاصة بالمحترفين بأندية الخرطوم الوطني وأهلي شندي ومريخ الفاشر، حيث قال: إن رواتبهم معقولة مقارنةً بنظرائهم في ناديا الهلال والمريخ لذلك تستطيع الأندية الإيفاء بها ولهذا لا تحدث النزاعات. وكيل اللاعبين المصري شيحة يدلي بدلوه أما وكيل اللاعبين المصري شيحة فيعزي مشكلة إضراب محترفي ناديا القمة الهلال والمريخ وتمردهم وعدم إنتظامهم في التدريبات لعدم حصولهم على حقوقهم وذلك بسبب مرتباتهم العالية والمرتفعة، ويقول: إن الرئيسان السابقان للهلال والمريخ الأستاذان صلاح الدين أحمد إدريس وجمال محمد عبدالله الوالي على التوالي قد تسببا في إرتفاع سقف الصرف بهذين الناديين لما يمتلكانه من موارد مالية ضخمة وبعد إستقالتهما وإبتعادهما عن الناديين الكبيرين كان طبيعياً ألا تستطيع مجالس الإدارات التي خلفتهما الإيفاء بهذه المنصرفات الضخمة بما فيها رواتب المحترفين الأجانب، لذلك برزت هذه الإشكالات والنزاعات إلى السطح والمعروف أن اللاعب المحترف لا يجامل في حقوقه لأنه يعتبر ممارسة الكرة كمهنة، وعمر اللاعب في الملاعب قصير مقارنةً بالمهن الأخرى، ولذلك على هذه الأندية الجلوس مع هؤلاء المحترفين والحديث معهم بكل شفافية حتى يصل الطرفان إلى صيغة مرضية. إفادة الأستاذ على الأمين يقولون لا يفتى ومالك بالمدينة لذلك كان لا بد لنا ونحن نناقش مشكلة الإحتراف والمحترفين بدوري سوداني الممتاز أن نأخذ رأي الأستاذ على الأمين رئيس لجنة تسجيلات وإنتقالات اللاعبين التابعة للإتحاد الرياضي السودني لكرة القدم والخبير في مجال تعاقدات اللاعبين، والذي قال: إن اللاعب المحترف متعاقد ويربطه مع النادي المتعاقد معه عقد عمل به واجبات وحقوق , وفي حالة عدم إيفاء النادي بحقوق لاعبه المحترف مما أدى لتوقفه عن التدريبات مع زملائه فهذه الحالة تعتبر مناكفات عمل طبيعية، أما إذا حدث العكس وقام النادي بالإيفاء بإلتزاماته تجاه محترفه ومع ذلك تغيب اللاعب واعتكف بمنزله يكون في هذه الحالة متمر داً ويمكن إيقافه أو تغريمه.. وقال الأستاذ على الأمين: إن قوانين ولوائح إنتقالات اللاعبين تنظم العلاقة بين اللاعبين والأندية ولم تترك شيئاً فقط على الأندية فهم الإحتراف وتطبيقه بصورته الصحيحة.