فخامة الرئيس قال لي: (أنا زول كورنجي والسياسة أبعدتني شوية من الرياضة) مهمتي انتهت بإنشاء الملاعب ووزارة الشباب فشلت في حمايتها فتحوَّلت أوكاراً للجريمة أبوهريرة حسين علي الذي درس علوم الاقتصاد في جامعة أمدرمان الإسلامية ، يعتبر واحداً من الشباب النشطين والمولعين بحب الوطن تحسس خطواته مبكرًا في العمل السياسي والرياضي ، هذا الأخير الذي مارسه بنادي المريخ مع أبوجريشة إبان فترة الرئيس محمد الياس محجوب، كما عمل بالاتحاد السوداني مع البروف كمال شداد قبل أن يعمل باتحاد الناشئين رئيساً لأقل من شهر إلا أن انجازاته في تلك المؤسسة كانت تفوق عدد أيامه. (قوون ) التقت الرجل بمكتبه بالقراند هوليدى فيلا واستنطقته حول الدمار الكبير الذي لحق بثورة الملاعب الخضراء التي اجتهد وراءها كثيراً وتحسر أبوهريرة إلى ما آل إليه حال هذه الملاعب متحدثاً عن الكثير من القضايا المتعلقة بالمجال في حوار له مابعده أفردنا له المساحات القادمة. حوار: محمد سليمان ...عدسة : أشرف كامل قطاع الناشئين روشته الكرة السودانية لتمزيق فاتورة المحترف الأجنبي ملاعب الأسرة الثلاثة أفضل من استاديي الهلال والمريخ بشهادة المنتخبات الافريقية التى شاركت في الشان أبوهريرة نريد أن نتعرف على أصل فكرة ملاعب الناشئين ؟ اتصل بي الأخ عبدالقادر محمد زين وقال لي : نريدك أن تعمل بقطاع الناشئين بمنصب الأمين العام للقطاع بالولاية ،وآنذاك كنت أعمل بنادي المريخ واعتذرت له واستجبت في الآخر للضغوطات التي لاحقتني، وبعد ذلك ذهبت لرئيس الجمهورية بمنزله الذي تربطني به علاقة قوية منذ كنت رئيساً لاتحاد الطلاب بولاية الخرطوم وسد مروي ، وكان معه وزير الخارجية بكري حسن صالح وقلت له : ياريس تم اختياري للعمل في قطاع الناشئين فهل للدولة استعداد لخدمة هذه الشريحة؟ فأجابني بإجابة ادهشتني ، قال: لقد عملت بالقطاع الرياضي ولكن السياسة أبعدتني وأنا زول ( كورنجي.) ووعدني بدعم على مستوى مؤسسي. ثم ماذا بعد ذلك ؟ تمت اتصالات بعدد من الخبراء من الداخل والخارج لتقديم أوراق علمية وكان الملتقى الأول بقاعة الصداقة بغرض الاستفادة من تجاربهم وحقق الملتقى نتائجاً ايجابية إلا أن البعض وجَّه إلينا سهام النقد ،لكن إيماننا بالفكرة جعلنا لا نأبه لهؤلاء وقمنا بتأسيس ملعب المسالمة في أولى ضربات مشروع ثورة الملاعب الخضراء في العام 2007 ولحقتها العديد من الملاعب التي يتابعها الكل بالمحليات السبع حالياً ، بدأنا من نادي الأسرة وملعبي أركويت لتصبح الحصيلة 12 ملعباً، لي فيهم شرف الافتخار ومن ثم ملكنا 700 ملعب لاتحادات قطاعات الناشئين بالمحليات ،وهي مسجلة بشهادات البحث خوفاً من أصحاب النفوس الضعيفة والطامعة فيها حماية لمستقبل الناشئين. هل أنت راضٍ عن ما انجز في عهدك؟ بكل تأكيد راضٍ تمام الرضا فقد وضعنا الخطة بناءً على أربعة محاور نفذنا منها محورين أي بنسبة 50 بالمائة وهي نسبة كبيرة جداً من واقع أنها نفذت من العدم وكنا قادرون على اكمال النصف الباقي بنفس الطريقة التي أكملنا بها العمل في المحورين الأولين ،إلا أن الأقدار حالت دون ذلك، عموماً نجحنا في المحور الأول المتعلق بالبنيات التحتية، وهنا نقصد الملاعب ثم قمنا بتوزيع المعدات الرياضية ممثلة في الزي الرياضي والكور ، لك أخي أن تعلم أننا وخلال هذه الفترة القصيرة قمنا بتوزيع (26) ألف كرة قدم . هناك من يتحدث عن رداءة ملاعب الناشئين ماتعليقك على ذلك؟ سخر أبوهريرة حسين من الحديث عن ضعف جودة الملاعب الذي تم قائلًا: هذا الحديث عارٍ من الصحة فملاعب الأسرة الثلاثة أفضل من استاديي الهلال والمريخ ويمكن أن تقام عليها مباريات دوري سوداني الممتاز، والدليل الإشادات من قبل المنتخبات الأفريقية الزائرة للوطن في بطولة (الشان) التي استضافتها البلاد في العام 2011م، وهذه خير شهادة لنا نعتز بها كثيرًا. من المسؤول عن الدمار الذي لحق بملاعب الناشئين؟ برأيي أن مهمتنا انتهت بتشييد الملاعب على ذلك الطراز الذي شاهدتموه،ولكن كان على الدولة أن تتابع ذلك الانجاز وتحميه، المسؤولية هنا أحمِّلها الدولة ممثلة في وزارة الشباب والرياضة التي كان من باب أولى أن تراعي هذه الملاعب وتصينها بصورة دورية حتى لاتكون وكرًا للجريمة ،لكنها ومع الأسف لم تحرك ساكناً وكان ما كان. أين دور اتحاد الناشئين من هذا العبث؟ أجاب أبوهريرة: اتفق معك في ما ذهبت إليه تماماً وأزيدك بيتاً من الشعر اتحاد الناشئين فقد الأب الروحي له مولانا هاشم هارون أحد أكبر المهتمين بهذا القطاع الحساس قائلًا: إن الناشئين يحتاجون لرجل يعمل بتفانٍ وإخلاص ،مقدمًا مناشدة للمسؤولين بضرورة وضع الرجل المناسب في المكان المناسب . هل السودان قادر على أن يواكب ثورة الاهتمام بالبراعم التي تجتاح العالم من حوله؟ نعم حقيقة ، نحن تقدمنا بخطوات واثقة وثابتة في هذا المجال بدليل تواجدنا في المرتبة الثانية بعد نيجيريا والثالث عالميًا من حيث الكم والنوعية ،وهذا في رأيي تقدم ملحوظ وحق لكل سوداني أن يفخر به طالما أننا تفوقنا على دول يعتقد البعض أنها عظمى إلا أننا تفوقنا عليها في هذا المجال التنموي والمستقبلي . ماهي المشاكل التي تواجه التقدم بالملاعب الخضراء في رأيك؟ المشاكل كثيرة تفاجأت وأنا أسمع أن ملعب نادي الأسرة أحد أجمل الملاعب وأكثرها عراقة مرهون مقابل مبلغ 25 مليون دولار ضمن الاستثمارات لتنمية ولاية الخرطوم ، فهل يعقل هذا ،وأؤكد لكم أن بعض الجهات التي تعمل في مجال الناشئين لا تعرف أن الملعب مرهون، أعتقد أن المسؤولية كبيرة وما لم تجد الاهتمام سيضيع كل ما تم بناءه . لماذا غادرت العمل في قطاع الناشئين؟ الكثيرون يقولون إنني غادرت بمحض إرادتي ويستدلون بالاستقالة التي تقدمت بها ،ولكن سأكشف لك هذا السر ولأول مرة عبر صحيفتكم (قوون) تقدمت باستقالتي مجبرًا بعد أن وجدت العديد من المضايقات والمشاكل و«الكلتشات» التي قصدت محاربتي ،وبعد أن توصلت إلى قناعة بأن البيئة أصبحت غير صالحة للعمل قررت الاستقالة، تخيِّل أن المضايقات وصلت (لأكل عيشي). كثير من المراقبين لهذا الملف يؤكدون افتقاد السودان للتخطيط السليم؟ كلكم تلاحظون الصرف الملياري لنجوم أفريقيا الذين يقصدون الدوري السوداني مع الأخذ في الاعتبار المستوى المتواضع لهؤلاء اللاعبين وكان بالإمكان تفادي هذا الصرف إذا اهتممنا بقطاع الناشئين، لأنه هو روشتة الكرة السودانية لتمزيق فاتورة المحترف الأجنبي. مارأيك في الإعلام الرياضي ؟ على الإعلام أن يلعب دوراً كبيراً في حماية هذه المنشآت بالكتابة عنها ومطاردة المسؤولين عنها حتى نرتقي بهذه الشريحة المهمة في البلد . أحد مسؤولي ملعب أركويت يرفض التجاوب مع مندوب (قوون) فكيف تطالبنا بحماية المنشآت؟ اعترف أبوهريرة بأن هناك دماراً ودمار شامل في البنيات التحتية لملاعب الناشئين والصورة تحكي عن حال ملعب أركويت الذي زارته كاميرا (قوون) قبيل الحوار مع أبوهريرة الذي تحسر عندما رأى أحد مسؤولي ملاعب الناشئين بأم درمان وهو يبيع الماء من الملعب عبر خرطوم لأصحاب البهائم المجاورون للملعب، والملعب يفتقر للمياه. أبوهريرة رفض رئاسة المريخ مامدى صحة هذا ؟ صحيح أن الفرصة وصلتني لقيادة هذا النادي الكبير باتصال بعض أقطاب النادي بشخصي وعرضوا عليَّ رئاسة النادي، ولكني قدمت اعتذاري لهم بحكم أن جمال الوالي صديق عزيز وأخ بالنسبة لي ولا يمكن ل(أبو هريرة) أن يخلفه، واتصل بي جمال في إحدى الفترات لتعييني في القطاع الرياضي لكني اعتذرت للمشغوليات الكثيرة. شكرًا أبوهريرة الشكر لكم أنتم في صحيفة (قوون) على زيارتنا والاهتمام بقضايا الناشئين أمل الكرة في السودان. أتمنى لكم دوام التوفيق وللوطن كذلك في كل دروب الإبداع أنت متهم بإهدار أموال الناشئين للفنانين؟ هنالك مثل شعبي شهير يقول: (الجمل مابشوف عوجة رقبتو) هذا المثل ينطبق على هؤلاء، أنا لم أهدر أموال الناشئين للفنانين كما يقال، ولكن تعوَّدنا في مثل المناسبات الكبيرة أن يكون ضمن البرنامج فنان واستدل على ذلك بغناء شاكيرا في افتتاح مونديال العالم وبطولة الأمم الأفريقية بالقاهرة عندما نزل هشام عباس وسميرة سعيد والعديد من المطربين السودانيين بملعبي القمة والفن والكرة وجهان لعملة واحدة والبقول الكلام دا يبقى ماعندوا علاقة بالرياضة، فالرئيس كان معجباً بالكلام دا، وللمعلومية كنا ندفع لهم حق الترحيل فقط لما تربطني بهم من علاقات.