تفصل الهلال أقل من عشرة أيام على مباراة ذهاب الدور نصف النهائي أمام الترجي والتي ستقام في ملعبنا بامدرمان، وهي بلاشك مباراة كبيرة وتحتاج إلى إعداد خاص وترتيب للأوراق من قبل المدرب ميشو ومجلس إدارة الهلال آملاً في ظهور أفضل وتحقيق النتيجة التي يبحث عنها الهلال منذ سنوات. وفي رأيي أن عادة ترتيب البيت الهلالي لابد أن تبدأ من قائد الفريق هيثم مصطفى والذي يحتاج إلى وقفة خاصة من قبل الإدارة وجمهور الهلال الذي يبدو قادرًا على إثناء القائد من قرار الاعتزال وإعادته من جديد لقيادة الفريق.
لن نقول أن بإمكان الهلال إقصاء الترجي في نصف النهائي القادم ولكن من الممكن أن تلعب الظروف دورها في تحقيق المراد، لأن الهلال الذي كان أفضل فنياً في 2007 و2009 عجز عن تخطي النجم الساحلي ومازيمبي رغم أنه كان الأفضل فنياً عليهما في الدور ربع النهائي، ولكنها كرة القدم، والملاحظ أن الفريقين التونسي والكنغولي حسما اللقب بعد تخطيهما للهلال في نصف النهائي.
إذًا المشهد يتكرر في 2011 ولكن هذه المرة مع الترجي الغريم التقليدي للهلال والذي أصبحت مبارياته معنا لها نكهة خاصة لأنها تحمل عنوان التحدي الكبير، ففي 2007 كان الهلال قد انتقم من الترجي بعد أن أجبره على المغادرة من الدور الأول بعد الفوز عليه بهدفين في أمدرمان والتعادل معه في تونس واحتل وقتها الفريق التونسي مؤخرة المجموعة برصيد خمس نقاط خلف أسيك العاجي.
صحيح أن المعطيات الحالية تمنح الترجي الأفضلية على الهلال بعد النتائج القوية التي سجلها بطل تونس في ربع النهائي واقصاءه للأهلي المصري إلا أن كرة لقدم أيضاً في الوقت الحالي عبارة عن إعداد جيد واستفادة من الأخطاء ويلعب الحظ والتوفيق فيها دورًا كبيرًا.
وسيكون مطلوباً من مدرب الهلال العمل على معالجة الأخطاء الفنية الكبيرة والتي تتمثل في هشاشة خط الدفاع بسبب سوء التنظيم في وسط الملعب وأيضاً ضعف مردود الأطراف، وسيكون الفريق في حاجة إلى عمل جبار من قبل المدرب ولاعبيه حتى يظهر بالصورة المنتظرة في مباراتيّ الترجي.
نثق في وجود لاعبين أصحاب خبرة في الهلال أمثال هيثم وعمر بخيت وعلاء يوسف ولكن المشكلة الأساسية كانت في تراجع مستويات هؤلاء اللاعبين بسبب ضغوطات المباريات والإصابات، فلم يعد علاء يوسف هو ذلك اللاعب الذي يملك وسط الملعب ويضرب يميناً وشمالاً، وزاد الحمل على عمر بخيت الذي أصبح يتحمل تبعات غياب بعض اللاعبين عن مستوياتهم.
وإذا نجح اللاعب علاء في العودة القوية في الأيام القليلة المتبقية فإنه سيمنح وسط الفريق قوة كبيرة، كما يحتاج سيف مساوي أيضاً إلى جلسة خاصة لأنه منذ العودة من الإصابة لم نجده ذلك اللاعب الذي سرق الأضواء في بطولة أمم أفريقيا للمحليين حينما قاد المنتخب وكان أفضل لاعبيه.
أما التنظيم الهجومي في الهلال فيبقى هو المحيير فعلاً، وفي وجود الرباعي سادومبا وبكري واتوبونغ وكاريكا، وجدنا أن هجوم الهلال أصبح عاجزًا ويضيع الكثير من الفرص السهلة في ظاهرة تثير الاستغراب وفي حاجة إلى حلول ناجعة، لأن المباريات الكبيرة في حجم مواجهتيّ نصف النهائي لا تحمل إضاعة هذه الفرص على غرار ماحدث أمام الرجاء في المواجهة الأخيرة.
نحن في انتظار الأفضل من الهلال ونتمنى أن يكون الجميع استفاد من هذا الدرس حتى يصل الفريق لمنصة التتويج الأفريقية.