* قدر للهلال أن يكون الأفضل دائماً في مباريات كأس السودان عندما يواجه المريخ ولكنه بكل أسف يخسر بسيناريو واحد ومحفوظ. * وكما قال مازدا إن مباريات الكأس تكسب ولا تلعب لذلك أصبح في السنوات الأخيرة أن الهلال يلعب والمريخ يكسب. * وهذا ما جعل جمهور الهلال يتحسر كثيراً على تفريط الفريق أمس الأول أمام المريخ المتهالك، جاء المريخ مستسلماً، وجاهزاً لاستقبال الخسارة ولكن قابله الهلال بكرم حاتمي واستسلم له. * وأتعجب من الذين لا يملون من تريد كلمة المجنوبة قالت (لا) وأنا أقول لهم أن المجنونة كانت عاقلة في أمسية الأحد، ولكن الهلال هو الذي قال لا ورفض الفوز. * ومسكينة المجنونة التي أصبحت مثل الحيطة القصيرة، والكل يريد أن يقفز عبرها ويرمي خلفها أخطاءه واخفاقاته مع أن أسباب خسارة الهلال ليست لها علاقة بالمجنونة. * صحيح الكرة نصر وهزيمة وتعادل ولكنها عاقلة وليست مجنونة، تحترم من يحترمها وتدير ظهرها لمن يتعالى عليها ويستخف بمنافسه في الملعب. * كان الهلال أفضل من المريخ في كل شئ، معنوياً وبدنياً وفنياً، وكان المريخ خائفاً من الهزيمة الثقيلة التي ستحل به ولكنه وعلى طريقة الموت المفاجئ كان فوزه على الهلال مفاجئاً. * لعب نجوم الهلال مباراة رفيعة المستوى ورسموا لوحة سريالية في الملعب وفي الشوط الثاني تحديدًا ولكنهم نسوا في غمرة استعراضهم واستخفافهم بالمريخ أن المباريات تحسم بالأهداف وليس بالسيطرة على الكرة. * كان مظهر المريخ غريباً من فرق الروابط ولعب بطريقة (أخنق فطس)، ومع ذلك فاز في أكبر مفاجآت هذا الموسم، لأن هذا الفريق غير مؤهل أو مهيأ للانتصار ولكن نقول قدر الله وما شاء فعل. * وحتى لا نظلم الحكم وديدي الفاتح ومساعده الثاني الذي نام على الخط وتجاهل حالة تسلل ضفر الذي سجل هدف التعادل للمريخ، لأن الهلال كان بإمكانه أن ينهي المباراة منذ شوطها الأول. * وشرف المنافسة يفرض علينا أن نبارك للمريخ هذا الانتصار ونيله كأس السودان الذي يناسبه تماماً على الأقل عرف كيف يفوز وينهي المباراة وأهله لم يصدقوا أن الفريق فاز وبالثلاثة كمان.
* ونحن نقول لهم صدقوا لأن هذه كرة القدم وأن هذا هو حصاد المجاملات التي هزمت الهلال، ولو تعامل الجهاز الفني مع كامل احترامنا له، مع المباراة بالمنطق لخرج فائزاً بخمسة أهداف على الأقل. * خسر الهلال لأنه دخل ضامناً للنتيجة ومستحقراً المريخ ومستخفاً به، وفاز المريخ لأنه احترم الهلال فريقاً كبيراً وعرف جهازه الفني كيف يتعامل مع الهلال. * في الهلال حدث العكس وتعامل فوزي المرضي ورفاقه الكرام بمبدأ أن أي 11 يمكن أن يهزموا المريخ، فانهزمت توقعاتهم وأفكارهم قبل الفريق لأن المريخ الحالي لم يهزم الهلال إنما الهلال هو الذي هزم نفسه. * بالرغم من الأخطاء الواضحة والمجاملات الظاهرة والاقصاءات الفاضحة يأتي من يقول للجماهير أن الحكم قد ظلم الهلال وأن الاتحاد العام يساند المريخ. * كل الظروف كانت في صالح الهلال ولكن الهلال كان عدو نفسه، تعامل باستعلاء مع الكرة وأعتقد لاعبوه أن المريخ جاء ليأخذ المعلوم ويعود، وعندما أدركوا الحقيقة أصابهم الذهول ولم يصدقوا أنهم خسروا. * وكيف لا يخسر الهلال وأن الجهاز الفني يعتمد على سيدي بيه صانع ألعاب والمباريات السابقة أكدت أن هذا اللاعب غير مفيد للفريق ويصر على الجري بعرض الملعب مع أن وظيفته تفرض عليه أن يلعب بطول الملعب. * وكيف لا يخسر الهلال، والجهاز الفني يعتمد على لاعبين بعيدين عن المباريات وبعضهم عائد من الإصابة ولديه آخرين قادرون على تقديم الأفضل ومساعدة الفريق على الفوز. * خسر الهلال هذه حقيقة لا تقبل الجدال ولكن الخسارة ليست نهاية المطاف، والفريق أمامه تحدى قمة الممتاز فعليه أن يفوز ويسعد الجمهور.