قلت أمس في هذه المساحة ان طريق الفوز على مازيمبي هو احترامه بمعنى الاعتراف بقوته والتعامل مع المباراة بجدية، وقلت إنّه اخطر فرق المجموعتين وصاحب أفضل نتائج وافضل دفاع وهجوم، وقلت انه يتميّز بالسرعة واجادة التحول من الدفاع للهجوم ويجيد الهجمات المرتدة التي احرز منها اغلب اهدافه في المراحل السابقة، وحذرت من الاندفاع دون تأمين الظهر من المدافعين أو لاعبي المحور! وانتقدنا الهلال من قبل وقلنا ان هناك خللا كبيرا وان التأهل الى نصف النهائي لايعني انه الافضل بعد ان فشل في العودة بنتيجة ايجابية خارج بلاده بعد خسارته امام مازيمبي وكانو بيلارز، ولابد من وقفة لمعالجة هذه الاخطاء، وقلنا إن مباريات نصف النهائي لا تقبل التعويض لانها تقام بنظام خروج المهزوم! وكنا نتوقع ان يستفيد الهلال من تجربة المريخ الذي خدع من الاعلام الذي رشحه للقب ولكن لا أحد يسمع او يعترف بان فريق الهلال سيعاني امام مازيمبي، وصدق المدرب واللاعبون مايكتب في الصحف من ترشيحات ليس لتخطي مازيمبي، ولكن الفوز باللقب ونسوا أنّ الانتصارات لا تَأتي عَلى ورق الصحف او اعمدة الرأي ولا في الإذاعة الرياضية حتى لوكان المرشح حسن شحاتة أو شوبير أو عصام الشوالي! ويبدو ان لاعبي الهلال ومدربهم اعتقدوا ان الفريق لن يهزم بأرضه فكان التعامل مع المباراة كما شاهدنا في اداء الفريق في مباراة الامس بمنتهى الاستهتار بعد ان ادى الهلال واحدة من أسوأ مبارياته في التاريخ وبالتالي تلقى أكبر هزيمة كان يمكن ان تكون باكثر من خماسية! خسر الهلال واضاع حلمنا لانه تعامل مه مازيمبي مثل تعامله مع أي فريق محلي فأدى المباراة بدون خطة واضحة وشاهدنا اللاعبين وكان أي منهم يلعب بمزاجه الخاص.. خط دفاع مفتوح.. ووسط تائه.. وهجوم لا يرى ولا يسمع فكثرت الأخطاء فسهلوا مهمة الخصم وقدموا له الفوز على طبق من ذهب! جرح كبير سدده الهلال على جسد الكرة السودانية وهو يخسر بملعبه بخماسية ولا اظن ان هناك فريقاً في العالم يخسر قبل النهائي بملعبه بخمسة اهداف وقد تكون رقما قياسيا في تاريخ بطولات نصف نهائي دوري ابطال افريقيا! خسرنا لاننا لا نتعامل بواقعية.. العاطفة تسيطر علينا ولا احد يسمع اي انتقاد.. خدعوا جمهورنا الذي صدق ان الهلال سيكون في كأس العالم حتى اعضاء مجلس الادارة بعد ان قرأنا تصريحاً للمهندس التجاني أبو سن نائب السكرتير الذي قال ان الفيفا مهتمة بالهلال من أجل إنجاح كأس العالم للاندية بالإمارات! مشكلتنا إننا لا ننظر الى تحت أقدامنا حتى نضعها في المكان الصحيح .. ولكنا ننظر بعيداًَ ولهذا نتعثّر في خطواتنا وقد قلت في هذه المساحة بعد صعود الهلال والمريخ الى دوري المجموعات اننا لا نملك فريق بطولات وأن أكبر انجاز يُمكن ان نحققه هو الصعود الى نصف النهائي وقد ايّدني العقلاء وانتقدني أصحاب العواطف! خسارة مرة ومذلة يتحمّلها المدرب واللاعبون ويتحمّلها الاعلام الرياضي الصديق الجاهل ولا عزاء لجمهورنا المسكين الذي جرح ولكن هل نستفيد من الدرس..؟ غداً بإذن الله نعود