لا زال جمهور الهلال يتأسف على الطريقة التي غادر بها هيثم مصطفى كشف الهلال بجرة قلم من الأمين البرير الذي لم يحفظ للبرنس جميل ال17 عاماً التي قضاها في الهلال. وها هو مجلس الهلال يواصل على ذات النسق ويعلن في بيان استغنائه عن ثلاثة من أعمدة الفريق في ردة فعل ليس لها ما يبررها. نحن مع مجلس الهلال من أجل صناعة فريق البطولات التي بشرنا به ولكن نقول لأعضاء مجلسنا الكريم إن البناء لا يتم على انقاض لاعبين خدموا الفريق يافعين حتى وصلوا إلى سن النضج. غابت الحكمة عن مجلس الهلال وبدأ متأثراً بذهاب بكري المدينة للمريخ، في الوقت الذي كان فيه جمهور الهلال أكثر ثباتاً، وقال: إن البرنس بجلالة قدره لعب للمريخ فماذا يساوي بكري أمام البرنس؟ كان على مجلس الهلال أن يصبر قليلاً ويركز على الشكوى التي يرفعها ضد بكري المدينة للفيفا بدلاً عن احباط الجماهير بخبر أكثر احباطاً. قد نجد العذر للمجلس في قراره بالاستغناء عن الحارس المعز محجوب ومهند الطاهر، ولكن الاستغناء عن القائد عمر بخيت يبقى فيه هزيمة لقيم ومورثات الهلال. عمر بخيت الهلال هو القائد اتفقنا حوله أو اختلفنا وكان على المجلس تجديد عقده واحترامه بعد أن أصبح واحد من رموز النادي وأن معاملته بهذه الطريقة تؤكد أن الوضع في النادي ليس على مايرام. ظل كابتن الهلال على مر الدوام محل احترام وتقدير ولكن هذه الخصلة الجميلة في طريقها للاندثار بعد أن أصبح كابتن الفريق يغادر الكشوفات مثله ومثل أي لاعب. وأن الاستناد على قرار اللجنة الفنية في عملية مجزرة كابتن الفريق الأخيرة كلمة حق أريد بها باطل وفيها تناقض كبير للمجلس الذي ظل يفاوض اللاعبين على تجديد تعاقدهم فأين كان قرار اللجنة الفنية المزعوم. يبقى التغيير من سنة الحياة وأن أي لاعب مهما استمر في الملاعب سيأتي اليوم الذي سيغادر فيه الكشوفات مهما كان مستواه ولكن تبقى طريقة المغادرة هي بيت القصيد. فعمر بخيت ليس باللاعب العادي حتى يغادر بهذه الصورة غير الجميلة، وكذا الحال للمعز ومهند الطاهر ولكن الفارق أن عمر بخيت هو قائد الهلال ولا زال قادراً على العطاء. فالهلال ليس المريخ حتى يواصل عملية التنكر لكابتنه وأن الهلال ليس المريخ حتى يستغنى عن لاعبيه بهذه الصورة وأن الهلال ليس المريخ حتى يحرج قائده ببيان ليس له قيمة. طال الزمن أو قصر سيدرك مجلس الهلال أن قرار الاستغناء الجماعي عن اللاعبين فيه ظلم كبير وعدم تقدير لسنين عطائهم وهل يداوي التكريم الذي وعده به اللاعبين الجرح الكبير؟. نقول للكاردينال: إن البناء يتم عبر مراحل وأن الفريق يحتاج لقائد يساعد القادمين الجدد على تثبيت أقدامهم، ويجعلهم يدركون أن النادي يحترم رموزه وعليهم أن يعملوا حتى يصلوا إلى مرحلة ارتداء شارة قيادة الفريق. 11 عاماً قضاها عمر بخيت في الهلال ظل فيه أساسياً ولم يغب عن الفريق إلا بعامل الإصابة والايقاف، بل إنه ظل لاعب المدربين الأفضل ولكن المجلس مع احترامنا له لم يحفظ له هذا الجميل. والرواية التي تداولها الناس أمس غير صحيحة لأن عمر الذي يعرف أن سنينه في الهلال أصبحت معدودة لا يمكن أن يساوم المجلس في إعادة تسجيله. أتمنى صادقاً أن يراجع مجلس الهلال هذا القرار ويتراجع عنه وأن إعادة النظر في أمر القائد لا تعني انكساره لثورة جمهور أو نقد الإعلام بل من أجل الانتصار لقيم الهلال. في الختام يبقى الهلال هو الهلال ولا تسألوني عن موقع المريخ من الإعراب.