أثار الحوار المميز الذي أجراه زميلنا العزيز إبراهيم الجيلي مع عضو مجلس إدارة الهلال المنتخب السيد محمود عبدالكريم ، ردود فعل عنيفة خاصة في وسط الكيان الأزرق بعدما أخرج السيد محمود عبدالكريم الهواء الساخن عبر (قوون) الذي أعرب فيه عن رضائه التام عن سياسة مجلس ناديه الذي هو عضو فيه في الكثير من السياسات. وقد عالج لنا الحوار المثير ذاكرة تماسك مجلس إدارة نادي الهلال المتعاقبة في البدايات، ومن ثم الانهيار واللجوء للمفوضية، حيث بدأ مجلس السيد صلاح إدريس بداية قوية لكن استقالة أمين خزينة مجلسه آنذاك السيد الأمين البرير، قد أحدثت هزة لينهار مجلس الأرباب ذاته باستقالته عندما رشح نفسه لرئاسة الاتحاد العام السوداني لكرة القدم، وبدأ أيضاً مجلس السيد الأمين البرير، متماسكاً ومتجانساً، ولكن استقالات أعضاء مجلس السادة محمد أحمد الكاروري والطاهر يونس وكرار التهامي، أدخلت المجلس في متاهات حتى حسمت المفوضية الأمر بالأتيان بمجلس المهندس الحاج عطا المنان، وقبله قد أتت بالمهندس يوسف أحمد يوسف شيخ العرب، لتظهر نذر الانشقاقات والانقسامات مجدداً بعد حديث السيد محمد عبدالكريم، الخطير الذي شكا من التهميش ليس وحده، بل معه أعضاء آخرون في مجلس الكاردينال المنتخب. هل يحتوي مجلس الكاردينال الأزمة أم تتطور؟ تحدث السيد محمود عبدالكريم بشجاعة وأعلن على الملأ وأخرج الهواء الساخن برفضه الواضح لسياسة التهميش في المجلس تجاهه ومعه آخرين، خاصة فيما يتعلق بجزئية المكتب التنفيذي الذي يصدر قراراته بعيداً عن اجتماعات مجلس الإدارة الرسمية، فهل يتعامل مجلس الكاردينال باحترافية وبديموقراطية ودبلوماسية ويحتوي أزمة ملف السيد محمود عبدالكريم في اطار البيت الهلال والتي نعتبرها ظاهرة صحية في اطار الحراك الديموقراطي في نادي التربية والوطنية؟ وكلنا ثقة بأن مجلس الكاردينال قادر على احتواء الأزمة حتى لا تستفحل وتؤدي لتفتت وتمرد وتقديم استقالات لآخرين يجعلون الطريق ممهداً لطرق أبواب المفوضية مجدداً لإصلاح شأن النادي. يجب أن تكون الشورى مبدأً حفاظاً على تماسك مجلس الهلال يتباهى الأهلة بأن الشورى والاحتكام لصناديق الاقتراع هي التي تأتي بمن يحكمون الهلال، ويجب أن يظل ذلك المبدأ سائداً حتى يحافظ مجلس الهلال بقيادة الكاردينال على تماسكه وشرعيته. لماذا الاختلاف في تنفيذ البرامج تلتئم كل مجموعة ترشح نفسها للوصول لسدة الحكم في نادي الهلال ويتحدوا ويتعاهدوا على برنامج معين لتنفيذه بعد الفوز في الانتخابات، وعندما يفوزون بدلاً أن يجتمعوا لتنفيذ تلك البرامج بحرفية يختلفون ويتناحرون ليخصم ذلك كثيراً من نسيج اللحمة الإدارية التي ستؤثر تأثيراً مباشراً على فريق كرة القدم الذي هو محط كل الأنظار. الاستفادة من التجارب هو ما يوصل للأهداف نعترف بأن العمل الإداري في أنديتنا بمجهودات شخصية رأسمالية، مبيناً على العمل التطوعي، ونقر بأن إداريي الأندية في زمننا هذا يعانون أيما معاناة في توفير متطلبات ومعينات أنديتهم في ظل ارتفاع سعر الصرف، ولكن أيضاً أن التشاور والتحاور والاستفادة من الدروس السابقة مطلوبان بشدة حتى يرتقي العمل الإداري للتطلعات ونسمو به من الانعتاق من جيوب الأفراد إلى آفاق أرحب.