{ حارس المريخ المعروف عصام الحضري إنسان قبل أن يكون حارس مرمى فالإنسان يمكن أن يتعرض لضغوط نفسية وتتراكم هذه الضغوطات حتى تغيّر سلوكه تماماً فالإنسان يولد وهو عبارة عن صفحة بيضاء ولكنه يتشكل وفق التنشئة الاجتماعية والتربية وضغوطات المجتمع، فالمعروف أن حارس المريخ الحضري أو حارس أفريقيا الأول مر خلال حياته الرياضية بالعديد من المنعطفات التي يمكن أن تغيّر في طباعه وتعامله مع الأخرين فالحضري كان ينتمي لنادي الأهلي القاهري بطل القرن وحقق معه العديد من الانجازات المحفوظة بذاكرة التاريخ ولكن وبعد هذا المجد وهذه الشهرة التي استمدها الحضري من هذا النادي الكبير فجأة لاحت له خاطرة غير محسوبة وقرار لم يقف طويلاً مع نفسه وفي لحظة من اللحظات قرر مغادرة الأهلي القاهري إلى سيون السويسري بدون علم ناديه فانقلبت المحبة التي كان يجدها الأهلي من مشجعي النادي تحولت إلى عداء مستحكم ورفض الأهلي كل الرجاءات والوساطات لإعادة الحضري مرة أخرى لصفوف النادي وأكد الأهلي بهذه الخطوة مدى تمسكه بمباديء النادي رغم الفراغ العريض الذي خلفه الحضري في حراسة المرمى التي لم تجد الحارس الذي يملأ هذه الخانة حتى الأن. { بل وصل الأهلي لأبعد من ذلك بل صعّد قضيته مع الحضري إلى الفيفا والتي غرمته آلاف الدولارات وايقاف الحضري لمدة أربعة أشهر وقبل هذه العقوبة سجل الحضري في فريق الإسماعيلي ولم يستمر طويلاً وسرعان ما تحول للزمالك واختلف مع مدرب الحراس محتجاً على وجوده في دكة البدلاء فغادر الأهلي وأخيرًا استقر به المقام في المريخ.
{ وكان خيار الحضري قبل الانتقال أو أمنيته أن يعود لناديه الأم ويكمل مسيرته فيه ولكن ما نيل المطالب بالتمني.
{ هكذا أصيب الحضري بالاحباط ولم يتجاوز هذه المحطة وجاءه شعور بالذنب من جرار انتقاله إلى سيون السويسري هكذا جاءت مسيرة الحضري الأخيرة مليئة بالأحزان والأشجان.
{ ففتح المريخ ذراعيه للحضري وأحسن استقباله وساهم رئيس المريخ في دفع الغرامة المالية المفروضة من الفيفا على الحضري وبعدها تجدد نشاط الحضري وانتهت فترة الإيقاف وعاد لمزاولة كرة القدم مرة أخرى..
{ وبسبب الخلفيات والمشاكل التي اعترضت مسيرة الحضري صادفته بعض العقبات مع فريق المريخ فتارة قال إنه سيغادر عقب سيكافا وأنه يريد الانتماء لنادٍ أوروبي وغيرها وأخيرًا جاء نادي هال سيتي الانجليزي أحد أندية الدرجة الثانية وسمح له المريخ بالسفر للندن لإجراء الاختبارات وبعد نجاحه في الاختبارات لم يوافق المريخ على إعارته للنادي الانجليزي بعد العرض الضعيف الذي قدمه النادي الانجليزي فأصيب الحضري بالإحباط مرة أخرى ووضع شروطاً لعودته للمريخ ولكن مجلس المريخ منحه مهلة محددة للعودة وإلا صعّد أمره للفيفا وعاد الحضري مرة أخرى للمريخ وشارك في مباراة الاتحاد وظهر بمستوى رائع رغم توقفه عن اللعب وغادر مرة أخرى لمصر لظروف أسرية وعاد في الموعد المحدد ولكن الإعلام تناول موضوع الحضري كل حسب رؤيته فأخذ الإعلام الهلالي يهاجم في الحضري هجوماً مكثفاً منذ تفاوض المريخ معه وهي في تقديري بسبب العصبية الزائدة بين الهلال والمريخ والإعلام المريخي والمنتديات أصبحت تهاجم في الحضري كما أن بعض الإعلاميين والمدربين المصريين يحشرون أنوفهم في موضوع الحضري بلا داعٍ ولا أدري هل هي مكايدات أم خلافات شخصية!!
{ نقولها واضحة الحضري إضافة للمريخ وهو لاعب كبير وصاحب خبرة ثرة في الميادين وهو لاعب قائد وشاهدنا كيف يوجه المدافعين وكيف يعمل على بناء الهجمة.
{ كما أن الحضري أضاف لنادي المريخ شهرة كبيرة فأصبح اسم المريخ متداولاً في القنوات الفضائية ووكالات الأنباء العالمية وما يحدث من الحضري كما ذكرنا هي عوامل نفسية فالحضري يجب أن يتركه الجميع ويتلفت لتدريباته فهو لاعب يثق تماماً في نفسه وهذه من أهم عوامل النجاح فهل يهدأ الجميع وتخلو الصحف الرياضية من الهجوم على الحضري بمناسبة وبدون مناسبة فهل يعلم الجميع أن الهجوم اليومي على اللاعب من شأنه أن يدمر قدراته.
{ فالمريخ اليوم مع حضري جديد بعد أن عاد الحضري لصوت العقل وواصل نشاطه مع ناديه وجاء في الموعد المحدد بعد السماح له بالسفر للقاهرة.
{ نتمنى أن يواصل الحضري نشاطه مع المريخ بقوة حتى تلوح له فرصة أخرى للاحتراف الخارجي ومجلس المريخ أكد له ذلك ونتمنى أن يقوم الإعلام الرياضي بنبذ التعصب الشديد لنادييّ القمة وعدم تبادل الهجمات بين بعضهم البعض فإعلام المريخ يهاجم محترفي الهلال والعكس صحيح وهكذا يجب أن يتعامل الجميع مع لاعب الكرة بأنه إنسان وله مشاعر وأحاسيس ويغضب وينفعل ويتمرد وهذا الأمر قادني لنقطة أخرى مهمة فمعظم الأندية في العالم لها اختصاصيين نفسيين لمعالجة أوضاع اللاعبين النفسية وتهيئتهم وهؤلاء الاختصاصيين جزء من الطاقم الفني ودورهم لا يقل عن المدرب والمدير الفني والطاقم الطبي ومدرب اللياقة ومستوى العلاج الطبيعي ولكن هذه الخطوة يبدو أنها بعيدة جدًا عنا فهل نفكر فيها وختاماً أقول للجميع خلو الحضري في حالو.
آخر الأشتات:
{ تعجبني رائعة الفنان الكبير محمد ميرغني التي تقول: