* انتصر الهلال ورفرفت سحائب الفرح تحمل الطل والندي وغنت عصافير الشوق مغردة في الهواء الطلق تشدو بالألق ودفء الحروف وعبق الجمال بعد ان غادر كثيرون المدرجات، فالهلال سادتي لايزال في سجن (باتريك) وكثير من الجمهور تردد دواخلهم قول (جويدة) في قصيدة (جاء السحاب بلا مطر) * مازال يركض بين اعماقي جواد جامح * سجنوه يوما في دروب المستحيل * مابين احلام الليالي * كان يجري كل يوم الف ميل * وتسكرت اقدامه الخضراء * وانشطرت خيوط الصبح في عينيه * واختنق الصهيل * فالهلال جواد سريع العدو يسبق الاخرين ويترك لهم الغبار وإن كان على الكديد المركل.. جاء النصر فارتفعت الحناجر بالاصوات، لقد كان الجمهور يعاني رتابة المباريات السابقة ونتائج الهلال التي لا تسر، فالهلال عود الجميع ان يكون الحصان الاسود الذي يقارع الكبار افريقيا. كالاهلي القاهري والترجي ومازيمبي والرجاء البيضاوي ويدخل الحلبة ويترك للآخرين الخوف والجلبة والانزواء حتى اصبحت اجهزة (الميديا) تررد اسمه ويصل الى مراحل متقدمة في البطولة برغم حجبها عنه لظروف خاصة بأهله أو بأيدٍ خفية قلبها اسود من الليل البهيم. تعترض طريقه وتسعى لهزيمته بشتى السبل، وللأسف تحقق هذه الفئة النجاح وتنام مطمئنة البال وكأنها تفعل الخير المحض!! * تحسن أداء الهلال في هذه المباراة وظهرت مهارة (كيبي) وبانت فراسة الكاردينال وهو يسجل الجوهرة بحق فيصل موسى، وانتصر الهلال وهذا هو المطلوب، وأضاع اهدافا كثيرة كان يمكن ان تجعل لاعبيه يذهبون لزنزبار من اجل السياحة وأداء الواجب ولكن الآن لا نضمن الصعود مع هذا المستوى المتواضع، ويجب على إعلام الهلال الا ينفخ بالون الاطراء حتى لا يقع منطاد الهلال براكبيه فنفترش الحسرة والندم، ومن يكتب ويقول ان الهلال قد صعد فليراجع مايكتب فنحن لانزال ننتظر الشوط الثاني ونخاف من التحكيم والخوف الاكبر من نظريات باتريك التدريبية بدءا من الشقلبة والبطء وأخطاء التمريرات القاتلة والفراغ الذي يكون احيانا ظاهرا في وسط الهلال وحكاية (التوهان)!! * ونحن بالحق نفتقد هلال اللمسة الواحدة والجماعية وجمال الأداء وقوته، فالمباريات الافريقية غير مضمونة، فهنالك الكثير من الفرق تهزم بأخطاء قاتلة أو تهزم بأخطاء التشكيل او الخطة والاداء أو تغير خانات اللاعبين أو اللياقة التي كثيرا مايفقدها اللاعب السوداني أو التحكيم او الظروف الاخرى او ماوراء الأكمة. * والهلال لايزال في الشوط الاول والشوط الثاني لم يبدأ بعد ولهذا فعلى الاخ مصطفى النقر إرجاع الامور الى نصابها حتى يعزف الهلال لحن (ام كيكي) وهي موسيقى سودانية خالصة لفريق كي ام كي ام ونختتم بمربوعة لشاعر الهلال: * هناك اعزفوا ام كيكي واخلفوا الكية * لا تفرطوا في النصر وتعملوا النية * في جمر الهزيمة اقلوهو زي الشية * ده اياهو الهلال السيرتو دايما حية