* متخطياً كل الصعاب والمتاريس عبر المريخ مساء أمس بالقلعة الحمراء منافسه العنيد عزام التنزاني بثلاثية نارية حارقة في اياب تمهيدي دوري رابطة أبطال افريقيا . كانت كافية ليضع الأحمر الباهي قدميه بارتياح في الدور القادم دور ال32 للمسابقة. * ورسمت الجماهير المريخية لوحة زاهية الألوان ، عميقة المعني ، وبددوا كل مخاوفنا بالتشجيع والمؤازرة طيلة زمن اللقاء وإن خفت صوتهم قليلاً بعد ضياع ركلة الجزاء من الغاني اوكرا ، ولكنهم كانوا اللاعب رقم واحد قبل وبعد المباراة ،وامتلأ الملعب بحشود خرافية غير مسبوقة في تاريخ المباريات الافريقية حيث لم يكن هنالك موضع قدم لله دركم ايها الصفوة. * كان المريخ في الموعد تماما وقدر لاعبوه المسؤولية الملقاة على عاتقهم ، وقدموا مباراة للتاريخ وأقتلعوا نصراً «حمرة عين ورجالة» من فك المنافس المتغطرس ورموه في مزبلة التاريخ ، في تأكيد صريح على أن المريخ قادر على فعل المستحيل متى ما ادى لاعبوه بروح الفنلة الحمراء . * أفتتح الثلاثية اللاعب بكري المدينة في الدقيقة العاشرة للمباراة من هجمة منظمة قادها الغاني اوكرا عن طريق الجهة اليمنى لفريق عزام ولعب كرة عكسية امام المرمى قابلها اللاعب وسط غابة من السيقان حولها داخل المرمى يمين حارس مرمى عزام بكل «حرفنة» مفارقاً برج نحسه والذي لازمه طويلاً ، في تأكيد على موهبته كمهاجم صندوق والتي حاول الكثيرون التأثير عليه ولكنه رد عليهم بهدف ولاأحلى. * وكان الهدف الثانى بضربة رأسية محكمة من اللاعب «الراجل» أحمد عبدالله ضفر من عكسية الغاني كوفي ليضعها يمين الحارس التنزاني ليشعل المدرجات من جديد وذلك في تأكيد واضح على أفضليته ،والتي أكدها مراراً وتكراراً ورد عملياً على مدربه والذي ركنه بدكة البدلاء كثيراً ،ورفض سفره مع البعثة لدارالسلام في مباراة الذهاب في تجاهل غير مبرر لأفضل لاعبي الخط الخلفي بالفرقة الحمراء ليس لأنه أحرز هدفاً في مباراة الأمس ، ولكن لغيرته وحماسه في الذود عن شعار المريخ بعيداً عن الجوانب الفنية التي صاحبت اداء اللاعب فهو كغيره من اللاعبين يخطئ ويصيب وله ايضاً سلبيات كثيرة وعيوب واضحة ، ولكنه قادر على تعويض هذه النواقص بفدائيته وبسالته وغيرته. * ونجح الكيني الآن وانقا في احراز هدف التأهل الغالي من الركنية التي نفذها بالمقاس المصري ايمن سعيد في الدقيقة (90) من عمر المباراة والتي لعبها رأسية يمين الحارس التنزاني صورة كربونية من هدف اللاعب ضفر * الثلاثية كانت كافية جدا لعبور المريخ للدور القادم «32» مفارقاً عتبة الدور التمهيدي ، وهو الوضع الصحيح للأحمر الوهاج ، وهو مايتسق مع تاريخه الطويل في البطولات الافريقية ، وكان خروجه العام السابق كارثة الكوارث في وضع كان غريباً وشاذاً للفرقة الحمراء. * أذًا الفريق حقق المطلوب منه وزيادة ، وفاز وأكد جدارته وعبر للمرحلة القادمة والي هنا أنتهي الامر ويجب أن تتوقف الافراح فوراً وكفى فرحة الانصار بالامس والذين أحتلوا كل شوارع أمدرمان وسهروا حتى الصباح ، فيجب الاهتمام بقادم الاستحقاقات وأولها مباراة الأهلي شندي الجريح بالدوري الممتاز يوم الاربعاء القادم والمقامة بمدينة شندي ومن ثم الاستعداد لمواجهة الفريق الانغولي كابوسكورب في إياب دور «32» وستقام المباراة بالقلعة الحمراء بعد نحو اسبوعين من الآن وهو موعد قريب جداً ، وكان الانغولي قد تأهل بالأمس على حساب فريق ليديا البورندي بعد ان فاز عليه بهدف دون رد بلواندا ، وهو فريق كبير وأفضل فنياً من الفريق التنزاني فمعروف عن المدرسة الكروية الانغولية عراقتها وتميزها على المستوى الافريقي ، وتجارب المريخ مع الاندية الانغولية غير مبشرة، وهو مايجب الانتباه له ويؤكد أهمية الإعداد الجيد للمواجهة المنتظرة. آخر الاشياء * نهدي جمهورالمريخ الغالي هذه الكلمات للشاعر المريخي الراحل المقيم محمد عبدالقادر كرف * عشت يامريخ موفور القيم ناهض العزة خفاق العلم * خطوك الوثاب في ركب الامم جناح النسر يجتاح القمم * عشت للنيل على شطآنه قوة تدفق فى شريانه * سل تاريخك من احضانه سلسلاً يجري على وديانه * نجمك الخفاق في جو السماء صنعته من خافقى او دمائي * واذا ناديت الفيت ندائي باسمك العذب رددت غنائي * يافتى المريخ في عينيك عزم وبهذا العزم للعليا تسمو * وعلى صدرك في المواكب نجم ووراء الغد نصر لك ضخم * ثب الى الذروة رفاق الجناح وتألق في الميادين الفساح * وانطلق اشبه شئ بالرياح بالكفاح الحق والجد الصراح * خذ طريق المجد في حزم وقوة واقسم الدهر ولاترهب عنوة * واسق اخوانك من صفو الأخوة كلما لاقيتهم باسم الأخوة * يافتى المريخ حقق للغد نهضة تبقى بقاء الابد * واذا صحت فقل هذي يدي قد بنت صرحى وشادت معهدى