* يتميز رئيس الهلال أشرف الكاردينال بالجرأة وحب المغامرة . وكل الذين عاشروا الرجل في حياته العملية يؤكدون ذلك .. * وقبل ان يصبح الكاردينال رئيسا للهلال كانت له اكثر من خطوة غريبة او جريئه حيث كان من القلائل الذين دفعوا مبالغ كبيرة في التسجيلات ويكفي ان نشير لاعادة قيد مهند الطاهر والذي تكفل به حيث دفع مبلغ 800مليون .. * أشرف الكاردينال اعلن في الانتخابات التي لم ينجح فيها بانه سيبني الجوهرة الزرقاء حتى ولو سقط في الانتخابات .. ولكنه لم يتحرك بعد ذلك وكأنه يريد ان يكون الامر في عهده .. * في بداية الموسم ركز الكاردينال على الفوز بدوري الابطال وبناء فريق يهز الارض تحت اقدام سادة القارة السمراء واخذ الكاردينال الجماهير معه نحو هذا الحلم ولكنه اكتشف ان كرة القدم النشاط الانساني لا يملك ان تبني عليه قرارات كبيرة لانها اسمها المجنونة و تدار بافكار ورؤوس واقدام غيرك ! فعاد الكاردينال مرة اخرى لحلم الجوهرة الزرقاء وبدأ في الخطوات الفعلية بالاجراءات الهندسية الاولى وفحص التربة .. * وقبل ايام تحدث الكاردينال عن تكفله بربع قيمة البناء وطالب الحكومة بالمساهمة بجانب جماهير الهلال لاكمال هذا المشروع .. ولكن كانت المفاجأة الكبرى في خطبته الحماسية الاخيرة عندما أكد على تكفله بكامل نفقات بناء الجوهرة الزرقاء والتي تصل الي اربعة ملايين دولار !! * وفي احتفال المجلس امس ببداية عمل المشروع من داخل نادي الهلال اكد الكاردينال ان شريكه الوحيد في هذا العمل هو العم شبشه في اشارة واضحة الى عدم دعم الدولة او الاقطاب او حتى اعضاء مجلسه ماديا له ! * نعود بالذاكرة للوراء ونستعيد فكرة بداية العمل في استاد المريخ حيث بدأت الفكرة بدعم من سفير السودان في الهند في ذلك الوقت السيد عبد المحمود عبد الحليم والذي كان له نشاط كبير وملموس في المجال الاقتصادي وكان سببا في دخول شركة بترول هندية قامت بالتبرع لنادي المريخ بمبلغ مالي كبير وبتوجيه من السفير ليبدأ المشروع بمقصورة الشركة الهندية ! * ثم توالت الاحداث ليتوسع المشروع دون ان تخرج تفاصيله المالية حتى الآن في مؤتمر صحفي او جمعية عمومية او حتى ميزانية .. وأتذكر ان اعضاء لجنة المنشآت بقيادة همد الذي اصبح لا يقبل كلمة في السيد جمال الوالي وفي حوار معنا وانا والزميل ياسر قاسم في صحيفة المشاهد قالوا انهم لا يعلمون شيئا عن اموال المنشآت ! * ودون ان نملك مستندات لان الحصول على المستندات في السودان أقرب للمستحيل فاننا نقول ان ملعب المريخ قام بدعم اساسي من الدولة لان المنطق يقول ذلك .. فهذا البناء الذي كلف ملايين الدولارات لا يمكن ان يكون قد هبط من السماء كما ان رئيس المريخ لا يملك من القدرات المالية ما يجعله قادرا على بناء الملعب والصرف على فريق الكرة بهذه الطريقة ! * وبنفس القدر نقول انه من الصعب جدا على الكاردينال ان يقوم بالصرف على فريق الكرة ومتطلبات الهلال الادارية الاخرى وفي نفس الوقت يبني الجوهرة الزرقاء خلال تسعة اشهر حتى ولو كان الصينيون سحرة كما قال احدهم للكاردينال !! * نحمد للكاردينال حماسته ونحمد له رغبته في التصدي لهذا المشروع الكبير وحده ولكننا نقول له ان الواقع يؤكد صعوبة هذا الامر من ناحية ومن ناحية اخرى فان من حق جماهير الهلال ان تساهم في هذا المشروع ومن حق الكاردينال رئيس الهلال ان يدعو الدولة للمساهمة في هذا المشروع كما ساهمت في مشروع بناء استاد المريخ او علي الاقل تتحدث لنا رسميا عن عدم دعمها للمريخ في المنشآت لنبحث بعد ذلك عن السحر الذي تم استعماله في بناء هذا الملعب! * هناك فرحة طاغية وسط جماهير الهلال الآن ببشريات البناء والوعود التي كادت ان تصبح في الواقع بعد اعلان الكاردينال بداية العمل .. ونحن لا نود ان نصادر فرحة الجماهير فهذا حقها ولكن الاعلامي يجب ان يكون مختلفا في تناوله للامر خصوصا اذا كان متعلقا بمشروع كبير مستصحبين معنا التجارب السابقة التي علمتنا الحذر فالاخ صلاح ادريس كاد ان يهد ملعب الهلال وينتقل للصالحة ولكن ارادة الهلال وعنفوان الرد حفظا الهلال من كارثة هدم الاستاد خصوصا بعد ان ترك الارباب الهلال في ظروف مالية صعبة دون ان ننكر مساهماته المالية الكبيرة قبل ذلك ! * كما ان البناء غير المخطط او المدروس جعل الهلال يدفع ثمن بناء عشرات الدكاكين (هدما) بعد ان غادر البرير صاحب الفكرة كرسي الرئاسة ! * وفي عهد الكاردينال نفسه فاننا سمعنا بالعديد من المشاريع ومنها قناة الهلال ولكنها لم تر النور .. كما اننا ما زلنا ننتظر المؤتمر الصحفي وتوقيع عقد الثريا خصوصا وانه يمكن ان يساهم في بناء الجوهرة ويدخل الاطمئنان في القلوب لان وجود ثلاثة ملايين دولار في الموسم تجعل الانجازات اقرب للتحقيق .. * نقول شكرا للكاردينال على الخطوة الاولى ولكننا نتمنى دراسة كل الخطوات القادمة بناء على الواقع الاقتصادي وبعيدا عن اي حماس او لحظة عاطفة يمكن ان يدفع الهلال ثمنها غاليا !!