(1) في مسجد وسط المدينة صلينا العشاء ، في الركعة الثانية وحين تلا الامام الآية الكريمة ( لهم فيها ما يشاءون ولدينا مزيد) كدت الهث من فرط النفح الرباني وعطاء الخالق للمخلوق ..يا بني آدم كل ما تشاء هو لك بين راحتي يديك ...كل ما يمكن ان يطوف فوق خيالك البشري المحدود...ومن فوق ذلك فان هناك المزيد...تمنو القصور..او اطمعوا في الطيبات من مأكل ومشرب ...والله يدخر لنا اكثر من ذلك..فسبحان الله ..والحمد لله . (2) ورحل الخال...رحل الابنودي.....حراجي القط ..الاسمر النبيل...اذا كان اخوتنا المصريون تعودوا ان يتبادلوا مع اشقائهم السودانيين كلمات المجاملة فالابنودي كان يحب السودان من كل قلبه ، ويصرح بحبه لمعشوقه السودان وحبيبته الخرطوم...الابنودي الذي كان يفتح قلبه قبل بيته لمبدعي السودان ويتبادل معهم رفقة صديقه الراحل احمد فؤاد نجم النكات والمؤانسات ...كان صديقاً للقدال وحميد وازهري والعديد من مبدعينا...رحل وفي حلقه رحيق من قصيد...وترك لنا حنجرة ماجدة الرومي تصدح ...انا كلما اقول التوبة يا ابوي . (3) البعض رسخ في ذهنهم ان الشتم والردحي هو الكاسب والجالب في ميادين الصحافة الرياضية...انهم من يبيعون الصحيفة...وانهم نجوم المسرح....والآخرين هم الكومبارس...اسعدهم اكثر التعبير السخيف القميء...عمود سخن..وعمود بارد...والجمهور عاوز كده ...كان الشعب الطيب الحبيب غير جلده وباتت تطربه الشتائم..ويبهجه التلصص على اسرار الكبار وحيواتهم الشخصية...هؤلاء المساكين عليهم ان يتذكروا ان من سنَّ سنة سيئة فعليه وزرها..ووزر من عمل بها...وان هناك اقلاما قد يحتاجها البعض...لكنه لا يحترمها (4) مساوي يأتي من الخلف...والحصة بالقدم...في كراسة الرابطة كوستي مساوي يأتي من الخلف..الحصة بالرأس...في كراسة سانغا الكنغولي ....في آخر الكنبة...كاريكا..كيبي...بشة..نزار...بانتظار التسميع حصة مساوي الهجومية..مسحت من كراسة الاعلام...اخطاء حصة الدفاع (5) الايادي السودانية تعودت السلام...والمطايبة..والمقالدة...فمن اين لها هذا العنف ...تقتيل...وذبح...وعنف غريب ومستهجن...شابة في عمر الزهور في عطبرة استعدت للحياة....فاهداها احدهم موتاً قبيحاً...ومد مبتوت ضمير يديه الغاشمة الى شافعين يافعين في عمر الزهور في قرية ام مرحي...ذهبا لجلب الحياة الى الماشية...فتم ذبحهما قرباناً للموت المجاني...وفظاعة النفوس المريضة...من يعبث في تركيبتنا السمحة...من (6) نتسلى بعشقه ونتغنى....هو السكن والملاذ..نادي الوطن..والمواطن والوطنية..نادي الحراك..والسكون...التصوف والانعتاق..الهلال السوداني..محجة نهرع اليها....ففيها يتجسد العشق الصافي...ومعنى الانتماء...والسعادة في اظهر تجلياتها . (7) هناك غسيل كلى...وغسيل عدة...وغسيل ملابس...والاولى قطعاً غسيل الدواخل...اغسلوا دواخلكم كل جمعة بتلاوة سورة الكهف...فانها تهييء الروح لمشاوير قادمة..وتمنح الفؤاد دفقاً ايمانياً عالياً...فيندغع الانسان في دروب الحياة..مديد البصر..والبصيرة .