* صبت الصحف االرياضية التونسية في الايام الفائتات جام غضبها على لاعب الترجي المحترف الكميروني نيانغ واتهمته بتراجع المستوى وضعف المردود في المباريات المحلية والخارجية وحملته ضعف النتائج في اكثر من مباراة آخرها مباراة المريخ التي خسرها الترجي بهدف بكري المدينة . * الاحتراف في تونس له مقاييسه الخاصة ، فتونس مثلها مثل رصيفاتها من دول شمال افريقيا ظلت على الدوام حظيرة تفريخ لكبار نجوم القارة الاوربية من امثال زيدان وبن زيمة وغيرهم واذا كان هؤلاء قد عمت شهرتهم الآفاق فيجب الا ننسى ان الدوري الفرنسي والبلجيكي والالماني محتشد بالنجوم من ذوي الاصول العربية المغاربية ، وبناء عليه فان دول تعهدت مصانعها الكروية بانتاج افضل الخامات البشرية لابد وانها تتأنى وتحسب الخطوة تلو الخطوة قبل التعاقد مع أي محترف اجنبي . * وقياساً على ما سبق فان التوانسة لا يحتملون وجود محترفين لا يقدمون الاداء الفارق والمفيد والمختلف الذي احضروا من اجله ، انهم ليسوا مثلنا يا سادة ، حيث يرتع في ملاعبنا انصاف المحترفين ومغموري افريقيا ممن لا يأنف احدهم ان ينتقل من اندية القمة الى ناد يدفع له بالكاد راتباً يكفي لاحتياجاته الانسانية . * هؤلاء قدموا بواسطة سماسرة من اجل العيش هنا ، ولا مانع - ان سمح الحظ - بالخروج ببعض اوراق البنكنوت من العينة الخضراء ، ومن يجد الشطة في الجو فلا شيء يمنعه من العطاس . * اسوق هذا لاحذر المريخاب من محترفي الترجي ، تحديداً نيانغ ، الذي يعي جيداً ان مستقبله مع فرقة الترجي مرهون بتقديم اداء جيد في مباراة المريخ ، والاداء الجيد في عرف المهاجم ، ومن يترصد المهاجم ، يتمثل في ان تتهادى الكرة نحو الشباك . * نيانغ لاعب صاحب قدرات عالية ، لذا سعى الترجى لاستقطابه وحصل عليه ، وبالتالي فانني انصح مدرب المريخ – ان كان هناك من يصغي – بعدم الاعتماد على السلبية التي ظهر عليها في لقاء الذهاب بام درمان . * ظني ان اللاعب سيجتهد ، وسيجن جنونه من اجل ارضاء مشجعي الترجي المتعصبين الذين ازعجتهم نتيجة لقاء ام درمان للدرجة التي اخرجتهم عن الوقار والرصانة المطلوبتين في التعامل مع المنافسين بحيث احتشدت فضاءات الاثير في مواقع الانترنت بشتائم ومقولات تطفح بالعنصرية والغلواء ولا تليق بالاخوة والعروبة التي تجمع بين السودان وتونس . * الامر ذاته ينطبق على المحترف الغاني هاريسون افول الذي كانت جماهير الترجي تتغنى باسمه وتعتبره من مصادر قوة الفريق ومفتاح من مفاتيح انتصاره على المنافسين ولم تعد حتى تجامله بالتصفيق ، وضمته الى رفيقه الكاميروني نيانغ في سيمفونية النقد اللاذع التي وصلت حد مطالبة الادارة بالتخلي عن اللاعبين واستبدالهما بمحترفين اكثر جدارة . * ارجو ألا يصحو نيانغ من سباته التهديفي في شباك جمال سالم ، وان تستمر معاناته التهديفية وان حصل العكس فقل على الاحمر السلام . * الله يستر على فرقة المريخ من صحوة نيانغ وافول وارجو الا تكون فرقة المريخ بساطاً لصلح يعقده اللاعبون مع الجماهير المتعطشة للثأر من هزيمة ام ردمان . هتاف أخير لما امشي معاكا خطوة...ببقى زي ملتاع وخايف.. خايف الانفاس توقف...تحرد البسمة الشفايف.. كل خطوة معاها آهة ...آهة تنهيدة ..ومخاوف.. من زمن يسرقني منك..او تسوق ظني المواقف ..