* مزيج غريب من الأحاسيس انتابني يوم لقاء إياب الأزرق مع سانغا الكنغولي فقد اختلطت مشاعر الفرح مع مشاعر قلق كاسحة وأنا أرى هلالاً لا يسر الناظرين ولا يبدو من هيكله وبنيته أنه قادر على المضي إلى الأمام . * واحدة من عيوب النصر - أن كان للنصر عيوب - أنه يغيب حقيقة الضعف والتردي الواضح في الأداء فلا يزال هلال الناس ماسخاً مسيخاً ليس له طعم ولا نكهة، لعب عشوائي، أفكار كروية بدائية وفطيرة، تمريرات على قلتها غير مركزة ولعب طولي من مراكز الدفاع إلى الهجوم يعيدك القهقرى إلى مباريات الحواري الغاشمة. * حتى أصحاب الخبرة من لاعبي الأزرق فقدوا فيما يبدو شهية الإمتاع، والرغبة في تقديم الأفضل وباتوا أشباحاً يجرجرون أرجلهم وكأنهم جند مساقون إلى حلبة القتال بلا دافع ولا حمية. * ومن ينظر إلى كاريكا يستغرب في فاكهة الأزرق التي فقدت بريقها، ويبدو على سيماء اللاعب أن في نفسه شيء من حتى، وحسرات على شيء ما، والحال ينطبق على غيره من الحرس القديم في الكتيبة الزرقاء . * درب الهلال الممهد في البطولة الأفريقية يجب ألا ينسينا فقر الدم الذي تعيشه الفرقة، فلا الدفاع مطمئن بارتكاب مساوي لذات الهفوات، وعشوائية أتير توماس ومعاوية فداسي والأداء التقليدي للمحترف سيسيه والذي كل حيلته تطفيش الكرات دون أي فكر كروي مفيد. * وفي الوسط فإن الشغيل لا يزال يمارس ذات الرعونة والأداء غير المنضبط كما أن نزار يبدو منشغلاً بالعروض التي تنتظره ومغازلة الأشقاء الحمر وماذا سيحل به في مقبل الأيام؟. * المهاجم كيبي ليس بقامة الأزرق ولا هو بذلك المهاجم المرعب الذي انتظره الأهلة، لاعب بلا حلول ولا مهارات، ضعيف في التخلص من المراقبة، ولو اكتسب محمد عبد الرحمن ناشيء الأزرق خبرة أكثر وعززت في داخله دوافع العطاء فمن المؤكد أنه سيفيد الفرقة أكثر من كيبي العادي. * قلناها كثيراً، الأزرق ليس بعافية، بات خصماً سهلاً يبحث عن النقاط في الدوري وهو الذي كانت منازلته تمثل لكل أندية الممتاز بما فيهم الوصيف الخفيف عبئاً ثقيلاً وبعبعاً كل أمنياتهم تنحصر في أن يخرجوا من أمامه بأقل الخسائر. * وبالأمس حصلت النتيجة المتوقعة وتعادل الأزرق في ملعب النقعة أمام مريخ الفاشر، قدم الأزرق مباراة فاترة بلا ملامح فحصد ما زرع وذهبت الصدارة تتهادى إلى الند النديد. * الكوكي امتنع بعد اللقاء عن مخاطبة الإعلاميين، يبدو أن الرجل استنفذ تبريراته العجيبة ولم يعد لديه ما يقول. * دفع الكوكي بأربعة لاعبين من الشباب في مباراة واحدة فهل كان يعتقد نفسه في مباراة ودية مع أحد أندية الدرجة الثانية. إن هذا التجريب الفطير نتائجه وخيمة، وهو محسوب على المدرب، فالأندية تتدرج في الدفع باللاعبين الشباب في المباريات الكبيرة حتى لا يكون الناتج خصماً على مركز الفرقة في روليت المنافسة. * لقاء المريخ يقترب شيئاً فشيئاً، صحيح إن الحال هناك ليس بأحسن كثيراً من نظيره هنا، لكن دوافع الأحمر أكبر واستعداده النفسي أفضل بعد تمكنهم من اقصاء الترجي ذلك الاسم الكبير في السجل الأفريقي. * على الإدارة أولاً والكوكي ثانياً، التخلص من المكابرة والأوهام، فالأزرق بحاجة إلى عناصر جديدة، محلياً وخارجياً، كما أن بعض لاعبي الأزرق بحاجة إلى إعداد بدني ونفسي حتى يعود لهم بريقهم بعد أن أصبحوا عالة على الفرقة الزرقاء. هتاف أخير * امنتك الملح..الملاح..سعة النفور..والارتياح...حلابة الليل التهز ...ضرعاتا لي شاي الصباح...مرجيحة اللقى..والقماح...شتار شليل القسمة...والفال..والسماح...نتلاقى ...مخلايتين صبر...شفع مبارية الزفة...والمنظر متاح...لقيط ...ولايف الغربة....والعرق النتاح...مكدودة...ضرعات الرجال..سكليب حريم الحلة...والوووووي..والمناح.