* لان كل شيء يسير بعشوائية و فوضى ، حتى التحليل والنقد ، فاننا لا نملك ازاء مخرجات موسم التسجيلات الا الانتظار . * على مدى السنوات الفائتة ، وبرغم المحاولات المتعددة لعرض بعض المحترفين من منطلق دعائي ، سواء عن طريق بعض اللقطات او الاهداف التي يحرزونها او باستعراض سيرة ذاتية حافلة بمشوار محترم في الاندية ذات الاسم والقيمة فان نجاح المحترفين المستقطبين للعب في السودان ظل خبط عشواء وضربة حظ لا غير . * اسوق حديثي هذا ضد الذين يعتقدون ان تسجبلات المريخ تمت بوعي وان العشوائية صاحبت التسجيلات في كوكب الازرق ، ودون هؤلاء واولئك مشاوير من نجاحات لقودوين وسادومبا وخلافهم واخفاقات لاسماء قدمت باهازيج ومهرجانات وبروباغندا ضخمة تمخضت في الاخير عن فشل ذريع ولعل وارقو الاحمر هو المثال الحي على ما نقول .بالعكس تماماً فان نجاح الهلال في الاستفادة من المواهب السودانية الناشئة هو من افضل منتجات الواقع الكروي السوداني وما قدمه محمد عبد الرحمن واطهر الطاهر و معتصم ووليد علاء يؤكد على ريادة هذا النادي الكبير وفرادته في صنع النجوم والدفع بهم في رحاب كرة القدم المحلية . * يمتدحون غارزيتو ، ويذمون الكوكي ، مع ان ابتعاد الكوكي عن الاسهام المباشر في الاختيار واكتفائه بتحديد الخانات هو الاصح والاسلم ، فالمدرب قد يذهب عن الفرقة في أي وقت ولاي ظرف ، فبماذا تنتفع الفرقة من لاعب قد يكون اختاره لمجرد قناعات ذاتية او لكونه يسهم في تطبيق خططه وطريقته ، وماذا لو غير المدرب الجديد طريقة اللعب ولم يعد اللاعب المسجل بواسطة سلفه في حساباته الخططية . * بل ربما يكون تسجيل اللاعب بناء على اختيار المدرب فيه شبهة سمسرة او محاباة والاندية العربية ابتلت كثيراً من هذا الداء ، ودونكم صفقات فاشلة شهيرة في الدوري القطري والاماراتي لانهم تركوا امر الاختيار للمدرب فعاس فساداً سواء كان سوء اختياره عن تعمد او بغير قصد . * ثم من قال بان المدربين هم من يحسنون اختيار اللاعبين ، ان هذا امر مختلف فبعض المدربين قد يستطيع وضع تكنيكات خططية وطرائق لعب جيدة ، وهو هنا لا يعدو كونه مخططاً دون ان يكون بالضرورة ناجحاً ومميزاً في استقطاب من ينفذون خططه . * ما يسمى لدينا بالكشافين ، الذين كانوا يحرصون على حضور مباريات الدرجات الاقل ويتسقطون اخبار فلتات الشمس الحارة من لاعبي الحواري ليسوا بدعة سودانية بل هي عملية محترمة ومخبورة على مستوى العالم ، واذكر تماماً حرص الرائد المريخي عبد الرحمن زيدان على تسجيل كمال عبد الغني والحاحه على والدي الهلالي المرحوم عبد الرحمن محمد خير رئيس نادي جلاس وقتها حتى ظفرت النجمة الحمراء بواحد من افضل من مروا في الملاعب السودانية وكان احد صناع مانديلا . * غارزيتو يسعى الان بقضه وقضيضه من اجل استيعاب عمر بخيت في صفوف القائمة الحمراء ، وهذا وحده يقف دليلاً باذخاً على ان استقطاب المواهب السودانية في بواكير ركضها في الملاعب هو وحده من يصنع المجد ويحقق الانجازات ، اما فيما يتعلق بالمحترفين فلدي عقيدة راسخة بان محترف راسو عديل ومتمكن لن يسعى للعب في السودان ، لضعف المردود المالي ، باستثناء هفوات صلاح وجلطات الوالي ، ولكون الدوري السوداني مغمور من الناحية الاعلامية وليس محلاً للفلاشات والاضواء وبالتالي فلا امل في التحرك منه نحو الافضل وهو ما يبحث عنه المحترفون عادة . * ولو انك تأملت في قائمة طويلة مرت من الهلال والمريخ الى الاندية الاصغر في الممتاز لعرفت ان هؤلاء انقطع عنهم الارب في ايجاد فرصة افضل ووصلوا لسن اليأس الاحترافي ولا مخرج لهم غير مواصلة الركض في الدوري السوداني وتغذية جيوبهم بالمال المحلي الى ان يقضي الله امراً كان مفعولا . * في الخلاصة ..التسجيلات في السودان شختك بختك..انت وحظك...وليس من حل غير ممارسة فضيلة الانتظار . هتاف اخير * تقعد تحش اللوبي....للكاويق تقش * تصل البحر..الموج يداعبا.. * فوق هدوما......ينط يرش * بعدين تشيل القش تفوت * ....واليوم يفوت . * المبدع / السر عثمان الطيب