وصلت قضية العلامة التجارية للهلال الى مكاتب المحكمة الدستورية وهي بالفعل اغرب مشكلة كروية قد تكون من نوعها وتندرج تحت ( عجائب الكرة السودانية ) فالموضوع ببساطة ان هنالك احد الاشخاص استخدم ( اللوغو ) الخاص بنادي الهلال خلال الاشهر الماضية من خلال وضعه على منتجات تجارية مثل ( مناديل الورق ) وغيرها طارحا هذه المنتجات في السوق دون العودة او التنسيق مع ادارة الهلال التي سارعت لرفع قضية بحق هذا الشخص , ولكن الادارة الهلالية تفاجأت ان الشخص نفسه رفع دعوى اخرى يطلب فيها تسجيل هذه العلامة باسمه . واستغل هذا الشخص عدم وجود تسجيل رسمي لشعار الهلال ليدخل طالبا ان يتم تسجيله باسمه باعتباره هو مصمم هذه العلامة التجارية , ولاشك ان هذه القضية تعتبر جريمة كروية بحق الهلال ليس مذنبا فيها هذا الشخص الذي استعمل العلامة ولكن المذنبين فيها هم ادارات نادي الهلال المتعاقبة والتي تجاهلت موضوعا خطيرا ومهما بهذه الدرجة لتدخل ادارة البرير حاليا للمحاكم من اجل اعادة حق النادي . تخيلوا ان نادي الهلال الذي تأسس في العام 1930 اي قبل 81 عاما ليست لديه علامة تجارية ثابتة ومسجلة باسمه تمنع اي احد من التعدي عليها والمتاجرة باسم الهلال , وبالمختصر نجد ان ادارات الهلال على مر التاريخ شاركت في هذه الجريمة بحق النادي والذي يدفع في الوقت الحالي ثمن هذا التخبط الكبير وعدم وجود عقليات ادارية محترفة تحترم هذا النادي . وبالامس تناولت بعض وسائل الاعلام الموضوع بمنتهى السطحية عندما اشارت الى ان الهلال سيفقد شعاره باللونين الازرق والابيض , وهذا الكلام غير صحيح بالمرة وفيه الكثير من السذاجة , لان العلامة التجارية لاتعني الالوان وانما هي ( اللوغو ) الخاص الموجود في الناحية اليسرى لملابس اللاعبين , فالالوان هي امر متاح لاي شخص وفريق , ويمكن للهلال اواي فريق اخر ان يصنع ملابس احتياطية مثلا باللون الاخضر او البرتقالي ولايمكن لجزيرة الفيل او النيل او النسور الاحتجاج عليه , فالالوان لاتعني الشعار وهنالك الكثير من الاندية ترتدي الوانا في اطقمها الاحتياطية مختلفة كما هو الحال مع الاهلي المصري الذي يرتدي مثلا الالوان الزرقاء دائما في مبارياته الخارجية .. وفي الموسم الماضي لعب المريخ مباراة سان جورج الاثيوبي في اديس باطقم حملت اللون الاخضر وكانت هي الالوان الاحتياطية وهي ليس لها علاقة بالشعار او العلامة التجارية التي نتحدث عنها . امام مجلس الهلال فرصة اخرى في المحكمة الدستورية حاليا لاعادة حق الفريق الذي تعدى عليه احد الاشخاص مستغلا ثغرة كبيرة بعدم وجود تسجيل رسمي للعلامة , وهذا الامر فيه ايضا تحذير لنادي المريخ والذي مازالت ادارته ايضا غير واعية بموضوع العلامة التجارية واصبح ناديها عبارة عن حقل تجارب حاله حال الهلال . شخصيا تحدثت كثيرا من قبل في موضوع تسجيل العلامة التجارية وطالبت ادارة الهلال بعقد مؤتمر رسمي يتم من خلاله تدشين علامة الفريق وتسجيلها وان يتم استخدامها في اطقم ملابس اللاعبين والجهازين الاداري والفني , وكان يمكن للهلال ان يتعاقد مع شركة معروفة لتصميم الملابس ويمكنها ان تطرح ملابس واقامة متاجر في النادي والمنطقة الموجودة حوله , وكان من الممكن ان يستفيد الهلال من هذا المشروع ويدخل اموالا طائلة خصوصا وان جماهير الهلال تقدر بالملايين . للاسف لم نجد اي تجاوب في هذا الامر وطالما طالبنا بانهاء فوضى الملابس في النادي وضرورة وجود شركة معروفة تقوم بهذه المهمة ولكن ايضا ادارتنا الهاوية لم تعر الامر انتباها وظلت تتخبط وتزود الفريق بملابس هدايا الروابط والمحبين وكأن الهلال هو احد فرق حواري امدرمان ,, وهكذا هو حالنا بين العقليات الهاوية والتي لاتعرف اي شئ اسمه ( الاحترافية ) ....