* يدخل الهلال مرحلة صعبة وخطيرة في مشواره مع التنافس في الموسم الحالي، حيث ينازل غداً الخرطوم الوطني في الممتاز ويصطدم يوم الأحد بسموحة المصري في دوري أبطال أفريقيا. * ليس هناك أدنى شك في قدرة اللاعبين في تجاوز الفريقين والسير بخط ثابتة نحو الأمام دون الالتفات إلى من يأت خلفه في خط السير. * قد يعاني الفريق في المباريات القادمة ولكن لا محالة أن قافلته ستسير حتى تصل خط النهاية والتتويج بالألقاب لأن الهلال وجد ليفوز. * أكدت مباراة الأمل عطبرة أن الهلال في طريقه إلى العودة لأيام زمان.. زمن المتعة والإبهار وتطبيق حكم القوي على الضعيف في كل المناسبات. * الهلال مستواه في ارتفاع ملحوظ.. من مباراة لأخرى نرى أن هناك تقدماً في الأداء والاستلام والتمرير وحركة اللاعبين داخل الملعب. * ممكن نقول بالفم المليان أن بصمة التونسي نبيل الكوكي بدأت تظهر في أداء الفريق خاصة في الجانب الدفاعي، بعد أن أصبح الدفاع من أقوى خطوط الفريق. * صحيح أن هفوات الدفاع موجودة وهذا أمر منطقي ولكن الواضح أن الوصول لمرمى الفريق أصبح صعباً، وأي فريق مهما بلغ من القوة لا يستطيع أن يهدد مرمى الهلال بشكل صريح. * ما ينقص الهلال في الوقت الراهن هو السند الجماهيري الذي كان يميز الفريق على كل الأندية. * مع احترامنا الكامل لجمهور الهلال إلا أن حضوره في المباريات أصبح لا يعبر عن شعبية الهلال الجارفة. * نتفق مع الكثيرين أن الأجواء كانت في الوقت السابق غير مشجعة على متابعة المباريات وأن الإحباط والاستياء سيطر على الجميع ولكن الآن ليس هناك عذراً لهذا الغياب غير المبرر. * الإدارة تقوم بواجبها والجهاز الفني يعالج ويصحح حتى يجهز الفريق واللاعبون مجتهدون لتقديم الأفضل ولكن جمهور الهلال لا زال يغط في نوم عميق. * نعم هناك من يحضر ويتابع التدريبات والمباريات، وهذا نشكره ونشد من أزره ولكن أين جمهور الهلال الذي كان يملأ المدرجات في التدريبات ناهيك عن المباريات؟. * من العار أن يكون لقب الفريق (هلال الملايين) وحضور جمهوره في مباريات الدوري الممتاز لا يتعدى العشرة آلاف مشجع. * والظاهرة الأخطر والتي قضت على صوت جمهور الهلال العالي، هي مكبرات الصوت في المدرجات. * مكبرات الصوت أصبحت مصدر ازعاج لكل من يدخل الإستاد وليس مناسبة للقيام بعملية التشجيع وعلى إدارة الروابط أن تترك مكبرات الصوت. * أصبحت مدرجات إستاد الهلال أقرب إلى الدلالة وكل رابطة تمسك بمكبر الصوت وتشجع بطريقتها في مشهد ليس له علاقة بالتشجيع. * جماهير الهلال في المحك الآن وعليها أن تملأ المدرجات في مباراة الخرطوم غداً حتى تثبت للقوم إياهم أن الهلال هو صاحب الشعبية الأولى في السودان. * الحضور في مباريات دوري أبطال أفريقيا قد يكون معقولاً ولكنه لا يرضى الطموح ولكن في مباريات الدوري الممتاز مخجل ولا يشبه الهلال. * وربط عزوف الحضور الجماهيري بالوضع الاجتماعي يبقى عذراً مرفوضاً، لأن الأندية الأخرى تعاني مثل جمهور الهلال ولكن حضورها في المباريات أكثر وفعلها أكبر. * حان الوقت لتقوم جماهير الهلال بدورها في مساندة الفريق وشحذ الهمم ودعم اللاعبين معنوياً في المباريات القادمة. * كثيرون يرون أن الجمهور أصبح هو اللاعب رقم واحد وليس رقم 12، ونريد من جماهير الهلال أن تكون هي تشكيلة الفريق أمام المنافسين. * في سنوات خلت كان الهدف الأول للفريق تسجله جماهير الهلال بهتافها القوي وتصفيقها الداوي والآن الهدف الأول يأتي بعد معاناة أو لا يأتي أبداً. * ويكفي أن الهلال تعادل هذا الموسم 7مرات منها 6 مباريات انتهت بالتعادل السلبي وهذا يرجع أولاً إلى غياب دور الجمهور قبل افتقاد الفريق للاعب الهداف. * واللاعبون في انتظار جماهير الهلال.. وحسب ظني أنهم سيأتون. * وفي الختام يبقى الهلال هو الرقم الصحيح في الكرة السودانية وما دونه مجرد صفر على الشمال.. والسلام.