* كان يوم أمس الأحد الثاني عشر من شهر يوليو يوماً جديداً من أيام الهلال الخالدات.. تلك الأيام التي شهدت إنتصارات هلال الملايين على عمالقة القارة الأفريقية من أمثال أهلي القرن وغريمه اللدود الزمالك إضافةً لأسيك ميموزا العاجي وأنيمبا ونصراوا يونايتد النيجيريين وغيرهم من عتاة الأندية في القارة السمراء. * يوم فتح فيه التاريخ دفتي سفره الخالد ليدون إنتصار الهلال على سموحه المصري ممثل الكرة المصرية في بطولة الأندية الأفريقية أبطال الدوري. * لم يستطع لاعبو سموحه المصري الصمود أمام فيضان وهدير الأمواج الزرقاء العاتية التي إحتلت شوارع العاصمة الخرطوم منذ وقت مبكر قبل أن تحتل مدرجات قلعتها الزرقاء العريقة لممارسة حقها في تشجيع ومؤازرة أبطالها خلال اللقاء الذي جمعهم بسموحه المصري صاحب الحظ العاثر. * لعن سموحه المصري حظه العاثر الذي أوقعه في مسار هلال الملايين , فالهلال يتمتع بجماهيرية كبيرة تذوب عشقاً وولهاً في شعاره الجميل. * لم تتخلف جماهير الهلال عن أداء واجبها وتقاطرت بالآلاف صوب قلعتها الزرقاء مثلما كانت تفعل دوماً في مثل هكذا مناسبات. * جماهير الهلال واعية ومعلمة وهي تدرك أهمية دورها في بث الحماس وسط لاعبيها,وهو ما بث الحماس في قلب الأسد نزار حامد وجعله يراوغ كل دفاع سموحه ويزرع هدف الأمان بعد هدف الشغيل جمل الشيل. * لاعبو الهلال يستطيعون دوماً إسعاد جماهيرهم بتحقيق النتيجة المطلوبة التي تجعلهم ينامون ملء أجفانهم عن شواردها.. * نجح المدير الفني نبيل الكوكي في إختيار أنسب العناصر لمباراة الأمس وكانت تبديلاته موفقة خاصةً بإدخاله للغاني الرزين نيلسون والفرس البوركينابي بوبكر كيبي ليسيطر بعدها الهلال على مجريات اللقاء تماماً . * أدى كل دوره على الوجه الأكمل وبإحترافية وبعدها جاء النصر طائعاً مختاراً وفي إنتظار الأجمل أمام المغربي التطواني. * كانت سهرة ممتعة أسعدت الشعب السوداني باكمله وهذا هو الهلال سيد البلد الذي يتكفل دوماً بإسعاد الشعب السوداني. * حملت جماهير الهلال اعلام الهلال منذ وقت مبكر وكانت الاعلام ترفرف على أسطح المنازل والسيارات. * الأمر الذي جعل الرعب يدب في أوصال لاعبي سموحه المصري قبل دخولهم ملعب إستاد الهلال. * فعلها جمل الشيل نصر الدين الشغيل في إحراز هدف التقدم مثبتاً أنه نجم الموسم بدون منازع. * ليأتي المكوك نزار حامد بهدف الأمان والإطمئنان لتندلع شلالات الأفراح التي تعادل في قوتها إنحدار الماء من شلالات نياجارا. * أثبت الثنائي نزار حامد ونصر الدين الشغيل النظرة الفنية الفاحصة لرئيس نادي الهلال الأسبق الأستاذ الأمين محمد أحمد البرير الذي قام بقيدهما في الكشوفات الزرقاء. * أجمل ما في مباراة أمس الأحد هي عودة الجماهير الهلالية للمدرجات بعد هجرتها ردحاً من الزمن. * عودة جماهير الهلال لإحتلال المدرجات تعني عودة العافية لجسد الهلال. * كما أن الإعلام الهلالي قد توحد خلف الكيان بصورة غير مسبوقة وهو الأمر الذي خلق الأجواء الملائمة للإنتصارات. * نرجو أن يتواصل المد الهلالي بذات الروح وبعدها لن يقف ناد أفريقي في وجه الهلال. * بدأ لاعبو الهلال في إستيعاب وهضم الفكر التدريبي لمدربهم التونسي نبيل الكوكي مما يبشر بإستمرار الإحتفالات. * صارت مباراة أمس أمام سموحه المصري ماءً تحت الجسر وإنتهت النتيجة التي آلت إليها بإعلان صافرة نهايتها وينبغي أن نفكر ومنذ اليوم في لقاء الذهاب أمام المغربي التطواني. * لا ينبغي أن نقف عند محطة سموحه المصري فطموحاتنا لا تحدها حدود . * مجموعة ألتراس الأسود الزرقاء ظلت تواصل تشجيعها المتواصل والداوي طوال زمن المباراة بنيرانها المشتعلة مثل نيران المجوس تبث الحماس في اللاعبين وفي المدرجات. * ظلت هذه المجموعة من الشباب مثالاً للأدب والإنضباط داخل الإستادات المختلفة تردد أهازيجها التي تمجد لاعبي الهلال ولا تلجأ لساقط القول والفعل .. ظلت تردد الأهازيج من على شاكلة : نحن الهلال .. نحن الأدب .. نحن الأفارقة العرب .. نحن الشرارة واللهب. * لم يتخلف يوماً هؤلاء الشباب الذين آمنوا بقضيتهم عن تشجيع هلالهم يوماً فظلوا يشكلون حضوراً باذخاً بنيرانهم المتقدة مثل نيران المجوس على مدرجات إستاداتنا المختلفة. * شكلوا حضوراً بمدرجات إستاد كادوقلي وبورتسودان وعطبره والأبيض وفاشر السلطان وودمدني والكاملين وكل الإستادات التي تحتضن مباريات هلال الملايين. * لا ينتظرون دعماً من مجالس الإدارات التي تعاقبت على سدة الحكم في النادي العريق بل ظلوا يصرفون على تحركاتهم في بلدنا المترامي الأطراف من حر مالهم وعرق جباههم الشم. * لله دركم أيها النشامى الأماجد لافتة عشق الأزرق المضيئة فقد أسهمتم بتشجيعكم الحماسي في جندلة عتاة الأندية الأفريقية والعربية وقبرها داخل القلعة الزرقاء. * وبالأمس كانوا كالعهد بهم تشجيعاً متواصلاً وكان هلال النار ظاهراً في المدرجات. * عادت العزيزة جداً شاهد العصر لتعانق عيون القراء إعتباراً من الأمس بعد إستراحة محارب وكانت فألاً حسناً على هلال الملايين في لقاء الأمس,فمرحباً بشاهد العصر. * الهلال عالم جميل