رأي رياضي ابراهيم عوض هلال العظمة ومريخ العلمة نجح فريق الهلال في انتزاع نقطة ثمينة من فم الاسد الكنغولي مازمبي في معقله بلوبمباشي وامام جماهيره ، عندما تعادل معه سلبيا في مستهل مشواره بدوري المجموعات. قدم الهلال مباراة نموذجية، دفاعا ووسطا وهجوما، وحقق نتيجة ايجابية على اعتبار انه يلعب في مجموعة تضم اربعة فرق، يعد التعادل فيها خارج الارض مكسبا. النقطة التي انتزعها الهلال في لوبمباشي أمس من مازمبي يمكن ان تؤهله الى الدور نصف النهائي، متصدرا او كثاني للمجموعة، اذا عرف كيف يفوز في ملعبه. صحيح ان مرمى الهلال تعرض للخطر عدة مرات طوال وقت المباراة وخصوصا في الشوط الاول، وفي المقابل اضاع الهلال فرصا كانت كفيلة بحسم النتيجة. تالق حارس مازمبي كيديابا وحرم الهلال من اربعة اهداف مضمونة ابرزها تصويبة كاريكا في نهاية الشوط الاول، وانفراد نزار حامد وعكسية كيبي في الوقت بدل الضائع. الفرص التي اضاعها الهلال تؤكد انه لم يكن يلعب مدافعا،الا في بعض الاحيان، وانه كان يبادل الكنغوليين الهجمات اثناء المباراة، وكثف منها في الدقائق الاخيرة. لعب مدرب الهلال الكوكي المباراة بطريقة متوازنة ، وباسلوب يتناسب مع امكانات لاعبيه، الامر الذي جعل الفريق يلعب كمنظومة واحدة. ارتفاع الروح المعنوية للاعبي الهلال، وقتالهم المستميت على الكرة طوال وقت المباراة، يوضح ان المدرب وقيادة البعثة هيأوا اللاعبين بصورة مثالية. كان كل نجوم الفريق في الموعد، قدموا مستويات متميزة، قاتلوا قتالا مستميتا، وركزوا على الكرة، ولم يلتفتوا لاستفزازات جماهير مازمبي او اخطاء الحكم. في الشوط الاول لوحده احتسب الحكم ثلاث اخطاء من خياله ضد الهلال وفي مناطق خطيرة، وفي المقابل لم يحتسب اكثر من ثلاثة اخطاء مستحقة للهلال. حاول لاعبو مازمبي تعطيل، الشغيل جمل الشيل افضل لاعبي الوسط، بضربه وتعمد اصابته دون ان يحرك الحكم ساكنا او يعمل لحمايته. حمل الشغيل الى خارج ارض الملعب مغشيا عليه للعلاج، بعد ان تعمد احد لاعبي مازمبي اصابته، لكن الحكم الجنوب افريقي لم يتخذ اي اجراء ضد اللاعب. وحتى الخطأ الذي احتسبه الحكم لمازمبي في الشوط الاول بالقرب من خط 18، والذي كاد يكلف الازرق هدفا لولا براعة مكسيم، كان من وحي خياله. ان ما قدمه الهلال امام مازمي أمس في مستهل مشواره بدوري الابطال، يؤكد انه فريق كبير وخطير ويعرف كيف يخوض مبارياته مع الكبار. مازمبي من الفرق المرشحة للفوز بكأس افريقيا، والتعادل معه في ارضه وامام جماهيره سيضعف موقفه، خصوصا وان كل فرق المجموعة لا يستهان بها. الفريق الذي يفرط في ملعبه يصعب عليه التعويض خارجه، والذي ينتزع نقطة او ثلاث في ارض الخصم، سيكون قادرا بحول الله على الفوز في بلده، الا فيما ندر. آخر الكلام كان هناك فارق كبير بينما قدمه الهلال امام مازمبي ، والمريخ امام مولوديه العلمة الجزائري يوم الجمعة الماضية، رغم تعادل الاول وفوز الاخير. واجه الهلال فريقا قويا ومنظما، ومتصدرا لدوري بلاده، وفائزا بكاس البطولة الافريقية اربعة مرات، بينما التقى المريخ فريقا ضعيفا ومتهالكا، وهابطا لدوري الثانية. فرق يا مزمل اجمع الكثيرون على ان فريق مولوديه العلمة الجزائري سيكون حصالة لفرق المجموعة الثلاثة، وفاق سطيف واتحاد العاصمة والمريخ، واكدها مدرب الاخير غارزيتو. سيدفع المريخ ثمن التفريط امام العلمة باهظا، حيث كان بمقدوره ان ينتصر عليه بنصف دستة من الاهداف، على اقل تقدير لو استثمر مهاجموه الفرص التي لاحبت لهم. اتحاد العاصمة، ووفاق سطيف قدما مباراة (نار نار) أمس الاول، انتهت بفوز الاول 2/1 ووجها انذارا شديد اللهجة للمريخ الذي سيلاعبهما في الجولات المقبلة. من خلال متابعتنا لمباريات الجولة الاولى في المجموعتين يستطيع اي متابع ان يتكهن بالفريقين الصاعدين عن المجوعة الاولى التي تضم الوفاق والاتحاد والمريخ والعلمة. لكن من الصعب جدا على اي خبير او محلل شاطر ، ان يتنبأ بمن سيتاهل عن المجموعة الثانية التي تضم الهلال ومازمبي والمغرب التطواني وسموحة المصري. تقدم المغرب التطواني أمس على مضيفه سموحة بهدفين في اول ربع ساعة، واعتقد الكثيرون ان الفريق المصري سينال هزيمة قاسية وسيكون حصالة فرق المجموعة. انقلب الحال في الشوط الثاني، وقدم سموحة مباراة كبيرة وقلب تخلفه الى فوز 3/2، ليؤكد انه لم يتاهل لهذه المرحلة بالصدفة كما هو حال العلمة في المجموعة الاخرى. ومع ذلك لن نخشى على هلال السودان ،من فرق هذه المجموعة القوية لانه ، يعرف كيف يلعب مع الكبار، ومن اين ياتيها وينتصر عليها. وداعية : الفرق بات واضحا. [email protected]