صلاح إدريس عمل كل شيء من أجل ضمه لأهلي شندي تنبأت له بمستقبل كبيرة مع الكرة من واقع متابعتي، وهو مشروع أسطورة فقط أوصيه بالآتي
جولة قوون إعداد : أحمد الحاج مكي تعود اليوم صفحة (جولة قوون) من جديد بعد غياب طويل فرضته بعض الظروف ، وابتداءً من اليوم ستطالعونها وكنا شوقاً إليكم جمهورنا الكريم ، وأفشيكم سراً سبب العودة السريعة التألق الكبير الذي أظهره الفريق الهلالي في مباراة ليلة الاثنين ، حيث قدم لاعبو الهلال في هذا الموسم الكثير من المباريات التي حفلت بالكثير ولكن أكثرها روعة مباراة شباب الفريق ضد النسور الأم درماني التي انتهت بأربعة أهداف مقابل هدف ، في تجربة كبيرة لاعبي الهلال الشبان ، وسنسلط الضوء على لاعب الهلال الشاب صهيب عز الدين المعروف بالثعلب، حيث ننتقل بك بين المسلسل الطويل الذي انتهى بانتقاله رسمياً للفريق الأزرق وسنفرد مساحة للتحدث عن قدرة لاعبي الفريق الشاب على إحداث انقلاب كبير في التشكيل الرئيس.. وفي الأخير ،،، عدنا والعود أحمد . صهيب عز الدين الملقب بالثعلب كان قريباً من الانضمام لكشوفات الهلال قبل نحو عامين ، فجاء للعب ضمن خمسة لاعبين برفقة معتصم عبد القادر ايكو بتوصية مباشرة من مساعد المدرب حالياً خالد بخيت الذي يعمل كان يعمل مديرًا للكرة في عهد المدرب الفرنسي دييغو غارزيتو ، حيث كان يتمتع اللاعب بعلاقة صداقة قوية مع ايكو ، وفي أحد جلسات الأنس ، سأله ايكو عن النادي الذي يريد أن يتمرن معه بعدما لمحه يرتدي زيه الرياضي، فقال له بصراحة إنه يتمرن مع الهلال ، ليعجب معتصم بالفكرة ويتصل بصديقه الشخصي جحا الذي طالب منه التوسط حتى يجد له مكاناً في تمارين رديف الهلال التي كانت تنتظم في ملعب القادة والأركان ، وينجح جحا في إقناع لجنة الاختبارات التي سمحت له بالمشاركة بجانب الثعلب ، وبعد نهاية التمرين طلب المدرب الذي يجري الاختبارات أن يعود معتصم لمواصلة الاختبارات ، فيما لم يجد الثعلب هذا التقدير ، ليعود خائباً لناديه وادي النيل ، وعندما افتتحت التسجيلات الرئيسة 2015 عقب إعلان نادي الهلال برئاسة أشرف الكاردينال اتجاه النادي نحو ثورة الشباب ، عين مجلس الهلال كشيف شاب من أجل اتمام عملية ترشيح اللاعبين والتفاوض معهم ، حيث يقوم الشاب الخفي بإحضار كل اللاعبين فكان مصراً على تسجيل الثعلب في الفريق الهلالي ، فكان المنتخب الأولمبي يجري تمارينه بملعب أكاديمية كرة القدم وكان الشاب الخفي موجوداً ، وطلب من الثعلب أن يذهب معه بنفس اللبسة التي كان يرتديها ، وذلك لمشوار سريع ومهم ، فكان الشاب الخفي يخشى على ضياعه من الهلال خاصة عندما لمح تواجد مناديب من الأهلي شندي بقيادة عصام ملاح الملقب بفللي ، فقام مهندس الصفقة باستصحابه ، وفي طريقهم للتحرك من الملعب اتصل عصام ملاح بالشاب الخفي تلفونياً ، سأله عن الثعلب ، إلا أن الشاب الخفي أنكر كل شيء ، رغم تواجدهم معاً ، ولم ييأس ملاح، بل طالب بمنحه رقم موبايله لأن إدارة الأهلي شندي تريد ضمه برغبة من راعي الفريق صلاح إدريس الذي شدد على ضرورة ضم اللاعب الموهوب بأسرع وقت ممكن ، ليرد المهندس بدبلوماسية عالية ووعد ملاح بالبحث عن الثعلب إلا أنه من الوراء طلب من النجم قفل تلفونه خوفاً من حصول مندوب الأهلي على رقم تلفونه من جهة أخرى ، ومعاودة ملاحقة اللاعب . ليصل اللاعب برفقة الشاب لغرفة تسجيلات الهلال وقام بمنحه رقم هاتف جديد غير معروف إلا للثلاثي اللاعب والشاب الخفي ومجلس الهلال للتواصل فيما بينهم وتم الاتفاق على عدم نشر الرقم حتى لأقرب أفراد أسرته التي لا تعرف عنه شيئاً . وفي ظل كل هذه الأحداث كان الأرباب الرئيس الشرفي لأهلي شندي في رحلة بحث عن اللاعب. من ناحية أخرى عبّر خال اللاعب الكابتن عبدالله أبو جنزيرة نجم بري السابق ، وتحرك الأهلي مستغلاً كل جهوده بالاتفاق مع أسرة نادي وادي النيل النادي الذي يلعب له صهيب ، إلا أن مجلس الهلال سبقهم وكان أكثر ذكاءً وأكمل كل مراسم الاتفاق ونقل اللاعب لصفوف الفريق الأزرق ، ليتم تسجيله بحافز شخصي بلغ 100 ألف جنيه ، بينما تم منح ناديه مبلغ 150ألف جنيه ، وبعد لعبه ستة أشهر مع الفريق الرديف تم تقيم أداءه خلال الفترة ليتم ترفيعه بعد بلوغ السن القانونية ضمن خانات الفريق الرديف . وكان مجلس الهلال حريصاً على التصعيد والإبقاء عليه في القلعة الزرقاء دون إعارة من أجل الاستفادة من جهوده مستقبلاً خاصة بأن اللاعب يمتلك إمكانيات كبيرة وموهبة فذة ، ويعد المدير الفني للهلال نبيل الكوكي من أكثر المعجبين بقدراته ليطلب سفره مع بعثة الفريق إلى تونس التى أقام فيها الفريق معسكره الخارجي للنصف الثاني من الموسم . وفاء كبير من اللاعب منذ تصعيده وحتى الآن لم يتسلم حافز التصعيد ولم يطلب من مجلس الهلال أي مبالغ ، لأنه محب للكرة وعاشق للفريق الهلالي ولم يساوم عندما أحضر لأول مرة مما يؤكد حبه للعب الكرة بعيداً عن حفنة جنيهات ستنتهي مهما بلغت . مشاركة مميزة في دورة قوون الرمضانية في رمضان المعظم نظمنا في قوون دورة خماسية شاركت فيها العديد من فرق المؤسسات وشهدت مشاركة اللاعب الموهوب مع بنك النيل في دورة قوون وأحرز هدف الفوز على أواب الأمنية بنفس طريقة هدفه الأول في مرمى أبو عشرين حارس النسور والاختلاف الوحيد ، لعبت الدورة في ملعب خماسيات حيث يصعب إحراز هدف بطريقة ذكية كما حدث في مباراة النسور ، وأنهى الدورة بجائزة هداف البطولة الودية وتسلم جائزته من معتمد محلية الخرطوم اللواء معاش عمر نمر . وبعد تصعيده في قوون كتبت مقالاً في صحيفتنا قوون متحدثاً عن إمكانيته وقدرته على صناعة الفارق وقلت سيكون نجم النجوم ويخلق لنفسه شعبية جارفة ، ولم يكن حديثي عاطفي ومن أجل رفع الروح المعنوية ، أو كما يقال كسير تلج ، إنما لمتابعتي لأدائه منذ أيامه في فريق سانتوس برابطة نادي وادي النيل ، الذي يلعب في دوري الخرطوم . هذه كانت قصة اللاعب الشاب صهيب الثعلب ، وسيكون له شأن كبير خاصة بعدما دخل قلوب جماهير الهلال المليونية التي أبدت سعادتها بمشاركته الأولى بصورة رسمية أمام منافس صعب وعنيد ، إلا أنه كان في الموعد بتألق كبير وأحرز نصف أهداف فريقه والمساهمة في ترقيته لمصاف الصدارة مع الند المريخ برصيد 23 نقطة . كلمة أخيرة .. يا ثعلب اسمع كلام الببكيك وما تسمع كلام البضحك . من هنا أرسل نصيحة للاعب وأطالبه بأن يهتم بالكرة التي يحبها من أجل التطور وتحقيق نجاحات في مجال كرة القدم ، ليصل إلى ما يريد ، وعليه وضع خريطة لمشواره الكروي حتى يصل إلى ما يريد ، وعليه الابتعاد عن أصدقاء السوء، وأمامه فرصة كبيرة لتحقيق أمنيته بالاحتراف الخارجي ، خاصة بأن النادي الهلالي يشارك بصورة راتبة في بطولات أفريقيا ، حيث يراقب الكشافون مستويات اللاعبين ويقدمون عروض احترافية مميزة . صغار الهلال يرفعون شارة حمراء للكبار الكوكي مدرب شجاع وهؤلاء اللاعبين سيكون لهم شأن كبير تعظيم سلام للمجلس الجدير أعاد لاعبو الهلال الشباب في مباراة الهلال أمام النسور سيرة كرة الهلال التي تتميز بالدقة والإبهار ، رغم تخوف الجماهير الهلالية من التشكيلة التي لعب بها نبيل الكوكي الذي فاجأ نظيره الغاني سايمون مدرب النسور الأم درماني ، وفاجأ بها حتى المغربي الذي من المتوقع جداً رصده لمباراة الهلال أمام النسور خاصة بأن المباراة كانت منقولة عبر قناة النيلين الرياضية مما أضاع على البرتغالي لوبيرا معرفته أدق التفاصيل فيما يتعلق بالجاهزية الفنية للاعبي الهلال قبل وصولهم للسودان لمواجهته في الجولة الرابعة التي ربما قد تشهد خروج الفريق المغربي من المنافسة وإعلان حسم الهلال لأمر تأهله . أكثر ما ميز أداء شباب الهلال هو اللعب من لمسة واحدة مما يوفر الجهد وعدم التعرض للإصابات وخدمة الفريق والوصول بأسهل الطرق ، ومن أبرز الملاحظات على الأداء اللياقة المرتفعة لكل أعضاء الفريق رغم تقدم المباراة وعدم المشاركة الراتبة ، ومن المعلوم بأن فريق النسور من أكثر فرق الدوري في ما يتعلق بالمردود البدني والذهني . المستوى الطيب الذي ظهر به الشباب يضع الكبار في محك صعب في المباراة الأفريقية المقبلة مما يتطلب الجهد الكبير وتحقيق انتصار غالي على المنافس المغربي بجانب مستوى عالي لإسعاد الجماهير الهلالية، كما حدث مع الفريق الشاب في مباراة النسور ، ومن الملاحظ أن نتائج مباريات الهلال في منافسة الدوري الممتاز لم تشهد أداءً وفوزاً بهذه العددية الوافرة من الأهداف . الظهور الجيد للاعبي الهلال في المباراة لديه أسرار وأهمها الدور الكبير للجهاز الفني التونسي نبيل الكوكي الذي دفع بهم لثقته في قدرتهم على تحقيق الانتصار وقال بأنه يعرف جيداً إمكانياتهم وبلا شك العمل على تجهيز أكبر عددية من اللاعبين ستدعم حظوظ الفريق في البطولتين المحليتين ( الممتاز وكأس السودان ) والحلم الأكبر البطولة الأفريقية . ويجدر الإشادة بالكوكي الذي يتمتع بشجاعة كبيره وهذا النهج افتقدناه في كل المدربين الأجانب الذين قدموا إلى السودان ، فاللعب بتشكيلة واحدة أو التعديل على نطاق ضيق أضاع البطولات على فرقنا بسبب لاعب أو اثنين في مباراة مهمة . ومن شأن الاعتماد على الشباب دعم سياسة النادي المعلنة بتمزق فاتورة اللاعبين الأجانب غير المفيدين . ومن هنا لابد من تحية خاصة لمجلس الهلال الذي عمل على الاستفادة من جهود لاعبين صغار السن واعدين يمتلكون موهبة كبيرة ، وشأن هذه السياسة تمزيق فاتورة باهظة الثمن تتمثل في المبالغ الخرافية التي تدفع لمحترفين فشنك لا يقدمون ولا يملكون موهبة حقيقية .
