عاد الهلال مرة أخرى إلى مربع التعثر في دوري سوداني الممتاز، بعد أن تعادل عصر أمس الأول مع مضيفه هلال كادوقلي بهدف لكل وكان هدف التعديل في الدقيقة الأخيرة من الزمن المبدد للمباراة وسط دهشة اللاعبين قبل حسرة الجماهير التي كانت تمنى نفسها بانتصار يخفف عليها وطأة الخسارة امام المغربي التطواني الجمعة الماضي في دوري أبطال أفريقيا، إلا أن هذا لم يحدث، برغم من تقدم الفريق بالهدف الأول عن طريق لاعب الوسط الشاب صهيب الثعلب في الدقيقة السابعة من انطلاقة الشوط الثاني، وفي الوقت الذي كان يتهيأ فيه لاعبو الهلال وجهازهم الفني بتهنئة بعضهم بهذا الفوز الغالي، أدرك هلال كادوقلي التعادل في الزمن الضائع وبدد أحلام الهلال في العودة بالنقاط الثلاث والمحافظة على موقعه الصداري مع المريخ، مع ترك فارق الأهداف جانباً إلى حين موعد حسم البطولة. 1 التعادل الذي خرج به الهلال أمام هلال كادوقلي يبقى الثامن في مشوار الفريق هذا الموسم، في إشارة واضحة إلى أن الفريق يعاني من ضعف خط الهجوم ويفتقد للاعبين الذين يحسمون المباريات بالتسجيل، حيث بدأت الحكاية بالتعادل السلبي مع الأهلي شندي في الجولة الأولى من المسابقة برغم من أفضلية الفريق وسيطرته على الكرة، ومن ثم تعادل سلبياً للمرة الثانية مع الخرطوم الوطني في الجولة الثالثة، وكرر ذات التعادل السلبي في الجولة السادسة مع هلال الأبيض وقد كانت تلك المباراة سبباً في إقالة البلجيكي باتريك أوسيمس من تدريب الفريق، وتعادل للمرة الرابعة في الجولة العاشرة مع ضيفه مريخ الفاشر بهدف لكل، واختتم النصف الأول بالتعادل الخامس مع ضيفه المريخ في قمة الختام. وفي النصف الثاني بدأ المشوار بالتعادل السلبي مع الأهلي شندي، وتعادل للمرة السابعة مع مريخ الفاشر سلبياً وها هو يتعادل وللمرة الثامنة مع هلال كادقلي. 2 ثماني تعادلات في 21 مباراة تبقى منقصة في حق فريق كبير مثل الهلال يقاتل دائماً على البطولة التي يملك فيها كل الأرقام القياسية مما يؤكد أن هناك مشكلة كبيرة يعاني منها الفريق، فشل المدربين السابقين في علاجها وتوقع الكثيرون أن يكون الحل عند الكوكي الذي خلف النقر إلا أن الحال ظل كما هو وفشل الكوكي هو الآخر في علاج هذه المشكلة وهي نقطة ضعف الهلال، ويكفي أن الفريق تعادل 6 مرات سلبياً مما يعطي انطباعاً عن ضعف مقدمة الفريق التي تفتقد للاعب الهداف الذي يجيد ترجمة الفرص إلى أهداف، ويجعل الفريق يواصل سيطرته على البطولة التي يسيطر فيها على كل الأرقام القياسية. 3 تعادل الهلال أمام هلال كادوقلي لم يكن مفاجئاً للذين ظلوا يتابعون نتائج الفريق هذا الموسم، ومعرفتهم بالمشكلة الحقيقية التي جعلت الفريق يتوه محلياً ويترنح أفريقيا، فالإصابات التي ضربت خط الهجوم في الفترة الأخيرة وأفقدته الواعد محمد عبد الرحمن وبعده البوركيني كيبي والبرازيلي جوليام، وضعت الجهاز الفني في المحك الصعب، خاصة بعد تذبذب مستوى مدثر كاريكا وصيام الجزولي وافتقاد وليد الشعلة لحساسية المباريات، مما جعل خط الهجوم هو نقطة ضعف الفريق الذي قصمت ظهره في كل المباريات. 4 اعتماد التونسي نبيل الكوكي على اللاعبين الشباب في مباراة هلال كادوقلي قد يكون واحد من العوامل التي أدت إلى تعادل الفريق ولكن إذا عدنا إلى مجريات المباراة حسب الوصف الإذاعي لها، نجد أن الشباب كانوا في قمة توهجهم وبنفس الصورة التي أدوا بها مباراة النسور التي كسبها الفريق برباعية، وأن الفرص التي أهدرها الفريق كانت كفيلة بتحقيق فوز قياسي وبما أن الهجوم يواصل إهدار الفرص المضمونة فإن حلقة المعاناة تبقى كما هي إلى أن يجد الكوكي العلاج الناجع لها أو تتبخر الأحلام ويحصد المجلس قبل الجماهير الندم.