نعم خسر الهلال واحدة من أهم مبارياته في الجولة الرابعة لدور المجموعتين، حيث كان الفوز فيها كفيلاً بأن يجعل الموج الأزرق يتصدر لمجموعته دون النظر إلى ما ستسفر عنه بقية مباريات المجموعة والدخول في الحسابات المعقدة والاحتمالات، ولكن هذا هو حال كرة القدم التي دائماً ما يقف فيها الحظ إلى جانبك مرة ويعبث في وجهك مرات فكما يقال للهزيمة أب واحد والنصر له مئات الآباء وبالرجوع لكل الكتابات قبل المباراة من قبل الإعلام الأزرق يكاد يكون 80% منها يصور اللقاء بأنه من السهولة بمكان وأن التطواني هزيمته مسألة وقت ليبلغ بعدها الفريق الرقم 8 من النقاط متناسين التصريحات القوية التي أطلقها الأسباني لوبيرا عقب نهاية معركة تطوان وحينها أكد أنه قادر على هزيمة الهلال ويحق لنا أن نسأل عن سبب هذه الثقة التي تحدث بها لوبيرا واجتهد بقدر الإمكان لتحقيقها في الوقت الذي تعامل فيه الكل بتهاون كبير مع المواجهة التي قلبت حسابات المجموعة رأساً على عقب ونفخت الروح من جديد في التواني الذي كان سيلفظ أنفاسه الأخيرة في حالة تعرضه للخسارة بأم درمان وسيعلن عن رفعه للراية البيضاء والوداع المبكر للأبطال ولكنها كرة القدم لا تعترف بغير البذل والعطاء داخل المستطيل الأخضر ولا رأفة لها بالأسماء الكبيرة والتاريخ وإلا لما ودع الأهلي والترجي والنجم الساحلي والصفاقسي والرجاء وهم الآن في الكونفدرالية البطولة الثانية للاتحاد الأفريقي . الكوكي فعل ما بإمكانه أن يفعله ولا يملك عصا موسى المدير الفني التونسى نبيل الكوكي حتى الآن يسير في الطريق الصحيح رغم ما تم توجيهه له من انتقادات فلو أتينا بمورينهو أو فيرجسون لا يستطيع أن يحقق النجاحات المطلوبة من الموسم الأول عطفاً على أن في علم التدريب لا يتم تقييم عمل المدرب ما لم يكمل ثلاث سنوات فحينها نقف على تجربته ونعمل على تقييمها وإطلاق الأحكام عليها سواءً بالسلب أو الايجاب، فالكوكي جاء إلى الديار الزرقاء في نص الموسم وحتى هذه اللحظة لا نرمي باللوم عليه لأنه لم يقف على تسجيل كثير من اللاعبين وهذه هي الامكانات التي وفرها له مجلس الإدارة فلا يملك أفضل من هذه الخيارات إضافة إلى أنه يعاني بعض الغيابات مثل البرازيلي جوليام والطرف الأيسر عبد اللطيف بوى الذي بدأ يتماثل للشفاء والمهاجمان الوطني محمد عبد الرحمن والبوركيني أبوبكر كيبي فكل هذه المعطيات أضعفت الفريق وساهمت في عدم ظهوره بالشكل الذي يرضى تطلعات القاعدة الكبيرة من العشاق الممتدة على مستوى الداخل والخارج ومع ذلك نراهن على هذه المجموعة ونثق أنها قدر المسؤولية الملقاة على عاتقها وقادرة على إعادة الفريق إلى المسار وإسعاد الجماهير بأغلى الانتصارات . التخطيط ورسم الأهداف جيداً يجعل من النجاح نصيباً عندما فاز الدكتور أشرف سيد أحمد الكاردينال برئاسة جمهورية الهلال أطلق الوعود بأن هلال 2015 لا يجارى في كل شيء إضافة إلى أنه تحدث عن محترفين من العيار الثقيل يهزون الأرض تحت أقدام خصومهم وسرت تلك الآمال كما النار في الهشيم الكل يمنى نفسه بانطلاق الممتاز لرؤية الهلال الجديد بعد التخلص من كبار اللاعبين وكانت المفاجأة أن جميع المحترفين الذين أتى بهم النادي دون قامة الوطنيين الذين غادروا الكشوفات فجميع من دخلوا إلى البيت الأزرق لم ينجح منهم غير الحارس الكاميروني ماكسيم والذي لولاه لما تأهل الفريق المرحلة فقد وقف سداً منيعاً في كثير من المباريات وساهم في نظافة شباكه الشيء الذي أدى إلى الصعود للمجموعات. فماكسيم على مجلس الإدارة أن تمدد عقده لأطول فترة ممكنة فهذا الحارس يشبه الهلال في كل شىء فنأمل في قادم الأعوام أن جميع المحترفين القادمين للقلعة الزرقاء ألا يكونوا أقل قامة من القط الكاميروني ماكسيم فودجو النجم القادم بقوة في سماوات الكرة الأفريقية ويملك من الامكانات ما يجعله محترفاً في أقوى الدوريات العالمية فهذه درة ثمينة تستحق المحافظة عليها ثم البحث عن أمثاله . فمجلس الإدارة حدد الأبطال كهدف ولكن السؤال ما هي التخطيط الذي اتبعه للوصول إليه وهو يستعين بثلاثة مدربين في موسم واحد دون الانتظار حتى لإكماله ثم بعد ذلك يمكنه أن يقيم تجربتهم وما يحسب للإدارة أنها سجلت لاعبين مميزين على مستوى الشباب والرديف بإمكانهم أن يصنعوا الأمجاد ويصبح معهم مستقبل الهلال في أمان إن شاء الله . هل سيُهاجم نزار حامد إذا أحرز هذه الركلة ؟ سلط الكثير من الكتاب سيوف نقدهم على اللاعب الواعد نزار حامد الذي كل ذنبه الذي ارتكبه أنه تقدم وبكل شجاعة لتنفيذ ركلة الجزاء التي احتسبت لصالح الهلال وكان الأمر سيختلف تماماً إذا تمكن من تسجيلها وأعاد فريقه لأجواء المباراة مرة أخرى وستدبج المقالات في مدحه وإطلاق الألقاب الفخيمة عليه من ذات الأشخاص المنتقدين له فالتعامل يجب ألا يكون بردة الفعل فنزار نفسه لا يدري أنه سيضيع هذه الفرصة ولم يتعمد أن يضع الهلال في هذا الموقف الحرج وهو الذي أدخل الفرحه في قلوب ملايين العشاق عندما سجل هدفاً عالمياً خلال لقاء سموحة في الجولة الثالثة ونعلم أنه قد يكون حزن أكثر من كل المتابعين فإهدار مثل هذه الفرص وقعه صعب ومؤلم على نفوس اللاعبين فما يحتاجه الفريق هو أن نقف معه بكل ما أوتينا من قوة حتى يعود مارداً صعباً كما كان في السابق والهزيمة ليست نهاية المطاف فبالإمكان أن نعود أفضل مما كان (والعثرة بتصلح المشى ) كما جاء في المثل الشعبي فالفريق مازال في المنافسه وأمامه جولتان بالداخل مع مازيمبي ثم الأخيرة أمام سموحة بمصر وحينها ستكون أنجلت الأمور وبانت على وجهها الحقيقي ولكل حادث حديث فلا نستبق الأحداث ومن منا كان يتوقع أن ينتصر علينا التطواني داخل مقبرة الخصوم ويفجر المفاجأة ويجعل الصدمة تمشى بيننا في المدرجات وسط حسرة كبيرة من الجماهير الغفيرة الطامحة في الانتصار والمتفائلة بأن فريقها سيحالفه الحظ وينتصر . النابي : حظوظ الهلال قائمة بشرط ألا يتعامل الأهلة بهذا الإحباط أكد المدرب التونسى محمد نصر الدين النابي في حديث له مع الصحيفة أن حظوظ الهلال مازالت قائمة، طالباً من جميع الأهلة بأن يرموا الهزيمة وراء ظهرهم ويعملوا على إصلاح النواقص التي بانت خلال لقاء التطواني، وقال : إن الكوكي رغم الانتقادات التي وجهت له إلا أنه قادر على إصلاح الأوتار. إذا وجد المساندة من الجميع وذكر في معرض حديثه أنه تمنى لو أن الهلال استجلب محترفين على مستوى عال وقادرون على أحداث الفارق لصالح ناديهم والفريق الذي يحلم بالأبطال عليه أن يأتي بلاعبين يحملون صفات الأبطال من أجل تحقيق الآمال العريضة لجمهور الأزرق الذي يعشق فريقه بجنون فمازال التيم به الكثير من الثغرات يجب على المدرب التنبه لها وإصلاحها فالعمل الصحيح وبناء الفريق بالطرق العلمية هو وحده الذي يجلب النتائج الجيدة فهلال يحتاج إلى لاعبين مميزين في عدد من الخطوط ويملكون شخصية عالية وقوية ولهم الأثر الواضح داخل الملعب ومع ذلك نقول : إن الهلال فرصته موجودة للصعود لمربع الكبار بشرط أن يتعامل بحذر مع المواجهتين القادمتين أمام مازيمبي وسموحة المصري وأتمنى له التوفيق وللمدرب نبيل الكوكي الذي ينتظره عمل كبير يتمثل أولاً في إخراج اللاعبين من جو الخسارة التي تعرض لها ثم إعادة تهيئتهم نفسياً لموقعة الغربان الفاصلة التي تلعب في ظروف مشابهة لمواجهة الأهلي القاهري المصيرية في العام 2007 وقد كان الفوز من نصيب الهلال في تلك المباراة التاريخية . الفوز على مازيمبي ولا شيء سواه بعيداً عن كل الحسابات ليس للهلال خيار غير الفوز على الغربان في موقعة أم درمان القادمة فعلى اللاعبين أن يستجمعوا قواهم ويستدروا أنفاسهم من جديد لهذه المواجهة المفصلية والتاريخية والتحدي الحقيقي لهم من أجل مواصلة المشوار الشاق الذي بدأه الفريق مبكراً وعينه على الأبطال نعلم جيداً أن مازيمبي خصماً عنيداً وصعباً ولا يستسلم بسهولة وقد فاز خارج أرضه على سموحة ثم تعادل مع التطواني وعاد وكرر فوزه على سموحة وسيأتي لأم درمان من أجل الثأر للتعادل الذي فرض عليه بملعبه بلوممباشى من قبل الفرقة الزرقاء فعلى أي حال أن لاعبي الهلال دائماً عندما يتم وضعهم ومجابهتهم بالتحديات يكونون قدرها وأكبر فالمباراة القادمة مباراة لاعبين لمصالحة الجماهير التي خرجت حزينة يوم لقاء التطواني ولكنها لم تفقد الأمل في نجومها وتراهن عليهم حتى يومنا هذا وتضع عليهم كل الأماني الحلوة وكما يقال الخيل الأصيلة بتجي في اللفة فهم الخيول التي نعلق عليها الآمال لإدخال الفرحة والسعادة والسرور إلى الأنفس فلم يخيب الرجاء فقط عليهم أن يقفوا ويراجعوا الأسباب التي أدت لهذه الهزيمة العابرة لتقديم أفضل ما لديهم أمام غربان الكنغو وتلقينهم درساً في فنون كرة القدم والفوز عليهم ليكون أجمل هدية تقدم للأنصار وتضع الكنغولي في موقف لا يحسد عليه حين مواجهته الأخيرة للتطواني بلوممباشي وتجعل الفوز خياره الوحيد عليه حيث يخدم بذلك الأزرق ويكفيه شر الاحتمالات ويصعد الفريقان للمربع الذهبي.