تألق مالك محمد أحمد بطريقة رائعة رفقة فريقه السابق مريخ الفاشر مما حدا بالمدير الفني للمنتخب الوطني محمد عبد الله مازدا أن يستدعيه للمشاركة مع المنتخب الوطني في مباراة اليوم أمام الجابون ويبدع اللاعب بشكل مثير للإعجاب ليسعى طرفي القمة من أجل ضمه و ينجح الهلال في تسجيله بعد التزكية التي وجدته من قبل كابتن الفريق الحالي سيف مساوي الذي يعرف إمكانياته جيداً و رشحه للعب في الهلال حيث شاركه اللعب في خط الدفاع مع المنتخب في تلك الفترة و بهدوء تام اكتملت صفقته انتقاله للهلال بعدما أبدى حبه للفانلة الزرقاء ووسط تفاؤل كبير بحجزه مركزه في قلب الدفاع ولكن لم يجد اللاعب فرصته كاملة في المشاركة ليجد نفسه بعيداً عن اللعب لفترات طويلة و يزج به في مباريات حاسمة في حال غياب الثنائي سيف مساوي و أتير توماس ، و كلما يلعب يبدع بصورة تجعل الجميع يتساءل عن عدم مشاركة اللاعب باستمراره لأنه من طينة اللاعبين الذين يلعبون بطريقة تكفل له الدفاع بصورة قوية دون ارتكاب حماقات تؤدي إلى نيله بطاقات ملونة أول تكلف فريقه ضربات جزاء . أسباب غيابه بلا شك غياب اللاعب بصورة مستمرة عن المباريات جعل الجميع يتوقع مغادرته في التسجيلات الصيفية في مايو الماضي وبالفعل دخل اللاعب دائرة المرشحين المغادرة بالإعارة أو الاستغناء المباشر و لكن عدم انتظام المدافع المالي كانوتيه في اللعب حيث يعاني من إصابة منذ بداية الموسم الحالي إبان معسكر الفريق بالإمارات جعل الإدارة تبقي عليه في الصفوف لفترة مقبلة ، وكذلك غادر النادي مدافع المنتخب السيراليوني ديفيد سيمبو الذي كان يشارك باستمرار ، و بدون شكل التغيير المستمر في الأجهزة الفنية للهلال خصم الكثير من اللاعب فتارة يجد نفسه ضمن خيارات مدرب و من بعد مغادرته يأتي آخر بفلسفة جديدة و يحتاج عينة محددة من اللاعبين وأحياناً العاطفة تغلب على القرارات الفنية ، و ثاني الأسباب التي جعلته يحتجب للتألق الكبير للثنائي حيث يقدم سيف مساوي أفضل مواسمه مع الفريق الهلالي ، بالإضافة للنجم الجنوب سوداني أتير توماس الذي لعب موسماً رائعاً ، و حتى ديفيد سيمبو انتزع مكانه و كان يؤدي بشكل رائع و من المعلوم بأن خط الدفاع من أكثر المراكز التي لا تحتمل التغييرات المتعددة . اجتاز الامتحان الأفريقي بامتياز كلما يحتاج الهلال لمدافعه الوطني يجده في قمة تألقه، ففي النصف الأول لدوري سوداني كان الهلال في مواجهة المريخ و يفتقد لأحد الثنائي سيف و أتير ليعهد له مهمة الدفاع و يؤدي بشكل مثير ، و في الفترة الأخيرة عندما أفتقد الهلال جهود أتير توماس بعامل الإيقاف أمام مازيمبي في رابطة أبطال أفريقيا ليخشى الجميع على الهلال واهتزاز الدفاع أن مالك استطاع أن يقدم مباراة كبيرة ويحافظ على شباك ماكسيم نظيفة برفقة زملاءه في الخط الخلفي فلعب بانسجام مع مساوي و كأنه أساسي طوال فترة الموسم . مدافع متكامل ويلعب الكرة الحديثة مالك من نوعية المدافعين الحاسمين و يميل للعب بالعقل فلا يتهور إنما يوقت بطريقة رائعة ويقوم ببناء الهجمات بطريقة ممتازة من الخلف مما يتيح للفريق بناء هجمة نموذجية بجانب الحفاظ على الكرة بشكل جيد ، و يبعد الكرات بمبدأ السلامة المشهور خشية انقطاع الكرة في مناطق حساسة تؤثر في دفاع فريقه و يجيد الألعاب الهوائية بشكل رائع و يعتقد المدرب محمد الطيب المعروف بمورينهو بأن ثنائيته مع أتير و مساوي أمر يخدم مشوار الهلال لأن الثنائي المذكور يتشابهان في الكثير من الصفات الفنية مما أدى لإحساس بأن دفاع الهلال يعاني وأشار كثيراً مورينهو في أحاديثه إلي ضرورة الزج بواحد من أتير و سيف مع إشراك لاعب يختلف في الأسلوب و مؤكداً بأن مشاركة مدافع مثل مالك ستعطي توازناً أكثر للدفاع و يكمل نواقص أحدهما ، و لكن الرؤية الفنية للكوكي هي الفيصل و تعطي أولوية المشاركة للاعب الذي يراه ينفذ خططه . احترافية عالية ويبتعد عن الصحافة طوال الفترة الماضية لم تظهر بادرة من اللاعب تجاه إدارة الفريق أو الأجهزة الفنية التي تشرف عليه ، رغم نيله فرص المشاركة إلا أنه يؤثر الصمت ليؤكد بأنه محترف حقيقي يعرف دوره فلا يتغيب عن التمارين و لم تصدر منه أحداث تضعه في موقف محرج مع الجماهير أو الإدارة و المدير الفني ، و اللاعب الشرس داخل الميدان هادئ الطبع خارج الميدان و لا يحاول الظهور و يرفض دوماً التصريحات بلطف كبير ، مما يؤكد ثقته بنفسه عبر إثبات الذات في الملاعب فقط . يدعم حظوظ الفرقة الهلالية في البطولات الثلاث بدون شك المستوى الأخير للمدافع مالك يدعم حظوظ الهلال في البطولة الأفريقية خاصة بأن المشوار يتطلب الكثير من الخيارات على مستوى اللاعبين وتواجده برفقة الثنائي أتير و مساوي سيجعل التنافس على أشده و يمنح الكوكي خيارات أوسع خاصة بأن البطولات الثلاث التي يشارك فيها الفريق الدوري الممتاز و كأس السودان و دوري أبطال أفريقيا دخلت مراحل حاسمة وتتطلب جاهزية جميع اللاعبين و تألقهم من أجل أفضل ختام بعدما أدى الفريق موسماً رائعاً على كل الأصعدة محلياً و أفريقياً، فهل يواصل اللاعب رحلة التألق ؟.