* وصول الهلال إلى نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا، يذهب الفضل فيه إلى مدربه التونسي نبيل الكوكي الذي لعب دوراً جوهرياً في تخطي الفريق لكل العقبات وتسجيل أسمع في دفتر حضور الأربعة الكبار، في البطولة الأفريقية الأولى والأغنى لدى الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، من واقع الظروف التي عاشها الفريق والمهددات التي كانت تحيط به من تفشي ظاهرة الإصابات التي ضربت معظم لاعبي الفريق إلى جانب تراجع مستوى النجوم الكبار، وعدم تقديم الوافدين في تسجيلات مايو للفائدة المرجوة، مما وضع على كاهل الكوكي حملاً ثقيلاً وجعله في وجه المدفع من أجل الإبقاء على الفريق واقفاً على ساقيه، مع الإبقاء على الأهداف كما هي مما زاد صعب من مهمة نبيل الذي تعامل بشجاعة ونبل وقاد السفينة إلى بر الأمان دون أضرار تذكر، وسط وجهات نظر مختلفة على الطريقة التي يدير بها المدرب الفريق. 1 * يعتبر نبيل الكوكي المولود في 1970، من أنجح المدربين الشباب في خارطة الكرة التونسية، من واقع تدريبه لأندية كبيرة مثل الأفريقي التونسي الفريق الذي سطع معه نجمه كلاعب وبدأ به مشواره في التدريب عام 2007، وخلال 8 سنوات فقط صنع لنفسه أسماً كبيراً في عالم التدريب بعد أن أشرف على أندية الصنف الأول في تونس، بقيادة الأفريقي والصفاقسي والملعب، والأهلي بوعريج الجزائرين وقوافل قفصة التي كانت بمثابة الكبرى الذي عبر به إلى شط الموج الأزرق، الذي حقق فيه الكوكي نجاحاً لا مثيل له في تجاربه السابق بقيادة الفريق بالتأهل إلى نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا وهذا إنجاز سيكتب في سفر الكوكي الذي لا زال يحلم بتحقيق الكثير. 2 * لم يخب نبيل الكوكي ظن أستاذه المدرب الكبير فوزي البنزرتي الذي توقع له أن يحقق النجاح مع الهلال، وقال في تصريحات سابقة: إن الكوكي مدرب طموح لا يبطره الفوز ولا تقتله الخسارة. وصدق البنزرتي فيما ذهب إليه بعد أن تحمل الكوكي ما هو أصعب من الذي أجبر مواطنه نصر الدين النابي على ترك سفينة الهلال في عرض البحر، حتى ينجو من سياط النقد ولكن الكوكي الذي يرى أن النقد هو ضريبة النجاح، قال في أحد تصريحاته: قولي في حق ما تشاءون ولكن عليكم أن تشجعوا اللاعبين, وها هو يحصد ثمار الصبر ويقود الفريق إلى المحطة التي وصل لها من قبل 3 مرات في أعوام (2007، و2009 و2011). 3 * يراهن جمهور الهلال كثيراً على نبيل الكوكي في تحقيق ما يلبي طموحهم الكبير وهو قيادة الفريق لتخطي عقبة اتحاد العاصة والتأهل إلى نهائي دوري أبطال أفريقيا للمرة الأولى بالرغم من أن الفريق وصل من قبل للنهائي مرتين (1987 و1992) في بطولة الأندية الأفريقية، وقد فتح التاريخ أبوابه للكوكي لتحقيق هذا الحلم، قياساً على النجاحات الكبيرة التي حققها في الأدوار السابقة وتفوقه على مازيمبي الكونغولي المرشح الأبرز للبطولة بالتعادل السلبي في لوممباشي والفوز بهدف في أم ردمان، ويبدو الكوكي مؤهلاً لتحقيق هذا الحلم والسير بخطوات ثابتة حتى منصات التتويج ومع الوضع ف الاعتبار أن الكوكي الذي تميز في خانة الإرتكاز عندما كان لاعباً، يطبق أسلوب الكرة الإيطالية التي ترفع شعار (الدفاع خير وسيل للهجوم). * 4 * تذوَّق نبيل الكوكي طعم التتويج بالذهاب في بداية مشواره التدريبي عندما كان عضواً ضمن الجهاز الفني للصفاقسي الذي فاز ببطولة الكونفدرالية 2007، على حساب المريخ، وأمامه فرصة كبيرة، لقيادة الفريق الأزرق إلى إنجاز تاريخي لم يسبقه له أحد وهو التتويج بلقب دوري أبطال أفريقيا هذا الموسم ولكن قبل التفكير في اللقب فإن مهمة الكوكي تنحصر الآن في قيادة الهلال لعبور عقبة اتحاد العاصمة الجزائري في نصف النهائي وبعد ذلك فليفكر بالطريقة التي يراه مناسباً لتحقيق اللقب.